برامج مجانية

تحميلات نداء الابمان تحت الصورة

تحميلات : برنامج الذاكرالقرآن مع الترجمةبرنامج القرآن مع التفسيربرنامج القرآن مع التلاوةبرنامج المكتبة الالكترونية.

*********** 9 مصاحف في الوسط جاهزة جديدة

/ /   /

Translate الترجمة

الثلاثاء، 31 يناير 2023

الغريـب المُصنّـف أبي عُبيدٍ القاسم بن سلاَّم المتوفى سنة 224 هـ

الغريب المصنف 

ص -245- الغريـب المُصنّـف أبي عُبيدٍ القاسم بن سلاَّم

المتوفى سنة 224 هـ

تحقيق صفوان عدنان داوودي

القسـم الأوّل

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمـة المحقـق

الحمدُ للِّهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسَّلامُ على خاتم المرسلين، وأفصحِ الناطقين، سيِّدنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبه أجمعين،

وبعدُ

فإنَّ علمَ اللُّغة العربية من أشرفِ العلوم، ومعرفتهُ من خير الأمور، وذلك لأنَّ الله اختار العرب على العالمين، وفضَّل لغتهم على سائر اللغات، فأرسل أفضلَ أنبيائه بأفصحِ لغةٍ في أفصحِ قومٍ، وأنزلَ كتابه العزيز بتلك اللغة، فقال عزَّ مِنْ قائلٍ: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} الشعراء: 195. وقال أيضاً: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} الزخرف: 3.

وجعل كتابه قانوناً لهم، وأمرهم بالعملِ بما فيه، والاهتداء بهديه، ولا سبيلَ إلى فهم هذا الكتابِ العظيم، ولا إلى معرفَة كلامِ خاتم المرسلين، إلاَّ بمعرفة اللُّغة العربية ودراستها، لذا كان تعلُّمهَا من الأمور المطلوبة، والسنن المحبوبة، وقد استنبط بعضُ العلماء من قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} البقرة: 23.

 

 

 

ص -246- أنَ تعلُّمَ اللغات أفضل من التفرُّغ والتخلي للعبادة، إذ لما علَّم اللّه آدمَ أسماء المسميات كلَّها أمر الملائكة الذين يعبدونه في كلِّ طرفةِ عينٍ أن يسجدوا لأدم لهذه المزية.

ورحم اللّه القائل:

 

علمُ اللغـاتِ علينـا فرضٌ كفرضِ الصلاةِ

 

فـليس يحـفظ دينٌ إلا بحفظ الـلُّغـاتِ

 

لذا قام علماء هذه الأمَّة بالتشمير عن ساعد الجد، فبدؤوا بالتصنيف في سائر الفنون والعلوم، ومِنْ جملتها علمُ اللُّغة، فألَّفوا المُؤلَّفات الكثيرة ما بين صغيرٍ وكبير، حتى حفظوا لنا اللُّغة وأوصلوها إلينا، إذ لو التأليف لضاعت أكثر العلوم، لعجزِ كثيرٍ من النَّاس عن الحفظ.

وكان من ضمن كتب اللًّغة كتابُ "الغريب المصنَّف، للإمام المُتفَقِ على جلالته أبي عبيدٍ القاسم بن سلاَّم، صنَّفه في أربعين سنةً ورَتّبه على الموضوعات، فكان كتابُه هذا من طليعةِ المعاجم العربية المؤلفة في هذا النوع والكتابُ لَمْ يرَ النور إلى هذا اليوم، فأعاننا اللّه على تحقيقه ونشره، ونسأله تعالى القبول،

ونبدأ أولاً بترجمة المؤلف.

ثمَّ بدراسةٍ وافيةٍ عن كتابه

ثمَّ بإخراج نصِّ الكتاب.

وما توفيقنا إلا باللّه، عليه توكَّلنا، وعليه اعتمادنا.

المحقـق

المدينة المنورة 1410 هـ

 

 

 

ص -249- ترجمة المؤلـف ودراسـة عنـه

اسمـه ونسبـه

هو القاسم بن سلاّم1، كان أبوه سلاَّم عبدا ً رومياً لرجلٍ من أهل هراة، وهي مدينةٌ من مدن خراسان.

وكان أبوه يحبُّ العلم، فيحكي أنَّه خرج يوماً، وأبو عبيدٍ مع ابنِ مولاه في الكُتَّاب، فقال للمعلِّم: علِّمي القاسم فإنَّها كَيِّسه.

فخاطب أبوه المعلمَ بضمير المؤنث، وهو لحنٌ لكونه رومياً.

ولد أبو عبيدٍ بهراة سنة 150 هـ وقيل: سنة 154 هـ، وكان أبوه يتولَّى الأزد، وكان أبو عبيد ينزل في بغداد بدرب الريحان.

شيوخـه

روى أبو عبيدٍ عن عددٍ كبير من أهل العلم واللغة، حتى صار إمامَ عصره، وسيِّدَ دهره، ونبغ في عدّة علومٍ، فقرأ على:

1- إسماعيل بن جعفر. انظر طبقات الشافعية 2/ 154، وطبقات الحنابلة 1/ 259.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر ترجمته في تاريخ بغداد 12/403، إنباه الرواة 3/12، بغية الوعاة 2/253، معجم الأدباء 16/ 238 تاريخ الأدب العربي 2/155، طبقات الحنابلة 1/259، طبقات المفسرين 2/37، شذرات الذهب 2/54، طبقات الشّافعية الكبرى20/153، وسير النبلاء10/490، وتذكرة الحفاظ 1/417.

 

 

 

ص -250- 2- شريك بن عبد الله، وهو أكبر شيوخه. انظر طبقات الشافعية الكبرى2/ 154، وطبقات الحنابلة 1/ 259.

3- إسماعيل بن عياش. انظر تاريخ بغداد 12/ 203.

4- هُشيم بن بشير. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

5- جرير بن عبد الحميد. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

6- سفيان بن عيينة. انظر تاريخ بغداد 12/403. وطبقات الشافعية الكبرى 2/ 154.

7- إسماعيل بن علية. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

8- يزيد بن هارون. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

9- يحيى بن سعيد القطان. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

10- حجَّاج بن محمد أخذ عنه القراءة. انظر تاريخ بغداد 12/403.

11- أبي معاوية الضرير. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

12- صفوان بن عيسى. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

13- عبد الرحمن بن مهدي. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

14- حماد بن مسعدة. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

15- مروان بن معاوية. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

16- أبي بكر ابن عياش. انظر تاريخ بغداد 12/403، وطبقات الشافعية الكبرى 2/154.

17- عمر بن يونس. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

18- إسحاق الأزرق. انظر تاريخ بغداد 12/ 403.

19- أبي زيد الأنصاري. انظر إنباه الرواة 3/13، وتاريخ بغداد 12/404.

وقد صرَّح أبو عبيد بالسماع منه في عدة مواضع من كتابه الغريب المصنف.

20- أبي عبيدة. انظر إنباه الرواة 3 / 13، والفهرست ص 106.

 

 

 

ص -251- 21- الأصمعيّ. انظر الفهرست ص106، وتاريخ بغداد 12/404، وإنباه الرواة 3/ 13.

22- اليزيدي. انظر الفهرست ص 106، وإنباه الرواة 3/ 13، وطبقات الحنابلة 3/260.

23- ابن الأعرابيّ. الفهرست ص 106، وطبقات الحنابلة 3/260، وتاريخ بغداد 12/ 404.

24- أبي زياد الكلابي أخذ عنه اللغة، وهو من الأعراب، قدم بغداد أيام المهدي. انظر الفهرست ص 67.

25- الأموي. انظر طبقات الحنابلة 1/ 261، وإنباه الرواة 3/ 13.

26- أبي عمرو الشيباني. انظر تاريخ بغداد 12/440، وطبقات الحنابلة 1/ 261.

27- الكسائي. انظر طبقات الشافعية الكبرى 2/ 153، وإنباه الرواة 3/13.

28- الأحمـر. انظر تاريخ بغداد 12/ 404، وإنباه الرواة 3/ 13.

29- الفـرّاء. انظر تاريخ بغداد 12/404.

30- اللحياني غلام الكسائي، اسمه علي بن المبارك. أنظر الفهرست ص 72.

31- شجاع بن أبي نصر، قرأ عليه القرآن. طبقات الشافعية الكبرى 2/153.

32- عبد الله بن المبارك. انظر طبقات الشافعية 2/ 153.

33- الشافعي، وله معه مناظرة في القرء. طبقات الشافعية الكبرى 2/154.

34- إسماعيل بن جعفر. أخذ عنه القراءة. سير أعلام النبلاء 10/506.

35- أبي مسهر، أخذ عنه القراءة. سير النبلاء10/ 506.

36- النضر بن شميل. انظر نزهة الألباء ص73.

 

 

 

ص -252- تلامذته

روى عن أبي عبيدٍ، وأخذَ عنه العلم كثيرٌ من الناس، والرُّواة عنه مشهورون ثقاتٌ، ذوو ذكرٍ ونبلٍ، وعادَتْ بركةُ أبي عبيدٍ رحمه اللّه على أصحابه، فكلُّهم نبغَ في العلم واشتُهر به، وأخذ عنه وتصدَّر للإفادة، فمنهم:

1- أبو عبد الرحمن أحمد بن سهل التميمي.

2- وأحمد بن عاصم البغدادي.

3- ثابت بن أبي ثابت، ورَّاق أبي عبيد، له كتاب "الفرق "، مطبوع.

4- أبو منصور نصر بن داود الصاغاني. تاريخ بغداد 13/292.

5- محمد بن وهب أبو جعفر المسعري1.

6- محمد بن سعيد الهروي.

7- محمد بن المغيرة البغدادي.

8- عبد الخالق بن منصور النيسابوري.

9- أحمد بن يوسف التغلبي. تاريخ بغداد 5/219.

10 – أحمد بن القاسم. تاريخ بغداد 4/349.

11- إبراهيم بن عبد العزيز البغي.

12- أخوه علي بن عبد العزيز، راوي كتب أبي عبيد.

13- محمد بن إسحاق الصاغاني.

14- الحسن بن مكرم.

15- أبو بكر ابن أبي الدنيا.

16- الحارث بن أبي أسامة.

17- محمد بن يحيى المروزي.

18- أبو الحسن الطوسي راوي كتاب الغريب المصنَّف.

19- علي بن المديني، قرأ عليه غريب الحديث. انظر تاريخ بغداد 12 /407.

20- أحمد بن حنبل، قرأ عليه غريب الحديث.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الغريب المصنف النسخة التونسية ورقة 612.

 

 

 

ص -253- 21- يحيى بن معين، قرأ عليه غريب الحديث.

22- عباس العنبري. انظر تاريخ بغداد 12/ 407.

23- إبراهيم بن إسحاق الحربي، غريب الحديث للحربي 1/ 37.

24- المأمون الخليفة العباسي، قرأ عليه غريب الحديث. انظر تاريخ بغداد 12/408

25- بندار بن عبد الحميد، المعروف بابن لرَّة.

26- المسعري، علي بن محمد بن وهب.

27- القاسم بن الإصبع. انظر الفهرست ص 71.

28- الإِمام البخاري، محمد بن إسماعيل، طبقات المفسرين 2/ 38 وسير النبلاء10/ 507. نقل عنه في التاريخ الكبير، وفي "أفعال العباد".

29- الحافظ أبو داود صاحب السنن، طبقات المفسرين 2/ 38، نقل عنه في تفسير أسنان الإِبل في الزكاة.

30- الإِمام الترمذي، طبقات المفسرين 2/ 38.

31- أحمد بن إبراهيم، ورَّاق أبي عبيد أيضاً، روى عنه القراءات. سيرالنبلاء10/ 507.

32- ثابت بن عمرو بن حبيب، صحب أبا عبيد، وروى عنه كتبه كلها. إنباه الرواة 1/ 298.

33- عبد الله بن مخلد. راوية أبي عبيد. الوافي 17/600.

34- موسى بن خاقان، سمع الغريب المصنف من أبي عبيد، وسمعه معه:

35- جيش بن مبشر 1، والقرشي، ومسلم، والطوسي، وأبو جعفر المسعري وأبو أيوب البصري، كما ورد في الورقة الأخيرة من مخطوطة تونس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ترجمته في تاريخ بغداد 8/ 272.

 

 

 

ص -254- وصفـه وكلام الأئمة فيه

كان أبو عبيدٍ من الرَّاسخين في العلم، العاملين بما يعلمون، ذا زُهدٍ وورع، وتقوى للَّهِ عزَّ وجلَّ، وقد أثنى عليه العلماء كثيراً، فقد قال إسحاق بن راهويه شيخُ الحديث: الحق يحبُّه الله عزَّ وجلَّ، أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم أفقهُ مني وأعلمُ مني1.

وقال الهلال بنِ العلاء الرّقي: مَنَّ اللّهُ علي هذه الأمَّةِ بأربعةٍ في زمانهم: بالشافعيِّ تفقهَ بحديثِ رسولِ اللُّه صلى الله عليه وسلم، وبأحمدَ بن حنبل، ثبتَ في المحنة، لولا ذلك كفر النَّاس، وبيحيى بنِ معين، نفى الكذبَ عن حديثِ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وبأبي عبيدٍ القاسمِ بن سلاَّم، فسَّرَ الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا ذلك لاقتحم النَاسُ في الخطأ2.

وقال ثعلبٌ النحوي: لو كان أبو عبيدٍ في بني إسرائيل لكان عجباً 3.

وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيدٍ القاسم بن سلاَّم فاضلاً في دينه وفي علمه، ربانيَّاً مُتَفنِّناً في أصناف علوم الإسلام، من القرآن والفقه، والعربية والأخبار، حسنَ الرِّواية، صحيحَ النَّقل، لا أعلمُ أحداً من النَّاس طعن عليه في شيء من أمرهِ ودينه 4.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 تاريخ بغداد 12/411، وإنباه الرواة 3/ 19.

2 تاريخ بغداد 12/ 410، وإنباه الرواة 3/ 19.

3 انظر إنباه الرواة 3/ 19.

4 انظر إنباه الرواة 3/ 19، وتاريخ بغداد 12/ 411.

 

 

 

ص -255- وقال عبد الله بن طاهر: كانَ للنَاسِ أربعة: ابنُ عبَّاس في زمانه، والشَعبي في زمانه، والقاسمُ بن مَعنٍ في زمانه، وأبو عبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم في زمانه1.

وقال إبراهيم الحربيُّ: أدركتُ ثلاثةً لن يُري مثلهم أبداً، تعجزُ النّساء أنْ يلدْنَ مثلهم، رأيتُ أبا عبيدٍ القاسمَ بنَ سلاَّم، ما مثَّلْتُه إلا بجبل نفِخَ فيه روحِ، ورأيتُ بشرَ بنَ الحارث فما شبهْتُه إلا برجلٍ عُجِنَ من قَرْنِه إلى قدمِه عقلا، ورأيتُ أحمد بن حنبل فرأيتُ كأنَ اللَّهَ جمعَ له علم الأوَّلين من كلِّ صنفٍٍ، يقول ما شاء ويمسك ما شاء2.

وقال إسحاقُ بن إبراهيم الحنظليُّ: أبو عبيدٍ أوسعُنا علماً، وأكثرنا أدباً، وأجمعُنا جمعاً، إنَا نحتاج إلى أبي عبيدٍ، وأبو عبيدٍ لا يحتاج إلينا3.

وقال الجاحظ: ومن المُعلِّمين ثمَّ الفقهاء والمحدثين، ومن النحويين والعلماء بالكتاب والسُنَّة، والنَّاسخ والمنسوخ، وبغريبِ الحديث، وإعراب القرآن، وممَن جمع صنوفاً من العلم، أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم، وكانَ مؤدباً لم يكتب النَاسُ أصحَّ من كتبه، ولا أكثر فائدة4.

وسئل أبو قدامة عن الشافعيِّ وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد، فقال: أما أفهمُهم فالشافعي، إلا أنَّه قليلُ الحديث، وأمَا أورعهم فأحمد بن حنبل، وأمَّا أحفظهم فإسحاق- هو ابن راهويه-، وأمَّا أعلمُهم بلغاتِ العربِ فأبو عبيدٍ5.

فهذه الشهادات من هؤلاء العلماء وغيرهم دليلٌ واضحٌ على مكانة أبي عبيدٍ العالية، ومرتبته المنيفة، إذ النَاسُ شهداءُ الله في الأرض، فإذا أثنوا على

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر تاريخ بغداد 12/412.

2 تاريخ بغداد 12/412.

3 إنباه الرواة 3/ 19.

4 طبقات النحويين للزبيدي ص 199.

5 إنباه الرواة 3/18.

 

 

 

ص -256- رجلٍ خيراً قُبلت شهادتهم عند الله، ودلَّت على صدق المشهود له، وحسن حالته.

وقد كان أبو عبيد رحمه اللّه يقسمُ اللَّيلَ أثلاثاً، فيصلَّي ثُلثه، وينامُ ثلثه، ويصنع الكتب ثلثه1

فهذا دليلٌ على حرصه واهتمامه بالوقت، إذ الوقتُ رأسُ مالِ المرء، فإذا أحسنَ استغلاله فقد فازَ وربح، و إلا خابَ وخسر، وكانت عادةُ أسلافِنا المحافظةَ على الوقتِ، وقضاءَ أكثرِه فيما فيه فائدةٌ وخيرٌ، حتى قدَّموا لنا تُراثاً علمياً كبيراً، يعجبُ المرءُ كثيراً كيفَ ألَّفوه وصنَّفوه وما ذلك إلا من تقواهم، وحرصهم على الساعات واللحظات، حتى وضع اللَّهُ البركةَ في أعمارهم وأعمالهم، فأنتجوا إنتاجاً كبيراً في مُدَدٍ يسيرة.

وكان أبو عبيدٍ في أوَّل أمره يؤدِّب غلاماً في شارع بشر وبشير2، ثم صار مؤدِّباً لأولاد هرثمة بن أعين، أحد ولاة الخليفة العباسي هارون الرشيد كان والياً على خراسان، ثم ولاَّه الرشيد على بلاد أفريقيا سنة 177 هـ 3.

فعند ذلك اتَّصلَ بثابتِ بن نصر بن مالـك الخز اعي، فصار يؤدّب أولاده، ثُمَّ وُلِّي ثابتٌ طرسوس ثماني عشرة سنةً، فولَّى أبا عبيد القضاءَ بطرسوس ثماني عشرة سنةً، فاشتغل عن كتابة الحديث.

ثمَّ صار إلى ناحية عبد الله بن طاهر، واتصاله بالطاهريين كان لمّا نزل طاهر بن الحسين إلى مرو سنة 195 هـ طلب رجلاً ليحدِّثه ليلةً، فقيل له: ما هاهنا إلا رجلٌ مؤدِّبٌ، فأُدخل عليه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم، فوجده أعلم الناس بأيام النَّاس، والنحو، واللغة، والفقه، فقال له: من المظالم تركك أنت بهذا البلد، فدفع إليه ألف دينار، وقال له: أنا متوجِّهٌ إلى خراسان إلى حربٍ، وليس أحدث أنّ أستصحبك شفقاً عليك، فأنفق هذا إلى أن أعود إليك، فًبدأ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 تاريخ بغداد 12/407.

2 تاريخ بغداد 12/413.

3 الكامل في التاريخ 6/137.

 

 

 

ص -257- أبو عبيد بتأليف الغريب المصنف1 إلى أن عاد طاهر بن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سُرَّ مَنْ رأى، فمن ذلك اليوم قويت صلتُه مع الطاهريين، وكانَ طاهر بن عبد الله يودُّ أنْ يأتيه أبو عبيدٍ ليسمع منه كتابَ "غريب الحديث" في منزله، فلم يفعلْ ذلك إجلالاً لحديث رسول الله صلى اللّه عليه وسلّم، فكان هو يأتيه.

وقد كان مرَّةً مع عبد الله بن طاهر، فوجَّه إليه أبو دُلَف العجلي يستهديه أبا عبيدٍ لمدَّة شهرين، فأنفذ أبا عبيدٍ إليه، فأقام شهرين، فلمَّا أراد الانصراف وصله أبو دُلَف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها، وقال: أنا في جنبةِ رجلٍ ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما فيه عليَّ نقصٌ ، فلما عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، بدلَ ما وصله أبو دُلَف فقال له: أيها الأمير، قد قَبِلْتُها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرِّك، وكفايتك عنها، وقد رأيتُ أن أشتريَ بها سلاحاً وخيلاً، وأتوجَّه بها إلى الثغرة ليكونَ الثوابُ متوفِّراً على الأمير، ففعل2.

فهذا دليلٌ واضح على إكرام الطاهريين له، وعلى عفَّة أبي عبيد ونزاهته، رحمه الله.

ثم صارت صلتُه بعدها قويةً مع عبد الله بن طاهر، ولمَّا صنَّف أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر، فاستحسنه وقال: إنَّ عقلاً بعثَ صاحبه على عملِ مثلِ هذا الكتاب لحقيقٌ أن لا يُحوجَ إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر. فكان هذا ممَّا ساعده على التفرُّغ لطلب العلم والازدياد منه، وكفاه مؤنة معاشه ودنياه.

وفي سنة 213 هـ توجَّه أبو عبيد إلى مصر مع يحيى بن معين، فسمع علماءها وكتب بها، ثم رحل إلى دمشق طلباً للعلم.

وبعدها عاد إلى بغداد، ثم قصد مكة سنة 219 هـ، وأقام بها حتى مات

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر تاريخ بغداد 2 1/ 406. فعلى هذه الرواية يكون تأليف الغريب استغرق 29 عاماً.

2 انظر تاريخ بغداد 12/406.

 

 

 

ص -258- وفـاتـه

خرج أبو عبيد إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين، وحجَّ، ولم يزلْ بها إلي أن توفي سنة 224 هـ. في يوم الأربعاء 12 المحرم، كما في التونسية.

وقد ذُكر أنَّ أبا عبيدٍ قدم مكَة حاجاً، فلما قضي حجَّه وأراد الانصراف اكترى إلى العراق، ليخرج صبيحة الغد. قال أبو عبيد. فرأيتُ النبيَّ صلّى اللّه عليه وسلّم في رؤياي وهو جالسٌ، وعلى رأسه قومٌ يحجبونه، والنَّاس يدخلون ويسلِّمون عليه، ويصافحونه قال: فكلَّما دنوت لأدخلَ مع النَّاس مُنِعت، فقلتُ لهم: لمَ لا تُخلّون بيني وبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ؟ فقالوا لي: لا واللِّه، لا تدخل عليه ولا تُسلِّمُ عليه وأنت خارجٌ غداً إلى العراق، فقلتُ لهم: إني لا أخرج إذاً، فأخذوا عهدي، ثمَّ خلَّوا بيني وبين رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فدخلتُ وسلَّمتُ عليه، وصافحني، وأصبحتُ ففسخت الكراء وسكنت مكة.

وقال أبو سعيد الضرير: كنتُ عند عبد اللّه بن طاهر، فورد عليه نعيُ أبي عبيد، فقال لي: يا أبا سعيدٍ ، مات أبو عبيد، ثمَّ أنشأ يقول:

 

يا طالب العلمِ قد ماتَ ابن سـلاَّم وكـانَ فـارسَ علمٍ غيرَ مِحْجامِ

 

ماتَ الذي كانَ فيكم ربعَ أربعـةٍ لم يُؤتَ مثلُهم إستـارَ أحكـامِ1

 

حَبْـرُ البـريَّـةِ عبـدُ اللَّه أوَّلهم وعـامرُ، ولَنِعْمَ الثَّـاوِ يا عـامي

 

هما اللذان أنافـا فـوقَ غيرهـما والقاسمان ابن معـنٍ وابن سـلام

 

فـازا بقدحٍ متينٍ لا كفـاء لـه وخلَّفاكم صفوفاً فـوق أقـدام2

 

يريد: عبد الله بن عباس، وعامر الشعبي، والقاسم بن معن، وأبا عبيد.

وفارق أبو عبيد هذه الدنيا الفانية بعد حياةٍ مليئةٍ بالعلم والعبادة والتعليم، لينتقل إلى دار الآخرة، ليلقى جزاء عمله ونتيجة اجتهاده، في حياةٍ هنيئةٍ دائمةٍ، أفاضَ عليه ربُّنا وابلَ رحمته، وفيضَ مغفرته.

وكانت وفاته سنة 224 هـ وبلغ أربعاً وسبعين سنة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 إستار كلمة فارسية تِطلق على الأربعة، وصحفها بعضهم إلى أستاذ.

2 انظر تاريخ بغداد 12/412، وطبقات النحويين ص 201.

 

 

 

ص -259- مُؤلَّفاتُـه

صنَف أبو عبيدٍ مُصنفاتٍ متعددة. في علوم شتَّى، وروى النَّاس من كتبه المُصنَفة بضعةً وعشرين كتاباً في القرآن والفقه، والغريب والأمثال، وله كتبٌ لم يروها، وأشهر مؤلفاته:

1- كتاب غريب الحديث، صنَّفهُ للخليفة المأمون العباسي، وقرأه عليه. قال أبو عبيد: مكثتُ في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربَّما كنتُ أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيتُ ساهراً فرحاً مني بتلك الفائدة.

وقد تقدَّم عرضُه الكتاب على عبد الله بن طاهر.

والكلامُ على هذا الكتاب يطول جداً، فمن مُثنٍ عليه مُبالغٍ في الثناء، ومن مُنتقدٍ له، وليس هذا المحلُ لبسطِ الكلام عليه.

والكتابُ مطبوعٌ في حيدر آباد سنة 1964، في أربعة أجزاء، وصوِّر في بيروت في دار الكتاب العربي ويليه في الشهرة كتاب:

2- الغريب المُصنَّف، وسنعقد له باباً خاصاً، وألَّفه في أربعين1 سنة مع غريب الحديث. ثم بقية كتبه، وهي:

3- الأمثال، طبع في جامعة أم القري بمكة المكرمة، بتحقيق د. عبد المجيد قطامش عام 1980.

4- الأموال، نشره حامد الفقي سنة 1353هـ، وأُعيد طبعه بتحقيق محمد خليل الهراس في القاهرة سنة 1388 في مجلد.

قال أبو الحسين بن المنادي: وكتابه في الأموال من أحسن ما صُنِّف في الفقه وأجوده.

وقال إبراهيم الحربي: أضعفُ كتبه كتاب الأموال، يجيء إلى بابِ فيه ثلاثون حديثاً، وخمسون أصلاً عن النبيَ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيجيءُ يحدِّث بحدَيثين يجمعهما من حديث الشام، ويتكلَّم في ألفاظهما.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب.

 

 

 

ص -260- وذكر السمعاني في كتابه أدب الإملاء ص 148 عن أحمد بن مهدي قال: أردتُ أن أكتب كتاب الأموال لأبي عبيد، فخرجتُ لأشتري ماء الذهب، فلقيت أبا عبيد، فقلت: يا أبا عبيد، رحمك الله، أريد أن أكتب كتاب الأموال بماء الذهب. قال: اكتبه بالحبر فإنَّه أبقى.

5- الإيمان ومعالمه، نشره محمد ناصر الألباني- بدمشق.

6- ما ورد في القرآن الكريم من لغات العرب، طبع على هامش تفسير الجلالين بمصر سنة 1954.

7- الأجناس من كلام العرب وما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى طبع في بومباي- بتحقيق امتياز علي عرشي الرامفوري، سنة 1938، ومنه نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 2498.

8- فضائل القرآن- حققه محمد بوطوبوس، في سلا بالمغرب. في جامعة محمد الخامس. انظر نشرة التراث مجلد 4 عدد 39.

9- النعم والبهائم والوحش والسباع والطير والهوام وحشرات الأرض. نشره لويس بويجس، لايبزك سنة 1908.

10- كتاب الناسخ والمنسوخ، ومنه نسخة خطية في مكتبة أحمد الثالث برقم 143. وطبع بمكتبة الرشد في الرياض، بتحقيق محمد بن صالح المديفر.

11- كتاب الإيضاح.

منه نسخة مخطوطة في مكتبة فاس أول "القرويين " رقم 1183.

12- كتاب الخُطب والمواعظ.

منه نسخة مخطوطة في ليبزج أول رقم 158، وطبع في مصر بتحقيق د. رمضان عبد التواب.

13- كتاب فعلَ وأفعل.

منه نسخة مخطوطة في القاهرة ثاني 3/ 281.

14- معاني القـرآن.

جمع فيه بين طريقة التفسير بالمأثور، وطريقة الاستشهاد بالأبيات المثِّرية، رجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء،

 

 

 

ص -261- روى النصف منه، ومات قبل أن يسمع منه باقيه. والكتاب مفقود.

وينقل منه كثيراً أبو جعفر النحاس في كتابه. إعراب القرآن.

15- كتاب القراءات. مفقود.

16- كتاب غريب القرآن. مفقود.

17- كتاب عدد آي القرآن. مفقود.

18- كتاب آداب الإسلام. مفقود.

19- كتاب أدب القاضي. مفقود. وسماه السمعاني في التحبير 1/185: كتاب القضاء وآداب الأحكام.

20- كتاب الأحـداث. مفقود.

21- كتاب استدراك الخطأ. مفقود.

22- كتاب الأضداد. مفقود.

23- كتاب الأمالي. مفقود.

24- أنساب العرب. نقل عنه الزبيدي في تاج العروس، مادة: سرع1. والسّهيلي في الروض 1/292.

25- أنساب الخيل. مفقود.

26- الإيمان والنذور. مفقود.

27- الحجر والتفليس. مفقود.

28- الحيـض. مفقود.

29- الرحـل والمنزل. مفقود.

30- الطهارة. ومنه نسخة خطية في الظاهرية في المجاميع رقم 11.

31- المذكر والمؤنث. مفقود.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 كذا سماه الزبيدي في التاج 1/ 6، وسماه الخزاعي في تخريج الدلالات السمعية ص 117 جماهر الأنساب، وسماه ابن حجر في المعجم المفهرس ص 162 الجمهرة، وللطحاوي كتاب "الرد على أبي عبيد فيما أخطأ فيه من كتاب الأنساب" ا. هـ. نقلاً من كتاب " أبو عبيد " تأليف سائد بكداش- ضمن سلسلة أعلام المسلمين وكتاب أبي عبيد حقق في جامعة دمشق- كلية الآداب، ونالت به مريم الدرّ درجة الماجستير.

 

 

 

ص -262- 32- معاني الشعر. نقل منه السبكي في طبقات الشافعية 2/ 158.

33- كتاب الشعراء. إيضاح الكنون 1/ 306. مفقود.

34- المقصور والممدود. مفقود.

35- النسـب. مفقود.

36- النكـاح. مفقود.

37- مقاتل الفرسان. مفقود.

38- كتاب الشواهد.

39- كتاب مقتل الحسين.

ذكرهما السمعاني في التحبير 1/185، وقال: سمع هذه الكتب أبو علي الحداد من أبي نُعيم الحافظ، عن أبي القاسم الطبراني، عن عليّ بن عبد العزيز عنه. ا. هـ. أي: عن أبي عبيد.

 

 

 

ص -265- دراسة عن كتاب الغريـب المصنـف

كتاب الغريب المُصنَّف

هذا الكتابُ من أجلِّ كُتب اللغة، وأحسنِ ما صّنف فيها، ومنزلته في كتب اللغة كمنزلة صحيح البخاريِّ أو مسلم في كتب الحديث، حيث جمع فيه أقوالَ أئمة اللغةِ وفرسانها، ودقق ورجح بينَ الأقوال، وتلقَّاه العلماء بعده بالقبول والرضى.

وقد احتذى فيه أبو عبيد كتابَ شيخه النَّضر بن شميل، واسمه "كتابُ الصفات" وهو كتابٌ كبير يحتوي على عدََّة كتبٍ ، في خمسة أجزاء:

الجزء الأوَّل: يحتوي على خلق الإنسان، والجود والكرم، وصفات النساء.

الجزء الثاني: يحتوي علي الأخبية والبيوت، وصفة الجبال والشعاب، والأمتعة.

الجزء الثالث: للإبل فقـط.

الجزء الرابع:يحتوي على الغنم، والطير، والشمس والقمر، والليل والنهار، والألبان، والكمأة والآبار، والحياض، والأرشية، والدلاء، وصفة الخمر.

الجزء الخامس : يحتوي على الزرع، والكرم والعنب، وأسماء البقول، والأشجار، والرياح، والسحاب، والأمطار، وكتاب السلاح، وكتاب خلق الفرس.

 

 

 

ص -266- وللأسف كتاب الصفات1 هذا فُقِد مع ما فُقِد من كتب التراث والنضر ابن شميل توفي سنة 204 هـ.

ولم يكن اعتماد أبي عبيد على كتاب النَضر فقط، وإنما اعتمد أيضاً على غيره من الكتب المتقدّمة في هذا الباب، وخاصةً كتب الأصمعيّ.

وكتاب المصنَّف لأبي عبيدة معمر بن المثني، المتوفى سنة210هـ. وكتاب الخيل ومجاز القرآن له.

وكتاب الصفات، للأصمعي المتوفى سنة 216 هـ، وهو مخطوط في دار الكتب المصرية.

وكتاب الصفات لأبي زيد الأنصاري المتوفى سنة 215 هـ.

وكتاب النوادر لأبي زيد أيضاً، وهو مطبوع.

وكتاب (غريب المصنَّف) لأبي عمرو الشيباني، المتوفى سنة 206 هـ، وهو مفقود.

وكتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني، وهو مطبوع.

وكتاب ما اختلفت ألفاظه للأصمعي. وهو محظوظ في الظاهرية.

كتاب الفرق للأصمعي. وهو مطبوع.

خلق الإنسان للأصمعيّ، وهو مطبوع.

كتاب الأضداد للأصمعيّ. وهو مطبوع.

كتاب النخل للأصمعيّ. وهو مطبوع.

كتاب فعل وأفعل للأصمعيّ. وهو مطبوع.

كتاب الإبل للأصمعيّ. وهو مطبوع.

كتاب الخيل للأصمعي. وهو مطبوع.

كتاب الشاء للأصمعيّ. وهو مطبوع.

كتاب النبات للأصمعي. وهو مطبوع.

كتاب العين للخليل. وهو مطبوع.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 وكان ابن سينا يحفظ هذا الكتاب. انظر آثار البلاد ص 299.

 

 

 

ص -267- جمهرة النسب للكلبي. وقد طبع حديثاً.

ما اتفق لفظه لليزيدي. وقد طبع حديثاً.

نسب معد واليمن للكلبي. وقد طبع حديثاً.

الهمز لأبي زيد. مطبوع.

البئر لابن الأعرابي. مطبوع.

خيل العرب لابن الأعرابي. مطبوع.

جمرة النسب لابن الكلبي. مطبوع.

المقصور والمحدود للفرَّاء. مطبوع.

ما تلحن فيه العامة للكسائي. مطبوع.

الأيام والليالي للفراء. مطبوع.

وقد أوضحنا ذلك في تعليقاتنا على الكتاب.

بالإِضافة إلى كتب أخرى غيرها، مع الفوائد التي جمعها أبو عبيد من كلام العلماء، والأعراب، وغيرهم، فهذب كُتب مَنْ سبقه، وزاد فيها فوائد، وأوضح مجملها، واستشهد لما لم يستشهد له مَنْ قبله من الأشعار حتى غدا كتابه من أمهات الكتب المؤلَّفة في هذا الموضوع.

وكتاب (الغريب المصنَّف) يحتوي على حوالي ألف بابٍ، موزَّعة في ثلاثين كتاباً:

الكتاب الأول: خلق الإنسان الكتاب الثاني: كتاب النساء

= الثالث: كتاب اللباس = الرابع: كتاب الأطعمة

= الخامس: كتاب الأمراض = السادس: كتاب الخمر

= السابع: كتاب الدور والأرضين = الثامن: كتاب الخيل

= التاسع: كتاب السلاح = العاشر: كتاب الطير والهوام

= الحادي عشر: كتاب الأواني والقدور = الثاني عشر: كتاب الجبال

= الثالث عشر: كتاب الشجر والنّبات = الرابع عشر: كتاب المياه وأنواعها والقني

= الخامس عشر: كتاب النخل = السادس عشر: كتاب السحاب والأمطار

= السابع عشر: كتاب الأزمنة والرياح = الثامن عشر: كتاب أمثلة الأسماء

 

 

 

ص -268- = التاسع عشر: كتاب الأفعال = العشرون: كتاب الأضداد

= الحادي والعشرون: كتاب مكارم الأخلاق = الثاني والعشرون: كتاب السباع

= الثالث والعشرون: كتاب الإبل ونعوتها = الرابع والعشرون: كتاب الغنم ونعوتها

= الخامس والعشرون: الأسماء المختلفة لشيء واحد = السادس والعشرون: كتاب الوحش

= السابع والعشرون: كتاب الأجناس = الثامن والعشرون: كتاب أبواب اللبن

= التاسع والعشرون: نوادر الأسماء = الثلاثون: نوادر الأفعال

ويختلف أحياناً ترتيب هذه الأبواب حسب النسخ المخطوطة.

ويحتوي الكتاب على 1315 بيتاً شعرياً، وأكثرها منسوبٌ لقائليه.

وعلى 56 حديثاً، وعدد كبير من الأمثال.

وعدد ما تضمنه الكتاب من الألفاظ 17970 حرفاً.

وذكر الزبيدي في طبقاته ص 201 قال: قال لنا عليُّ: قال أبو عبد الرحمن اللحية صاحب أبي عبيد وقد جاوز دار رجلٍ من أهل الحديث كان يكتبُ عنه النَّاس، وكان يُزَنُّ1 بشرٍّ : إنَّ صاحب هذه الدار يقول: أخطأ أبو عبيد في مائتي حرفٍ من المصنَّف. قال عليُّ: فَحَلُمَ أبو عبيدٍ، ولم يقع في الرجل بشيءٍ ممَّا كان يعرف من عيوبه، وقال: في المصنَف مائةُ ألفِ حرفٍ، فإن أُخطئ في كلِّ ألفٍ حرفين فما هذا بكثيرٍ ممّا أدرك علينا، ولعلَّ صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المائتين بزعمه لوجدنا له مخرجاً.

وعن عبَّاس الخياط قال: كنت مع أبي عبيدٍ، فجاز بدار إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فقال: ما أكثَر علمه بالحديث والفقه والشعر مع عنايته بالعلوم!

فقلت: إنَّه يذكرك بضدّ هذا. قال: وما ذاك؟ قلتُ: ذكر أنَك صحّفت في المصنَّف نيِّفاً وعشرين حرفاً، فقال: ما هذا بكثيرٍ. في الكتاب عشرة آلاف حرفٍ مسموعة، فغلطٌ فيها بهذا ليسيرٌ، لعلّي لو نوظرت عنها لاحتججت فيها ولم يذكر إسحاق إلا بخير.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 أي: يُتهم.

 

 

 

ص -269- قال الزبيدي1: ولما اختلفت هاتان الروايتان في العدد، أمرني أمير المؤمنين رضي الله عنه بامتحانِ ذلك، فعددْتُ ما تضمَّنَ الكتاب من الألفاظ، فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرفٍ وتسعمائة وسبعين حرفاً.

هذا وقد أثني العلماء كثيراً على هذا الكتاب.

فقال شمر: ما للعرب كتابٌ أحسنُ من مصنَّف أبي عبيد2.

وقال ابن درستويه: الغريب المصنف، من أجلِّ كتبه في اللغة3.

وقال أبو عبيدٍ عن كتابه: هذا الكتاب أحبُّ إليَّ من عشرة آلاف دينار. يعني الغريب المصنَّف4. وقال إبراهيم الحربي: ليس لأبي عبيد كتابٌ مثلُ الغريب المصنف5.

توثيق الكتـاب

لا حاجة إلى توثيق نسبة الكتاب لمؤلّفه، إذ ذكره كل من ترجم لأبي عبيد، قديماً وحديثاً وتكاد تصل نسبة الكتاب لمؤلفه مبلغ التواتر، ولا حاجة لتفصيل ذلك، فقد مرَّ أكثر مَنْ ذكر هذا الكتاب في أثناء كلامنا في هذه المقدمة متفرّقاً، فهو أشهرُ من نارٍ على علمٍ.

ويسَّمى أحياناً "الغريب المؤلف" كما جاء في الورقة الأخيرة من مخطوطة تونس، وكذا ذكـره الأزهري في مقـدمة تهـذيب اللغة ص 31 وص 53.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 طبقات النحويين ص 202.

2 إنباه الرواة 3/23.

3 تاريخ بغداد 12/404.

4 الفهرست ص 107.

5 تاريخ بغداد 12/ 413.

 

 

 

ص -270- النَّاقدون لكتاب الغريب

مهما أتقن الإنسان عمله، فإنَّه لا يصل إلى رتبة الكمال المطلق، ومهما بالغَ في تنقيح كتبه ومصنفاته، فإنَّه سيبقى فيها بعض الخلل والاعتراضات وفي هذا دليلٌ واضحٌ على استيلاء النقص على الجنس البشري الضعيف، وفيه أيضاً تأكيدٌ لمعجزة القرآن الذي وصفه تعالى بقوله: {لاَّ يَأتيهِ الباطل مِن بَين يَديهَ وَلاَّ من خلفه تَنزِيلٌ من حَكيمٍ حَمِيدٍ} فصِّلت: 42.

ورحمَ اللَّهُ القائل: "إنّي رأيتُ أنَّه لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زِيدَ كذا لكانَ يُستحسن، ولو قُدِّم هذا لكانَ أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر، وهو دليلٌ على استيلاء النقصِ على جُملة البَشر".

وقد بذل أبو عبيد قُصارى جهده في تأليف كتابه ومراجعته، ومع ذلك فقد وُجهِّت إليه اعتراضات وانتقادات، والنَّاس في ذلك ما بينَ مًتحاملٍ عليه، وما بينَ مُنصِفٍ له.

وقد تقدَّمَ قريباً أنَّ إسحاق بن إبراهيم ذكر أنَّ أبا عبيدٍ صحَّف في كتابه المصنَّف نيفاً وعشرين حرفا وتقدَّم ردُّ أبي عبيد.

وذكر أبو أحمد العسكري أنَّ أبا الحسن الطوسي راوية كتب أبي عبيد قال: صحَّف أبو عبيدٍ في عشرةِ أحرفٍ من كتابه1.

أقول: وهذا شيء قليل بالنسبة إلى حجم كتابه.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 شرح ما يقع فيه التصحيف ص 229.

 

 

 

ص -271- وذكر ابن النَّديمِ1 عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم قال: قال لي أبو عبيدٍ : عرضتَ كتابي في الغريب المصنَّف على أبيك؟ قلتُ: نعم، وقال لي: فيه تصحيفُ مائتي حرفٍ، فقال أبو عبيد: كتابٌ مثلُ هذا يكونُ فيه تصحيفُ مائتي حرفٍ قليلٌ.

ومن المعترضين المنصفين أبو سعيد محمد بن هبيرة الأسدي الكوفي، المعروف بصعودا، المتوفى سنة 295 هـ. ألَّف رسالة للأمير عبد اللّه بن المعتز اسمها: (ما أنكرته العربُ على أبي عبيد القاسم بن سلاَّم ووافقته فيه) وهو كتاب مختصر2. ولم نعثر عليه.

ومنهم أبو سعيد الضرير، أحمد بن أبي خالد، استقدمه طاهر بن عبد اللّه من بغداد إلى خراسان، صنَّف كتاباً في الرّدِّ على أبي عبيد في الغريب المصنف3.

وله كتابٌ آخر في الردّ على أبي عبيد في غريب الحديث، عرضه على عبد اللّه بن عبد الغفار وكان أحد الأدباء، فكأنَّه لم يرضه، فقال لأبي سعيد. ناولني يدك، فناوله، فوضع الشيخ في كفّه متاعه، وقال: اكتحل بهذا يا أبا سعيد حتما تبصر، فكأنك لا تبصر4.

ومنهم أبو عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، له كتاب (ما أنكرته الأعراب على أبي عبيد فيما رواه وصنفه )5.

من الناقدين المتحاملين: عليّ بن حمزة البصري أحد أعلام أهل الأدب، المتوفى سنة 375 هـ.

له كتاب "التنبيهات" ردَّ فيه علي أبي عبيد في الغريب المُصنَّف، ولكنه

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الفهرست ص 106.

2 الفهرست ص 110، معجم المعاجم ص 157.

3 بغية الوعاة 1/305، ومعجم المعاجم ص 157.

4 معجم الأدباء 3/16، وبغية الوعاة 1/ 305.

5 إنباه الرواة 3/ 177.

 

 

 

ص -272- تحامل على أبي عبيد تحاملاً شديداً، فنراه مثلاً في كتابه يقول: "فإذا كان أبو عبيدٍ يسمع الصحيح من أبي عمرو وغيره في كتاب الله عر وجلَّ، فيحكي المحال، فغيرُ منكرٍ أن يسمع اللغة على صحةٍ من رواتها فيفسدها"1.

وله أيضاً ردٌ على المبرد في الكامل، وعلى فصيح ثعلب، وإصلاح المنطق لابن السكَّيت، والمقصور والممدود لابن ولاّد.

وكلها مطبوعة ضمن كتابه "التنبيهات على أغاليط الرواة".

وله التنبيه على الغلط في نوادر أبي زياد الكلابي، ونوادرِ أبي عمرو الشيباني وهو من جملة كتاب التنبيهات، لكنه لم يطبع، ومنه نسخة في دار الكتب المصرية2. وله أيضاً لردّ على جمهرة ابن دريد، والحيوان للجاحظ، والمجاز لأبي عبيدة.

وتعقَّب محقَّقُ كتابِ التنبيهات الأستاذ عبد العزيز الميمني عليُّ بن حمزة البصري، لكنه تحامل عليه كما تحامل هو على أبي عبيد.

كما فات صاحب التنبيهات استدراكات على كتاب أبي عبيد لم يذكرها، فذكرناها في تعليقاتنا على الكتاب.

ومنهم ابن سيده، علي بن إسماعيل، الأندلسي المتوفى سنة 458 هـ.

فإنه انتقد على أبي عبيد في عددٍ من كتبه، ففي كتابه المخصص3 يقول:

وربما استشهدوا على كلمةٍ من اللًّغة ببيتٍ ليس فيه شيءٌ من تلك الكلمة، كقول أبي عبيد: النَّبيثةُ: ما أخرجته من تراب البئر، واستشهاده على ذلك بقول صخر الغيّ:

= لصخر الغيّ ماذا تستبيث=

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 التنبيهات ص 192.

2 التنبيهات ص 90.

3 انظر المخصص 1/7.

 

 

 

ص -273- وإنَّما النبيثة كلمة صحيحة مؤتلفةٌ من ن ب ث، وتستبيث. كلمة معتلة، مؤتلفة من ب و ث، أوب ي ث

إلى غير ذلك من قوانين التصريف التي جفَّت أذهانهم عن رقِّتها، وغلُظَتْ أفهامهم عن لطفها ودقَّتها.

وفي كتابه (المحكم)1 يقول: وأيُّ شيءٍ أدلُّ على ضعفِ المُنَّة، وسخـافة الجُنَّة من قول أبي عبيد قاسم بن سلاَّم في كتابـه الموسوم بـ" المصنف": العِفْرِية مثال فعْلِلة، فجعل الياء أصلاً، والياء لا تكون أصلاً في بنات الأربعة. ويقول أيضاً2: ومن قضاياه التي نصَّها في هذا الكتاب في " باب عيوب الشعر وطوائف قوافيه" فإنَّه ما كاد يوفَّقُ في قضيته ولا يسدَّد فيها إلى طريقة سويِّة، وقد أبنتُ ذلك عليه في كتابي الموسوم بـ (الوافي في علم القوافي).

ويقول أيضاً مادحاً كتابه (المحكم)3: ومن طريف ما اشتمل عليه هذا الكتاب: الفرق بين التخفيف البدلي، والتخفيف القياسي، وهما نوعا تحقيق الهمز.

ثمٌ قال: وهذا الذي أبنتُ لك في: أخطيت ونحوه، بابٌ لطيف قد نبا عنه طبع أبي عبيد وابنُ السكِّيت وغيرهما من متأخري اللُّغويين.

فابن سيده انتقد على أبي عبيد حروفاً من الغريب المصنف، ولكنَّه تحامل عليه كما تقدَّم من كلامه، ويظهر من كلامه الاعتداد بمصنفاته، فجاء مَنْ بعده من العلماء مَنْ غضَّ منه ومن مصنفاته، فقد قال السهيلي: وما زالت ابنُ سيده يعثر في هذا الكتاب- أي: المحكم- وغيره، عثراتٍ يدمَى منها الأظلُّ4 ويدحضُ دَحَضاتٍ تُخرجه إلى سبيل مَنْ ضلَّ، ألا تراه قال في

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 المحكم 1/4.

2 المحكم 1/4.

3 المحكم 1/9-10.

4 الأظلُّ: بطن الأصابع. وفي المثل: إِنْ يدمَ أظلًُّكَ فقد نَقِب خُفّي.

 

 

 

ص -274- هذا الكتاب، وذكر بُحيرة طبرية فقال: هي مِنْ أعلامِ خروِجِ الدَّجال، وأنّه يَيْبَسُ ماؤها عند خروجه، والحديثُ إنَّما جاء في غور زُغر، و إنما ذُكرت طبرية في حديث يأجوج ومأجوج وأنهم يشربون ماءها.

قال: وقال في الجمارِ في غير هذا الكتاب: إنما هي التي تُرمي بعرفة، وهذه هفوةٌ لا تُقال، وعثرةُ لا لعاً لها. قال: وكم له من هذا إذا تكلَّم في النسب وغيره1.

فكانت هذه عقوبةً من اللّه لابن سيده لما انتقص كبار العلماء ومنهم أبو عبيد وغضَّ من كتبهم لِيُظهر فضلَ كتبه ومكانتها، فكان جزاؤه من جنس عمله فغضَّ السهيلي منه ومن كتبه.

ومنهم ابن فارس اللغوي المشهور المتوفى سنة 395 هـ، فإنَّ له كتاباً سماه: (علل الغريب المصنَّف )2، وقد ذكر الصاغاني أنَّ هذا الكتاب من جملة الكتب التي حواها كتابه الكبير (العباب الزاخر).

وكان ابن السكِّيت يغضُّ من أبي عبيد وكتابه، فقد حكى الطوسي فقال: غدوت إلى أبي عبيدٍ ذاتَ يومٍ، فاستقبلني يعقوب بن السكّيت، فقال لي: إلي أين؟ فقلت: إلى أبي عبيد، فقال: أنت أعلم منه، قال: فمضيتُ إلي أبي عبيد فحدَّثته بالقصة، فقال لي: الرجل غضبان. قال: قلت: من أي شيء؟ فقال: جاءني منذ أيام، فقال لي: اقرأ عليَّ غريب المصنَّف، فقلت: لا، ولكن تجيء مع العامة، فغضب3.

ففي هذه القصة يتبين أن سبب الغضّ من الانتقام للنفس، لا قولٌ للحقيقة، فابتعد بذلك ابن السكِّيت عن العدل والإنصاف.

والحق أنَّ الكتاب فيه بعض الأوهام والأخطاء، وقليل من التصحيفات،

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر لسان العرب: بحر. والروض الأنف 2/ 128.

2 انظر المجمل 1/26، والعباب 1/ 30.

3 تاريخ بغداد 12/407. وإنباه الرواة 3/18.

 

 

 

ص -275- وأحياناً ينسب أبياتٍ إلى غير قائليها، لكنَّ نسبة الخطأ إلى الصواب قليلة جداً لا تقدحُ في الكتاب، ولا تنقص من مكانته، وفي الصحيحين البخاري ومسلم بعض الرواة تُكلِّم بهم، ولم يَقدحْ ذلك في الصحيحين. وقد بينا كلَّ ذلك في تعليقاتنا على الكتاب، وأوضحنا الخطأ من الصواب، وقال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (سورة يوسف: 76).

- ومنهم أبو نُعيم الأصبهاني صاحب (حلية الأولياء) له الردُّ على الغريب المصنف1.

- ولابن السيد البطليوسي بعض الانتقادات على أبي عبيدٍ ذكرها في كتابه (الاقتضاب)، ولم يُصب في بعض هذه الانتقادات.

فقد قال2: وحكما أبو عبيدٍ القاسمُ عن أبي عمروٍ أنَّه قال: يقال لواحدهما- يريد: المذريان-: مِذرى، وأحسب أنَّ أبا عمروٍ قاس ذلك من غير سماعٍ، وأنَّ أبا عبيدٍ وهم فيما حكاه عن أبي عمرو، كما وهم في أشياء كثيرة من كتابه.

قلت: وما نسبه لأبي عبيد فغير صحيح، لأنه قال: ليس لهما واحد3.

- ومنهم السُّهيلي، فقد انتقد على أبي عبيد بعض الحروف في كتابه الروض الأنف، انظر مثلاً 2/ 73- 125 -186، و 3/ 303.

- ومنهم شمر بن حمدويه، فقد قال: سمعتُ غريب المصنف، لأبي عبيدٍ من المسعري وابن خاقان، عن أبي عبيد، ثم شككتُ منه في أحرف، فمضيت إلى البصرة إلى أبي حاتم، فقلتُ له: إني أريد أن أعرض عليك هذا الكتاب، فقال: افعل، ففعلتُ فما شككتُ في شيء إلا شك فيه أبو حاتم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر كشف الظنون 2/1209

2 الاقتضاب ص 279.

3 الغريب النصف 1/75.

 

 

 

ص -276- العلماء الذين نقل عنهم أبو عبيد في كتابه

نذكر ها هنا أسماء العلماء الذين نقل عنهم أبو عبيدٍ في كتابه "الغريب المصنف"، كما نذكر ترجمة كلِّ واحدٍ منهم، ونكتفي بترجمته في هذا الموضع عن ذكرها في الكتاب، فمنهم:

1- أبو عمرو بن العلاء1: كان أوسعَ النَّاس علماً بكلام العرب ولغاتها وغريبها، وهو أحدُ القرَّاء السبعة، كان يقرئ الناس القرآن في مسجد البصرة والحسنُ البصريُُّ حيٌّ .

أخذ عن عبد اللّه بن أبي إسحاق، وأخذ عنه الأصمعيّ.

توفي سنة 154 هـ.

2- أبو محمد اليزيدي2: اسمه يحي بن المبارك، لُقِّب اليزيديّ لأنَّه أدَّب أولاد يزيد بن منصور الحميري، أخذ عنه أبي عمرو بن العلاء، وصار مؤدِّب المأمون وخرج معه إلى خراسان، وتوفي بها سنة 202 هـ.

3- الكسائيّ 3: علي بن حمزة، أخذ عنه الرؤاسي، وأدَّب أولاد هارون الرشيد وأخذ القراءة عن حمزة الزّيات، وخرج إلى الأعراب وسمع منهم اللغات والنوادر وهو أعلم الكوفيين في النحو، وله كتاب في معاني القرآن، وكتاب في النوادر.

توفي سنة 193 هـ.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر مقدمة تهذيب اللغة للأزهري ص 15.

2 انظر طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص 61.

3 انظر طبقات النحويين ص 127، ومقدمة تهذيب اللغة ص 25.

 

 

 

ص -277- 4- الفراء1: يحيى بن زياد، أخذ النحو والقراءات ومعاني القرآن عن الكسائي، قال ثعلب النحوي: لولا الفرَّاء ما كانت عربية، لأنَّه حصَّنها وضبطها. له كتاب "معاني القرآن" و(المقصور والممدود)، توفي سنة 207 هـ.

5- القاسم بن معن2: كان على قضاء الكوفة، "هو فقيهُ البلد، ثقةٌ ، جامعٌ للعلوم، راويةٌ للشعر، عالمٌ بالغريب والنحو، كان يُقال له: شعبي زمانه، أخذ عنه الفرَّاء.

6- الأحمر3: عليّ بن المبارك، كان مؤدّب محمد بن هارون الأمين، اشتهر بالتقدَّم في النحو واتساع الحفظ، جرت بينه وبين سيبوبه مناظرة لما قدم بغداد.

كان يحفظ أربعين ألف بيتٍ شاهد في النحو، سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب، أخذ عن الكسائي، وتوفي سنة 194 هـ.

7- أبو عبيدة4: معمر بن المثنى، كان من أجمع الناس للعلم، وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها، كان يُبغض العرب.

قال أبو عبيدة: دفعتُ إلى جعفر بن سليمان أمثالاً في الرّقاع. قيل له: كم كانت؟ قال: أربعة عشر ألف مَثل. قال الخشني: وأبو عبيد لما اجتهد في كتبه جاء بألفِ مَثل. توفي أبو عبيدة سنة 210 هـ.

8- أبو زيد الأنصاري5: سعيد بن أوس، صاحب العربية بالبصرة، وكان أنحى من أبي عبيدة والأصمعي، وهو كثير الرواية عن الأعراب. له كتاب النوادر، وكتاب الهمز، وكلاهما مطبوع. توفي سنة 215 هـ.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 طبقات النحويين ص 131، مقدمة تهذيب اللغة ص 28.

2 إنباه الرواة 3/ 30، طبقات النحويين ص 133.

3 إنباه الرواة 2/313، طبقات النحويين ص 134.

4 انظر إنباه الرواة 3/ 276 وطبقات النحويين ص 175، وبغية الوعاة 2/ 294.

5 طبقات النحويين ص 165، وبغية الوعاة 1/582.

 

 

 

ص -278- 9- الأصمعي1: عبد الملك بن قُريب، كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة، كان يتناظر مع سيبويه، وكان من أوثق الناس في اللغة، وأسرع الناس جواباً وأحضر الناس ذهناً. توفي سنة 216 هـ.

10- أبو عمرو الشيباني2: إسحاق بن مرار، كان معه من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة، وكان قد قرأ دواوين الشعر على المفضل الضَّبيِّ، وكان الغالب عليه النوادر، وحفظ الغريب، وأراجيز العرب له كتاب النوادر الكبير، وكتاب الجيم. توفي سنة 213 هـ.

11- ابن الأعرابيّ3: محمد بن زياد، كان راويةً لأشعار القبائل، كثير الحفظ جالسَ أَعراب اليمامة، فأخذ عنهم الغريب، كان يزعم أنَّ الأصمعيَّ وأبا عبيدة لا يحسنان قليلاً ولا كثيراً. توفي سنة 230 هـ.

12- الأموي4: أبو محمد عبد الله بن سعيد، دخل البادية وأخذ عن فصحاء الأعراب، وأخذ عنه العلماء، وأكثروا في كتبهم، وكان ثقة في نقله، حافظاً للأخبار والشعر وأيام العرب، له كتاب النوادر، أخذ عنه أبو عبيد.

13- أبو زياد الكلابي، اسمه يزيد بن الحر5: أعرابيُّ قدم بغداد أيام المهدي حين أصابت الناس مجاعة، فأقام ببغداد أربعين سنةً، ومات بها، وله شعر كثير، وعلَّق الناس عنه أشياء كثيرة من اللغة وشواهد العربية، ونوادره خيرُ ما صنَّف في نوادر الأعراب.

14- أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة6 الرياحي: أعرابيٌ نزل البصرة،

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 طبقات النحويين ص 167، مقدمة تهذيب اللغة ص 23.

2 الفهرست ص 101، ومقدمة تهذيب اللغة ص 21، وطبقات النحويين ص 194.

3 طبقات النحويين ص 195.

4 إنباه الرواة 2/120، طبقات النحويين ص 193، بغية الوعاة 2/43، والفهرست ص 72.

5 انظر إنباه الرواة 4/ 79، وعيون الأخبار 3/ 157.

6 انظر إنباه الرواة 4/ 102، وعيون الأخبار 1/ 71، والفهرست ص 66.

 

 

 

ص -279- وكان يعلّم الصبيان بأجرة، أقام أيام عمره يؤخذ عنه العلم وكان شاعراً. نقل عنه ابن قتيبة بعض النوادر في كتاب عيون الأخبار.

15- أبو شنبل الأعرابي: قيل له: لم كنِّيت أبا شنبل؟ قال: العرب تقول: شنبل فلانٌ فلانة: إذا قبَّلها، ورأوني في صغري أُقبِّل صبيِّة، فقالوا: قد شنبلها، فكنَّوني أبا شنبل1.

16- أبو الوليد الكلاب2: من الشعراء المجهولين والأعراب المغمورين

17- أبو الجرَّاح العقيلي3: من الشعراء المجهولين والأعراب المغمورين، ومن كلامه: وجدتُ أعراض الدنيا وذخائرها بِعَرْضِ المتالف إلا ذخيرة الأدب، وعقيلة الخُلَّة، فاستكثروا من الإخوان، واستعصموا بِعُرى الأدب. وهو أحد الأعراب الذين سئلوا عن المسائل التي جرت بين سيبويه والكسائي.

18- أبو طيبة4 : أعرابيٌّ من بني عكل.

19- أبو جحـوش: من الأعراب المغمورين.

20- العدبَّس الكناني: يكنى أبا الحسن. ومعنى اسمه: الشديد الموثَّق الخلق.

21- أبو مهدية5: اسمه أفار بن لقيط، الأعرابي. دخل الحواضر، واستفاد الناس منه اللغة، ونقلوها عنه، وكان به عارض من مسٍّ ، وكان صاحب غريبة، وله قصة في مجالس العلماء للزجاجي ص 3، وذكر بعض شعره الأصمعيّ في الأصمعيات. رقم 7. وذكر أخباره صاحب العقد الفريد 4/ 69.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما اتفق لفظه لليزيدي ص 48.

2 معجم الشعراء ص 515، وإنباه الرواة 4/122.

3 معجم الشعراء ص 511، وعيون الأخبار 2/3، وطبقات النحويين ص 71.

4 معجم الشعراء ص 513.

5 انظر إنباه الرواة 4/ 182، والفهرست ص 69.

 

 

 

ص -280- 22- أبو علقمة الثقفي1: نحوي قديم العهد، يعرف اللغة معرفة جميلة، كان يتقعَّر في كلامه ويتعمَّد الحوشي من الكلام والغريب، نقل عنه الخليل في العين، وابن قتيبة في عيون الأخبار.

23- أبو قطري، من الأعراب.

24- أبو القعقاع اليشكري.

25- أبو فقعس الأسدي، من الأعراب.

26- أبو الحسن العدوي الأعرابيّ، وهو العدبَّس الكناني نفسه، كما نصَّ عليه أبو عبيد في الغريب المصنف، في باب نعوت الغنم في شحومها، في نسخة الأسكوريال ووهم أحد الباحثين المعاصرين، فظنه أبا الحسن اللحياني غلام الكسائيّ.

27- أبو مهدي الأعرابي، من باهلة.

28- أبو عيينة، من الأعراب.

29- القَنانـي الأعرابي، واسمه أبو الدقيش القَناني الغنوي.

30- المنتجع بن نبهان، من الأعراب.

31- أبو مزاحم بن أبي وجزة السعدي، أنشد أبا عبيدٍ بيتين من الشعر.

وما سوى هؤلاء أوردْتُ ترجمته في محله الذي جاء به من الكتاب.

فائدة:

قال السيوطي في المزهر 2/412: وذكر أهل البصرة أنَّ أكثر ما يحكيه- يريد: أبا عبيدٍ - عن علمائهم من غير سماعٍ ، إنَّما هو من الكتب.

قلتُ: وقد صرخ بالسماع من أبي زيد وهو بصري في كتابه هذا. انظر مثلاً 1/ 221، 2/ 387- 481.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 بغية الوعاة 2/ 139، وإنباه الرواة 4/ 152، وعيون الأخبار 2/ 162.

 

 

 

ص -281- جهود العلماء في هذا الكتاب

أسلفنا الكلام بأن كتاب "الغريب المصنف" لقي رواجاً وقبولاً عند العلماء، ثمَّ نزيد هاهنا فنذكر أنَ عدداً من العلماء عكف على هذا الكتاب، فمنهم المختصر له، ومنهم الشَّارح له، ومنهم الشَّارح لأبياته.

فمن الشارحين له أبو العبّاس المرسي، أحمد بن محمد بن بلال، المتوفى سنة 460هـ. انظر الوافي للصفدي 7/361.

ومنهم المختصرين له أبو بكر محمد بن علي بن أبي بكر اللخمي، المعروف بابن المرضي المتوفى سنة 651 هـ، سماه: حلية الأديب في اختصار الغريب.

ومنهم أبو يحيى، محمد به رضوان النميري الوادي آشي، المتوفى سنة 657 هـ.

ومنهم ابن سيده، وله كتاب اسمه (تقريب غريب المصنَّف) إنباه الرواة 6/226. ومنهم التبريزي له (تهذيب الغريب المصنف). تهذيب إصلاح المنطق 1/14.

وشرح أبياته أبو عبيد البكري، صاحب كتاب (فصل المقال في شرح كتاب الأمثال) وسماه: صلة المفصول في شرح أبيات الغريب.

وأيضاً شرح أبياته أبو محمد يوسف بن أبي سعيد السيرافي المتوفى سنة 385 هـ.

وقد أكثر النقل منه البغدادي في خزانة الأدب. كما له شرح أبيات سيبويه، وهو مطبوع، وله أيضاً شرح أبيات المجاز لأبي عبيدة. وشرح أبيات إصلاح المنطق، وشرح أبيات معاني الزجاج.

 

 

 

ص -282- ولأبي إسحاق إبراهيم بن قاسم البطليوسي، المتوفى سنة 642 هـ كتابٌ اسمه. (الجمع بين صحاح الجوهري والغريب المصنف لأبي عبيد)1.

ولأبي القاسم الزجاجي كتاب اشتقاق كلمات في أوَّل الغريب المصنف.

ولأهمية هذا الكتاب كاد العلماء يحفظونه غيباً، ويرغبون في الحصول عليه وكان ابن سيده ممن يحفظ هذا الكتاب، فذكر الوقشي عن أبي عمر الطلمنكي قال: دخلت مرسية، فتشبَّثَ بي أهلها ليسمعوا عليَّ غريب المصنَّف، فقلتُ لهم: انظروا مَنْ يقرأ لكم وأُمسك أنا كتابي، فأتوني برجلٍ يُعرف بابن سيده فقرأه عليَّ من أوَّله إلى آخره، فعجبت من حفظه2.

وأبو عمر الطلمنكي اسمه أحمد بن محمد بن عبد اللّه، روى عن أبي بكر الزبيدي وعباس بن أصبغ، وتوفي سنة 429 هـ3.

وممن حفظه ابن الوزان النحوي، إبراهيم بن عثمان القيرواني المتوفى سنة 346 هـ، كما حفظ العين وكتاب سيبويه4.

وممن حفظه أيضاً أبو بكر الأبيض الشَّاعر، ذكره الرعيني في برنامج شيوخه، في ترجمة عبد اللّه بن دادوش، فقال: ومن شيوخه: القاضي الأديب أبو محمد التادلي سمع من عياض، وحمل عن ابن عتاب وأبي بحر إجازة، وحكى ابن دادوش عنه أنه قال: وقد وقع ذكر أبي بكر الأبيض الشاعر. قال لي أبو عبد اللّه بن جيوس: كان الأبيض متين الأدب، سألته يوماً عن حفظه (الغريب المصنَّف) فقلت له: ينسب إليك أنَّك كبَّلْتَ نفسك حتى حفظته، فقال لي: نعم، وفي ذلك أقول:

 

 

رِيعَتْ عجـوزي إذ رأتني لابسـاً حِلـقَ الحـديـد، وإنَّـه ليـروعُ

 

شـدَّتْ على حيزومـها وتمثَلَـتْ أمثـالَهـا وفـؤادُهـا مصـدوعُ

 

قالت: هملْتَ؟ فقلت: لا، بل هـمَّة هـي عنصـرُ العليـاء والينبـوعُ

 

سـنَّ الفـرزدق سنَّـةً فتبعْـتُـه إنـي لمـا سـنَّ الكـرامُ تبـوع

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 معجم المعاجم ص 157.

2 بغية الوعاة 2/143، وإنباه الرواة 2/ 226.

3 الصلة لابن بشكوال 1/47.

4 إنباه الرواة 1/208، والديباج المذهَّب ص 91.

 

 

 

ص -283- يشير الأبيض إلى قصة الفرزدق حين قيَّد نفسه بالقيد حتى حفظ القرآن1.

وممن حفظه الفيلسوف الإسلامي ابن سينا، كما حفظ غيره من الكتب2.

ومنهم الصاغاني اللغوي الشهير صاحب (العباب الزاخر) المتوفى سنة 650هـ.

فقد قال يوماً لأصحابه: احفظوا غريب أبي عبيد القَاسم بن سلام، فمن حفظه ملك ألف دينار، فإني حفظته فملكتها، وأشرتُ على بعض أصحابي بحفظه وملكها3، ومنهم سليمان بن مطروح الحجاري القرطبي، يكاد يمليه من حفظه4. وحفظه أيضاً بدر الدين ابن الشريشي. الدارس 1/ 163.

ومن حرص العلماء على هذا الكتاب ما ذكره ياقوت فقال5: قال السِّلفي بإسنادٍ له: أخبرنا أبو الحكم منذر بن سعيد البلُّوطيُّ قال: كتبتُ إلى أبي عليِّ البغدادي القالي أستعير منه كتاباً من الغريب، وقلتُ:

 

بـحقِّ رئمٍ مُهَفْهَفْ وصـدغِـه المُتَلطِّفْ

 

ابـعثْ إليَّ بـجزءٍ من الغـريب المُصنَّفْ

 

قال: فأجابني، وقضى حاجتي:

 

 

وحـقِّ درٍّّ تـالَّـفْ بـفيـكَ أإيَّ تـألُّـف

 

ولو بعثت بنفسي إليكَ مـا كـنـتُ أُسـرفْ

 

ومن الجدير بالذِّكر أنَّ منذر بن سعيد البلوطي كان قاضياً بقرطبة ست عشرة سنة، وفي زمن الخليفة الناصر، وتوفي سنة 355 هـ.

وقرأ كتاب الغريب المصنف ابنُ خير عدَّة مرات على شيوخه6.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 برنامج الرعيني ص 82، ومعجم المعاجم ص 143.

2 انظر كتاب آثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني ص 299.

3 معجم الأدباء9/ 191.

4 معجم الأدباء 7/32.

5 بغية الوعاة 1/603.

6 فهرست ابن خير ص 327.

 

 

 

ص -284- وكان أبو القاسم ابن الإفليليّ الأندلسي شديد العناية بكتاب الغريب المصنف. إنباه الرواة 1/ 219.

فثبت بهذا ما لهذا الكتاب من القيمة والأهمية، وقد أكثر العلماء من النقل عنه في كتبهم ومصنفاتهم، فنذكر بعضهم على سبيل المثال لا الحصر:

فمنهم ابن فارس في كتابه المجمل، ينقل نصً المادة من هذا الكتاب.

ومنهم أبو منصور الأزهري، فقد جمع في كتابه تهذيب اللغة أكثر ما في الغريب المصنف.

ومنهم ابن الأنباري، فقد أكثر النقل عنه في كتابه المذكر والمؤنث، وغيره.

ومنهم الراغب الأصفهاني في كتاب المفردات.

ومنهم ابن سيده، فقد ذكر جُل هذا الكتاب في كتابه المخصص، بل كتاب أبي عبيد هو عماد كتاب المخصص، وكذا نقل منه في كتابه "المحكم ".

ومنهم أبو علي الفارسي في المسائل البصريات.

ومنهم الفارابي في كتابه ديوان الأدب.

وصاحب اللسان اعتمد على كتاب التهذيب، وفيه كتاب الغريب المصنف، فنقله عنه بالواسطة وكذا الفيروز آبادي في القاموس، نراه يذكر في كثير من الأمكنة عبارة الغريب حرفياً.

ومنهم أبو الحسن المعروف بكـراع النمل، فقد نقل في كتابه "المنتخب"1 أكثر كتاب أبي عبيد، وهو مرتب على الموضوعات.

ومنهم أبو محمد الحسن بن أحمد في كتابه خلق الإنسان.

ومنهم أبو محمد عبيد الله بن محمد بن شاهمردان في كتابه حدائق الأدب، وهو مرتب على الموضوعات2.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 وقد طبع مؤخراً لكتاب باسم "المنتخب من غريب كلام العرب" في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

2 طبع الجزء الأول في الرياض عام 1409 هـ.

 

 

 

ص -285- ومنهم الصاغاني في كتابه العُباب وكتابه التكملة.

ومنهم أبو علي القالي في البارع.

ومنهم ابن خالويه في شرح مقصورة ابن دريد.

ومنهم التبريزي في تهذيب إصلاح المنطق.

ومنهم السيوطي في المزهر، وينقل أحياناً الباب منه بتمامه.

ومنهم الجواليقي في شرح أدب الكاتب.

ومنهم البغدادي في خزانة الأدب. وابن حجر في فتح الباري 8/162.

ومنهم الجوهري في الصحاح، وينقل عنه في كثير من الأحيان العبارة بنصّها، وردَّ على أبي عبيدٍ مواضع كثيرةً منه. انظر المزهر 1/97.

وغيرهم، وتتبعُ هذا وتفصيله يستغرق مجلداً، لكن اكتفينا بالإِشارة له، والحرُّ تكفيه الإشارة.

خاتمة:

ذكر ابن سعيد أبو الحسن علي بن موسى في كتابه "القدح المعلى" ص 158 في ترجمة أبي المتوكل الهيثم بن أحمد الاشبيلي ما نصُّه:

وسأله والدي يوماً عن لغةٍ، فنقلها من (الغريب المصنف)، فاعترضه مَنْ قصَّر بنفسه واستهدف، فأخذ يسرد الكتاب من أوَّله حتى وقف عند تلك الكلمة، وقد كاد يموت ذلك الذي غمطه حقه وظلمه.

 

 

 

ص -286- ُسَـخ الكتـاب

توزَعت نسخٌ كثيرة من هذا الكتاب في مختلف مكتبات العالم، نظراً لأهميته وشهرته، ونبدأ أوَّلاً بذكر النسخ الموجودة منه حسب ما اطلعنا عليه، ثم نذكر النسخ التي اعتمدنا في التحقيق عليها.

1- نسخة خطية في مكتبة آيا صوفيا برقم 47061.

2- نسخة خطية في دار الكتب المصرية2، رقمها 121 لغة، وأخرى رقم 2 لغة.

3- نسخة خطية في مجموعة لندبرج ، كتبت سنة 489 هـ.

4- نسخة خطية في مكتبة الأمبروزيانا بميلانو، كتبت سنة 384 هـ.

5- نسخة خطية في الأسكوريال برقم 1650.

6- نسخة خطية في دامادزاده برقم 1792.

7- نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم 76/410، ورقمها الخاص 2373.

8- نسخة خطية في المكتبة الظاهرية برقم 7100.

9- نسخة خطية في المتحف العراقي رقمها 1628.

10- نسخة خطية في مكتبة الفاتح بتركيا، كتبت سنة 572 هـ، ورقمها 4008.

11- نسخة خطية في المكتبة الوطنية في تونس، كتبت سنة 400 هـ، رقمها 15729.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 2/ 157.

2 فهرس مخطوطات دار الكتب 2/ 153.

 

 

 

ص -287- 12- نسخة خطية في مكتبة فيض الله بتركيا، برقم 2079.

13- نسخة خطية في المكتبة الوطنية بتونس، برقم 15385.

14- نسخة خطية في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة برقم 3300.

15- نسخة خطية في متحف طوبقبوسراي أحمد الثالث برقم 2555.

النسخ التي اعتمدنا عليها:

قد اعتمدنا في تحقيق الكتاب على خمسِ نسخٍ خطية:

النسخة الأولى: مصوَّرة عن المكتبة الوطنية بتونس، برقم 15728.

وهي النسخة الثانية في العالم في قدم تاريخها، فإنها قد كتبت سنة 400هـ.

ونوع الخط: نسخ معتاد، وفيها بعض الطمس.

واسم الناسخ: أبو عليّ الحسين بن جعفر بن محمد بن الحسن.

عدد أوراقها: 306 ورقات.

عدد أسطرها: 19 سطراً.

وهي نسخة قيّمة جداً، وفيها زيادات عن النسخ الأخرى التي اطلعنا عليها. وهي مضبوطة بالشكل.

النسخة الثانية: نسخة الأسكوريال.

تقع في 176 ورقة، مسطرتها 25 ×23.

تاريخ النسخ 601 هـ في شهر ذي القعدة.

واسم الناسخ لم يذكر فيها.

عدد أوراقها: 176 ورقة.

نوع الخط مغربي، دقيق.

وتقع في عشرة أجزاء، وهي كاملةٌ ومُتقنةِّ.

وعليها عدَّة تمليكات. وعليها تعليقات وحواشٍ، منها لأبي عليّ القالي وغيره.

 

 

 

ص -288- النسخة الثالثة: مصورة من مكتبة الفاتح بتركيا برقم 4008.

وتقع في 223 ورقة.

تاريخ نسخها 572 هـ.

نوع الخط نسخ نفيس جداً.

عدد الأسطر 15 سطراً.

الناسخ لم يذكر.

وعليها تعليقات نفيسة وحواشٍ قيِّمة، وهي نسخة منقولة من نسخة بخط الحميدي.

النسخة الرابعة: مصوَّرة عن المكتبة الظاهرية، بدمشق برقم 7100.

وتقع في 280 ورقة.

عدد الأسطر 21.

تاريخ النسخ 1319 هـ، وهي متأخرّة.

نوع الخط: نسخ عادي.

اسم الناسخ عبد الرحمن بن مسعود بدران. وعليها حواشٍ قليلة جداً.

النسخة الخامسة: مصوَّرة عن المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة برقم 3300.

وهي نسخة قيمة نُسخت سنة 618 هـ في شهر ذي الحجة، وهي في مجلَّد، لكنَّها غير مُرقَّمة، وأوراقها غير مرتَّبة، وقد طلب مني قيّم المكتبة المحمودية ترقيمها وترتيبها، ففعلت، وخطُّها مغربيّ فبلغ عدد أوراقها 202، في كل ورقة 25 سطراً، وهي في جزئين.

- بالإضافة إلا نسخة مكتبة عارف حكمت، وقد رجعت إليها في بعض الأحيان، وهي مكتوبة سنة 1114 هـ، ورقمها 2373.

 

 

 

ص -289- وكتبت المادة اللغوية باللون الأحمر، وعدد أوراقها 269 ورقة.

وهي قريبة جداً من نسخة الظاهرية، وتكاد تتطابق معها.

ولم أعدَّها أصلاً.

ولم نستعمل الرمز لكل نسخة للتسهيل.

وقد طبع قسم منه، وهو كتاب السلاح بمؤسسة الرسالة، تحقيق د. صالح الضامن، وفيه أخطاءٌ لا بأس. وهذه صور للمخطوطات.

كما طبع الكتـاب الأول منـه- وهو خلق الإنسان- بتحقيق د. رمضان عبد التواب، وقد أثقل الحواشي بالفروق بين النسخ مما لا طائل تحته، وطبع قسم منه في تونس، وينقصه الدقة.

 

 

 

ص -303- رواية الكتاب

راوي الكتاب هو أبو الحسن الطوسي، واسمه علي بن عبد الله بن سنان التيمي، من أصحاب أبي عبيد، وكان من أعلم أصحابه، وأكثرهم أخذاً عنه، عالمٌ، راويةٌ لأخبار القبائل وأشعار الفحول، ولقي مشايخ الكوفيين والبصريين وكان أكثر مجالسته وأخذه عن ابن الأعرابي، وله ولدٌ سلك طريقته في العلم والحفظ، واسمه أبو عمرو، وكان الطوسيُّ عدوّاً لابن السكّيت ؛ لأنهما أخذا عن نصران الخراساني، واختلفا في كتبه بعد موته وكانت كتب نصران لابن السكيت حفظاً، وللطوسي سماعاً، ولم يكن له مصنَّف، وفي رواية الكتاب بالنسخ التي بأيدينا ثلاثة طرق :

الطريق الأول: يرويه الشيخ الرئيس غرس النعمة أبو الحسن هلال بن الحسن بن هلال الكاتب.

عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الجرَّاح النحوي.

عن أبي بكرٍ محمد بن القاسم بن بشار النحوي.

عن أبيه.

عن أبي الحسن الطوسي.

عن أبي عبيد.

وهذه الرواية للنسخة التركية.

والطريق الثاني: يرويه أبو علي القالي البغدادي. إسماعيل بن القاسم.

عن أبي بكرٍ محمد بن القاسم بن بشار الأنباري.

 

 

 

ص -304- عن أبيه.

عن أبي الحسن الطوسي.

عن أبي عبيد وهذه الرواية لنسخة الأسكوريال.

فالطريق يجتمعان في ابن الأنباري,وهذا مخطَّطه

أبو عبيد القاسم بن سلام 224هـ

أبو الحسن الطوسي =تقريباً255هـ

أبو محمد الأنباري(القاسم بن محمد) 304هـ

ابو بكر ابن الأنباري 328هـ

أبو علي القالي 356

أحمد بن محمد بن الجراح 381هـ

غرس النعمة (هلال بن المحسن) 244هـ

 

 

 

ص -305- الطريق الثالث:

أبو عبيد 224 هـ

علي بن عبد العزيز البغوي 286 هـ

أبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعيني 305 هـ

ونترجم ها هنا لبقيَّة الرواة، فنقول:

- أبو محمد الأنباري، اسمه القاسم بن محمد، لقي سلمة بن عاصم من أصحاب الفرّاء. وكان عالماً بالأدب، موثقاً في الرواية، له كتاب خلق الإنسان، والمقصور والممدود توفي سنة 304 هـ.

- أبو بكر ابن الأنباري، محمد بن القاسم، كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظاً له، كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر شاهد في القرآن. روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسين البواب، وأبو الحسن الدارقطني. وجمعٌ غيرهم له كتاب الزاهر، والمذكر والمؤنث، وغريب الحديث، توفي سنة 328 هـ.

- أبو علي القالي البغدادي، اسمه إسماعيل بن القاسم، أخذ عن ابن الأنباري وابن درستويه، ثم خرج إلى الأندلس، له كتاب الأمالي، والمقصور والممدود، والبارع، توفي سنة 356 هـ. وكان ابتدأ بقراءة الغريب على ابن الأنباري يوم الثلاثاء سنة 317 هـ في شهر جمادى الآخرة، في مسجده علي باب داره في درب البقر بسرَّ مَنْ رأى وأكمله يوم الثلاثاء لخمسٍ مضين من ذي القعدة سنة 321 هـ وكانت قراءته عليه من الثلاثاوات، أي: كل يوم ثلاثاء.

وقرأهُ ثانية على ابن درستويه1

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر فهرست ابن خير ص 328.

 

 

 

ص -306- - أحمد بن محمد بن الجرَّاح، صاحب ابن الأنباري، كان يروي أكثر تصانيفه ورواياته عنه. سمع منه هلال بن المحسن، وتوفي سنة 381 هـ.

- هلال بن المحسن، المُلقَّب غرس النعمة، كان من الصَّابئة، ثم أسلم في آخر عمره وحسن إسلامه، أخذ عن أبي علي الفارسي، والرماني، وكتب عنه الخطيب البغدادي، توفي سنة 448 هـ.

- علي بن عبد العزيز، أبو الحسن البغوي، شيخ الحرم، ومصنف المسند، سمع أبا نعيم والقعنبي، وأبا عبيد، ومسلم بن إبراهيم، وروى عنه ابن أخيه أبو القاسم البغوي، كان ثقة مأموناً، صدوقاً. توفي سنة 286 هـ. وعاش بضعاً وتسعين سنة1.

قرأ الغريب المصنف على أبي عبيد إلا ورقاتٍ يسيرة، وقرأه على أخيه إبراهيم أيضاً، قال: وسألنا أبا عبيد: نروي عنك ما قرئ عليك؟ قال: نعم.

- أبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعيني القرطبي، سمع الخشنيّ وبقيّ به مخلد، وكان الغالب عليه علم اللغة، ورحل إلى المشرق واليمن، وكان ضابطاً عارفاً بعلوم اللغة، فَهِماً توفي سنة 305 هـ.

قلتُ: والذي يغلب على ظني أنَّه أوَّل من أدخل الغريب المصنف إلى الأندلس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر تذكرة الحفاظ 2/ 622.

 

 

 

ص -307- طريقة التحقيق

من المعلوم أنَّ الغاية من التحقيق هي تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه مؤلفه، لذا حرصنا كل الحرص على تقديم نص هذا الكتاب صحيحاً، ولم نعتمد الطريقة التي تُتخذ فيها نسخةٌ فتجعل أُمَّاً، نظراً لوجود زيادات متعددة في كل نُسخةٍ على البواقي، بل اعتمدنا على طريق التلفيق والجمع بين النسخ.

- وذكرنا الزيادات التي انفردت فيها كل نسخة، أمَّا ما كان من الزيادة من نحو قال أو يقول وما شابه ذلك فلم نذكره في الحواشي لكثرته، ولعدم فائدته.

- وحرصنا أيضاً على الرجوع إلى المصادر القديمة التي نقل المصنِّف منها.

- وذكرنا موضع ذلك، وذلك مثل: كتاب النوادر لأبي زيد، وكتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني، والمقصور والممدود للفرَّاء، والعين المنسوب للخليل، وكتب الأصمعيّ، والفرق لقطرب، وجمهرة النسب لابن الكلبيّ، والخيل له، والبئر، وأسماء خيل العرب لابن الأعرابيّ، وما اتفق لفظه لليزيدي، وغير ذلك.

وذكرنا في التخريج الكتب المعاصرة لأبي عبيد أو القريبة منه، ككتاب التفقيه في اللغة للبندنيجي، وإصلاح المنطق لابن السكيت، والمقصور والممدود، والألفاظ له. والمجمل لابن فارس، والجمهرة لابن دريد،

 

 

 

ص -308- وتهذيب اللغة. ثم إذا لم نجد المادة فيها لجأنا إلى الكتب المتأخرة، ككتاب المخصص لابن سيِّده، والمحكم، له. وأساس البلاغة، ولسان العرب وغير ذلك.

- عملنا على تخريج الآيات القرآنية.

- وعلى تخريج الأحاديث الشريفة.

- وذكر محال الأمثال من الكتب المختصة بها.

- ترجمة الأعلام الذين نقل عنهم المؤلف في مقدمتنا، ولم نجعلها ضمن الكتاب.

- ترجمة الأعلام الذين ذكروا عَرَضاً في المكان الذي ذكروا به.

- ذكر نسبة الأشعار الموجودة، وتبين الوهم في قائلها إنْ وجد ورقّمنا ا لأبيات.

- وضع علامات الترقيم في مكانها المناسب، لإيضاح النص.

- ترقيم أبواب الكتاب.

- ذكر الاعتراضات التي اعترضها العلماء على بعض مواد الغريب المصنف في مكانها التي ذُكرت به، وهذه عمليةٌ مهمَّة وشاقة.

- ذكر بعض الحواشي الهامة من النسخ المخطوطة.

- وضعنا فهارس علمية تفصيلية للكتاب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الغريب المصنف

 

ص -311- كتاب خلق الإنسان

الباب1

بابُ تَسميةِ خَلقِ الإنسانِ ونُعوتِهِ

[ حدثنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ القاسم البغداديُّ، قالَ: قرأتُ هذا الكتابَ على أبي بكرٍ محمدِ بنِ القَاسمِ بن بشَّارٍ الأنباري سنةَ سبعَ عشرةَ وثلاثَ مائةٍ. نا أبو بكرٍ قراءةً عليه قالَ: حدثني أبي قالَ: قرأتُ على أبي الحسنِ الطوسي عليِّ بن عبد الله بِسرَّ مَنْ رأى قال ]1:

قال أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّم: سمعتُ أبَا عمروٍ الشيبانيَّ يقولُ:

الأنوف يُقالُ لها: المَخاطم، واحدُها: مِخطَم2. قال: والبَوادرُ من الإِنسانِ وغيرِه: اللََّحمةُ التي بينَ المَنْكِب والعُنق، وأنشدنا [لخراشةَ بنِ عمروٍ]3:

1- وجاءَتِ الخيلُ مُحمرَّاً بَوادرُها

والمَرادِغُ: ما بينَ العُنقِ إلى التَّرْقُوَة، واحدتُها: مَرْدَغَة. الفرَّاءُ مثلهُ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين[ ]، زيادة من الأسكوريال.

2 كمجْلِس ومِنبَر.

3 صدر بيت لخراشة بن عمرو، وهو شاعر جاهلي فارس، من بني عبس، أورد بعض شعره صاحب التذكرة السعدية ص 109. وعجز البيت:

[ زوراً وزلّت يد الرامي عن الفوق]

وهو في التهذيب 14/115، والمجمل 1/ 118، والمقاييس 1/ 209، والعين 8/ 35، وشمس العلوم 1/ 140 وما بين [ ] زيادة من الظاهرية.

 

 

 

ص -312- قال: " وكذلك: البأْدَلَة، وجمعها: بآدل، وأنشدنا [للعُجيرِ السلوليِّ]1:

2-

 

 

 

 

 

فتىً قُدَّ قَدَّ السَّيـفِ لا متـآزِفٌ ولا رَهِـلٌ لبـَّاتُـه وبآدِلُـه

 

قال أبو عمروٍ في البَآدِل مثلَهُ، واحدُها: بَأْدَل.

وقال الأصمعيُّ: الكَتَدُ: ما بينَ الكَاهلِ إلى الظَّهْر، والثَّبَجُ مثلُه. أبو عمروٍ : الشَّجْرُ: ما بينَ اللَّحيينِ2، وقال الأصمعيُّ: البُلْعُومُ: مجرى الطعام في الحلق، وقد يحذفُ الواو فيقالُ: بُلْعُم، مثلُ: عُسْلُوجٍ وعُسْلُج، وقال أبو عبيدٍ: والعُسْلُجُ: الغُصنُ، وقال أبو زيدٍ : الحُنْجُور: الحُلقوم.

قال أبو زيدٍ : ذُبابُ العينِ: إِنسانُها، والغَرْبانِ منها: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها3. والغُروبُ: الدَّمعُ حينَ يخرجُ من العينِ. قال: وقال الرَّاجزُ4:

3-

 

ما لـكَ لا تذكـرُ أُمَّ عَمـروِ إلا لعينـيكَ غُـروبٌ تجـري

 

قال الكسائيُّ: الشُّصُوُّ من العينِ مثلُ الشُّخوص. يُقال: شصا بصرُه

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 وينسب أيضاً لأخت يزيد بن الطثرية أو أمه. والبيت في ديوان العجير ص 237، والمجمل 1/ 119 والمقاييس1/ 95، وديوان الأدب2/ 248، وشمس العلوم 1/ 141، وما بين[ ]، من الظاهرية.

2 في نسخة الظاهرية حاشية: قوله: ما بين اللَّحْيَيْنِ، يعني بذلك مُلتقاهما في وسط الذَّقَن من أسفله، ومنه يقال: اشتجرَ فلان: إذا وضع ذقنه على راحة كفِّه، واعتمد عليها مفكَّراًً. قال أبو ذُؤيب:

 

نامَ الخليُّ وبت الليل مشتجراً كأنَّ عينيَّ فيها الصابُ مذبوح

 

3 في الظاهرية: حاشية: الاختيارُ مُقْدِم العينِ ومُؤْخِرها، بالتخفيف وكسر الذَال والخاء منهما. قيل: وكذلك في الرحل، وهو اختيار البصريين. ا. هـ.

وقال السيوطي: كل شيءٍ يقال فيه مقدم ومؤخر بالتشديد إلا العين، فبالتخفيف وكسر الثالث. انظر المزهر.

4 الرجز في نوادر أبي زيد ص 60 دون نسبة، والعين 4/ 409، والتهذيب 8/ 112، وما اتفق لفظه لليزيدي ص 101.

 

 

 

ص -313- يشصو شصوَّاً, وشطَرَ بصرُه يَشطُرُ شُطوراً وشَطْراً، وهو الذي كأنَه ينظرُ إليك وإلى آخر1. [عيونٌ شواطرُ، أيْ: حِداد]2.

غيرُه: سما بصرُه، وطَمَح: مثلُ الشُخوص، وقال الفرّاء: عيناهُ تَزرّانِ في رأسه: إذا توقَّدتا، وقال الأمويّ: البِرْشَامُ: حدَّةُ النَظر، والمُبَرْشِمُ: الحادُّ النظر، [وأنشد أبو عبيدٍ للكُميت3:

4-

 

أَلُقْطَةُ هُدهدٍ وجُنـود أنثـى مُبرشِمـةً، ألـحمي تأكلونا]4

 

والحِنْدِيرةُ والحِنْدَورة ُ5: الحدَقَةُ، والحِنْدِيرةُ أجود، والإِطراقُ: استرخاءُ العين.

غيرُه: أرشقْتُ: إذا أحددْتَ النَّظر، وقال الشَّاعر [ القُطاميُّ]6:

5-

 

وتروعني مُقَلً الصِّوارِ المُرْشِق

 

 

غيرُه: البَرْشَمةُ: إِدامةُ النَّظر. قال الأصمعيُّ: يُقال: رجل شائِهُ البصر وشاهي البصر: وهو الحَديدُ البَصر، وُيقال: جلَّى ببصرِه: إذا رمى ببصره.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر المخصص 1/115.

2 ما بين [ ] زيادة من التونسية.

3 البيت في شرح هاشميات الكميت ص 307.

4 ما بين [ ]، سقط من المطبوعة، بتحقيق د. رمضان عبد التواب، وذكره في الباب الذي بعده، وليس محله هناك، لعدم ترابط الكلام.

5 في الظاهرية: حاشية: هكذا رواه الأموي: الحِنْدَورة، بكسر الحاءِ وفتح الدَّال، وحكاها ابنُ السكِّيت الحُنْدُورة، بضم الحاء والدال، والحِنديرة ليس فيها اختلاف.

قالت الأعراب: اتَّخذني فلان على حنديرة عينه، أي: مشتهراً لي إن كلَّمت إنساناً عرض لي.

وقال لنا أبو محمد التوزيُّ: عن أبي عبيدة والأصمعي وأصحابه إن العرب تقول للرجل الثقيل إنَّما أنت على حندرة عيني، وحُندُورة عيني.

يريدون: على ناظري، فلست أقدر أن أتأملك. تمََّت.

6 هذا عجز بيتٍ له، وصدره: [ولقد يروعُ قلوبهنَّ تكلُّمي]

ديوان القطامي ص 108، والمجمل 1/378.

 

 

 

ص -314- الفرَّاء: أَتأرْتُ إليه النَّظرَ: إذا أحددْتَه، قال: غرِبَتِ العينُ غَرَباً: إذا كانَ بها ورمٌ في المأق، وأمَّا الغُروبُ فهي مجاري العين.

الكسائيُّ: يُقال: ظَفِرَت العينُ [ظَفَراً]: إذا كان بها ظَفَرَة1، وهي التي يُقال لها: ظُفْرُ [ العين]2.

قال الأموي: المُطرِقُ: المُسترخي العين، وأنشدنا في مَرثيةٍ رُثي بها عُمر بن الخطاب رضيَ اللّهُ عنه3:

6-

 

وما كنتُ أخشى أنْ تكونَ وفاتُه بكفَّي سَبنتى أَزرقِ العينِ مُـطرِقِ

 

الفرَّاء: الشَّقِذًُ العين: الذي لا يكادُ ينام، وهو أيضا الذي يصيبُ النَّاس بالعينِ، وقال الأحمر: الأغْطَشُ: الذي في عينيه شبهُ العَمش، والمرأةُ غطشاء، وقال الكسائيُّ: الفَنِيكُ: طَرفُ اللَّحْيَيْنِ عند العَنْفَقَةِ، ولم يعرف الإفنيك.

وقال أبو عمروٍ : الدِّيباجتان: الخذَان، [وقال أبو الحسن: وحكى بعض أصحابنا عن أبي عبيد قال:]4 ويُقال: هما اللِّيتَانِ. [قال: أخبرني به أبو عبدِ الرَّحمنِ]5، وقال ابنُ مُقبلٍ يصفُ البعير6:

7-

 

يَجري بِديباجَتيهِ الرَّشحُ مُرتدعُ

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في اللسان: ظفر ما نصَّه: الظُّفْرُ والظَّفَرةُ بالتحريك: داءٌ يكون في العين يتجلَّلُها منه غاشية كالظَفر، وما بين[ ]، من الأسكوريال.

2 زيادة من المحمودية.

3 البيت لِجَزء بن ضرار أخي الشَّماخ، وقيل لأخيه مزرِّد. وهو في طبقات فحول الشعراء 1/133، واللسان: طرق، وما اتفق لفظه لليزيدي ص 235. والسبنتى: الجريء.

4 زيادة من المحمودية، وليس هو في المطبوعة.

5 ما بين [ ]، زيادة من نسخه الأسكوريال. وهو أبو عبد الرحمن اللحية صاحب أبى عبيد.

6 ديوانه ص 170، وشطره:

[يخدي بها بازل فُتْل مرافقهُ]

 

 

 

ص -315- فالرَّشحً: العَرَقُ، والمُرْتدعُ: المُتلَطِّخُ به، أُخِذ من الرَّدْع.

وقال أبو عبيدة: المِذْرَى: طرفُ الألْية، والرَّانِفة: ناحيتها، وقال عنترةُ 1:

8-

 

أحولي تنفضُ استكَ مِذْرَويهـا لتقتلـني فهـا أنـا ذا عُمـارا

 

وقال أبو عبيدٍ : وُيقال: المِذْروان: أطْرافُ الأليتين، وليس لهما واحدٌ، وهذا أجودُ القولين؛ لأنَّه لو كانَ لهما واحدٌ فقيل: مِذرىً لقيل في التثنية: مِذْريان، بالياء، وما كانت بالواو في التثنية.

وقال أبو عبيدة: السَّحْرُ، خفيفٌ : ما لصِقَ بالحلقوم وبالمرئ من أعلى البطن، وقال الفرَّاء: هو السَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحر2، وقال أبو عبيدةَ: القُصْب: ما كانَ أسفلَ من ذلك، وهو الأمعاء، والقِتْب: ما تحوَّى من البطن. يعني: استدار، مثلُ الحوايا، وجمعُه: أقتاب. وقال أبو عمرو3: القُصْب المِعى، وجمعُه: أقصاب، والأعْصَال: ا لأمعاء، واحدُها: عَصَلٌ ، وقال:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البيت في ديوانه ص 43.

وفي النسخة التركية ونسخة الظاهرية: حاشية: المقروء على أبي بكر ابن السراج عن أبي عمر الزاهد قال: أخبرنا ثعلبٌ عن ابن الأعرابيَّ قال: العربُ تقولُ: هي الألْية، وإذا ثنَّت قال : الأليان، وإذا جمعت قالت: الأليات. قال: ومنه قوله:

ترتجُ ألياهُ ارتجاجَ الوطب

وفي أخرى: ويقال: هما الليتان. تمت.

2 حاشية من الظاهرية: قال أبو السَّمحِ وأصحابه: السَّحْر: نياطُ القلب، وهي معلقة عِرق غليظ تدخلُ فيه الإصبع، منه يصلُ الروح إلى القلب، فإنْ عنت السَّحر أدنى عَنتٍ طغى صاحبه، وحديثُ عائشة رضي الله عنها يدلُّ على صحة قول الأعرابي: قُبِضَ رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلَّم بين سَحْري ونَحْري. تريد: بين صدري ونحري، ومنه قولُ العرب للرجل إذا خامَ عن الشيء: انتفخَ سَحْرُكَ. يعنون به القلب أنه وجِلَ وجَبُنَ وانتفخ حتى سدَّ مجرى النفس، وسائرُ الرُّواةِ يقولون: السَّحْر: الرئة نفسُها، ولعل لهم في ذلك مذهباً. تمَّت.

3 الجيم 3/ 7، وفي المحمودية: أبو عمروٍ قال: الأقصاب: الأمعاء، واحدها: قُصب.

 

 

 

ص -316- الأصمعيُّ: الأرجابُ: الأمعاء، ولم يُعرف واحدُها1.

وقال أبو زيد: الأعفاجُ للإنسان، واحدُها: عَفَجٌ ، والمصارين لذواتِ الخفّ والظِّلْفِ والطير. وبعضهم يقول: عَفج. [وابن الأعرابي يقول: عِفْج، قال الهرمثي: فراجعت أبا عبيد، فقال: كلٌّ يقال في هذا، وهو مثلُ شِبْهٍ وشَبَه، وبِدْل وبدَل]2. قال: والخِلْبُ: حجابُ القلب.

ومنه قيل للرَّجل الذي تحبُّه النِّساء: إِنَّه لَخِلْبُ نساءٍ ، أي: تحبُّه النِّساء، وقال أبو عمروٍ : البَواني: أضلاعُ الزَّور، والذَّنُوب: لحمُ المَتْنِ، وهو يَرابيعُ المتن، وحَرابيُّ 3 المتن.

وقال أبو زيد: المَأْنَةُ: الطَّفْطَفَة4، والأمَرُّ: المصَارِينُ يجتمعُ فيها الفرث. قال: وقال الشَاعر5:

9-

 

ولا تهدي الأمـرَّ ومـا يليـه ولا تُهـدِنَّ معـروقَ العـظامِ

 

وقال أبو عمروٍ6 والأصمعيُّ: النَواشرُ والرواهشُ: عروقُ باطنِ الذِّراع، والأشاجعُ: عروقُ ظاهرِ الكفِّ، وهي مَغْرِزُ الأصابع.

والرَّواجبُ7 والبَراجمُ جميعاً: مفاصلُ ا الأصابعِ كلِّها8، والأسلة: مُسْتدَقُّ الذِّراع.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 [ استدراك] في نسخة الظاهرية: حاشية: عن أبي عمر الزاهد قال: أخبرنا عن ابن الأعرابيّ قال: واحدها: رُجْب، بمنزلة قُفْل وأقفال. تمََّت.

2 ما بين [ ]، من التونسية.

3 [ استدراك] في الظاهرية والتركية: حاشية: عن أبي عمر قال: قال أبو العباس: هذا خللٌ في قوله: وهو يرابيعُ المَتْنِ، إنّما هو يربوع، وجمعُه: يرابيع، وحِرْباء وحرابيّ. تمََّت. قلت: وحرابيُّ المتن: لحماته؛ وانظر الجيم 1/ 185.

4 قال أبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ والطفْطِفَةُ والخَوْشُ والضُقْل والسولا والأفَقَة. كلُّه الخاصرة. اللسان: طفف.

5 البيت في التهذيب 15/195، واللسان: مرر، وخلق الإنسان لأبي محمد ص 63.

6 الجيم 1/301.

7 الجيم 1/ 289.

8 حاشية في الظاهرية والتركية: عن أبي عمرَ قال: سمعتُ ثعلباً يقول: الذي حصََّلناه من الحذّاق والحُفّاظ منهم الخليل والكسائيّ أنَّ الرواهش عروق باطنِ الذراع، وأنَ النواشرَ عروقُ ظاهر الذراع. قال: ومنه قولُه:

 

وقدَّدتِ الأديـم لراهشيه وألفى قولَها كذبـاً ومينـا

 

البراجمُ: ملتقى رؤوس السُّلاميات، الواحدة: بُرجمة، إذا قبضَ القابضُ كفَّه نشرت وارتفعت، والرواجب: الخطوطُ التي في بطون البراجم. تمَّت.

 

 

 

ص -317- قال: والخُضُمَّةُ: عَظمة الذِّراع، [والوَابلةُ في اليد: طرفُ العضد مما يلي المرفق]1 وهي مُستغلَظُها، واليَسَرةُ: أسرارُ الكفِّ إذا كانتْ غيرَ ملتزقةٍ ، وهي تُستحبُّ.

وقال الكسائيّ: ضَرَّةُ الإبهامِ: أسفلها2، مثلُ ضرَّةِ الثَّدْي.

الأُمويُّ: يُقال لعظم الساعدِ ممَّا يلي النصف منه إلى المِرْفق: كِسْرُ قبيحٍ، وأنشدنا:3

10-

 

لوكنت عَيْراً كنتَ عير َمذلَّـةٍ ولو كنتَ كِسراً كنتَ كِسْرَ قبيح

 

وقال أبو عمرو: الأبْداء: المفاصلُ، واحدها: بَدَى، مقصور، وهو أيضاً بَدْءٌ ، وتقديره [ فَعْل]4 بَدْعٌ ، وجمعُه: بُدوءٌ على فُعولٍ.

وقال أبو زيد: الفُصوصُ: المفاصلُ، وهي في العظام كلِّها إلا الأصابع، واحدُها: فَصٌّ، وقال الكسائيُّ: سئِفَتْ يده وسعِفَتْ، وهو التَشعُّثُ حول الأظفار والشُّقاق5.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من المحمودية، وليس هو في المطبوعة.

2 في الظاهرية والتركية: حاشية: عن أبي عمر عن ثعلب: هذا خطأ، والكلامُ الصحيح أنَّ الضرةَ في الخِنْصَر، وأن الألية في الإبهام، ومنه أن النبيَّ صلّى اللّه عليه وسلّم رقى عليّاً رضي الله عنه من علََّة عينه، ومسحها بأليةِ إبهامه. قال: فرأيتُ عينهَ بعدَ ذلك كأنها جزعة حسناً. تمََّت.

3 البيت في المجمل 3/785، والتهذيب 10 /52، والصحاح: كسر، خلق الإنسان للحسن بن أحمد ص 250.

4 زيادة من المحمودية.

5 حاشية: عن أبي عمر قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الشقوق في الإنسان في يده ورجله، والشُقاق في سائر الحيوانات. قال: والعربُ تقول: خصَّ شقوقا، برِجلك، وخصَّ شقاقاً بعينِ صقرك.

 

 

 

ص -318- وقال الفرَّاءُ: الفُوفُ1: هو البياضُ الذي يكونُ في أظفارِ الأحداثِ، ومنه قيل: بُرْدٌ مُفوَّفٌ ، وهو الذي فيه خطوطٌ بِيضٌ، [وقال الأحمرُ: عَسَتْ يدُه تعسو عُسُوَّاً: إذا غلظت من العمل]2، وقال أبو زيد3: أكنَبتْ يدُه، فهي مُكْنِبة، وثَفِنَتْ ثَفَناً كذلك أيضاً، فإذا كان بينَ الجِلْدِ واللَّحم ماءٌ قيل: مَجِلَتْ تَمْجَلُ، ومَجَلَتْ تَمْجُلُ، لغتانِ. قال أبو عبيدٍ: ومِجِلَتْ بالكسرِ أجود، ونَفِطَتْ تَنْفَطُ نَفْطاً ونَفَطاً ونَفِيطاً، وقال الفرَّاءُ: رجلٌ مكبونُ الأصابعِ، مثلُ الشَّثْنِ، وقال الأصمعيُّ: يُقال: أخذه الذُّبَاح4، وهو تحزُّزٌ وتشقُّقٌ بين أصابع الصِّبيان من التُّراب، وقال: مَشِظَتْ يدُه، تمشظُ مَشظاً، وهو أنْ يمسَّ الشَّوكَ أو الجذعَ فيدخلُ منه في يده.

وقال الأحمرُ: المَلاغِمُ: ما حولَ الفمِ، ومنه قيل: تلغَّمتِ المرأةُ بالطِّيب: إذا جعلَتْهُ هناك، والحِثْرِمَةُ5: الدَّائرةُ تحتَ الأنفِ في وسطَ الشَّفة العُليا، وقال الأصمعيُّ: هي التِّفْرَةُ من الإنسان، وهي من البعير النَّعْو، وقال أبو عمرو: هي العَرْتَمَةُ أيضاً.

وقال الأحمرُ: بأسنانِه طَلِيٌّ وطِلْيان6، وقد طَلِيَ فوه يَطْلَى طَلَىً، منقوص، وهو القَلَحُ، وقال أبو عمرو: الطُّرامَة: الخُضرة على الأسنانِ، وقد

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 هكذا في المخطوطات بضم الفاء، لكنْ نقل عليُّ بن حمزةَ في التنبيهات ص 189 أنَّ أبا عبيدٍ قال: الفَوْف، بالفتح، ثم تعقَّبه وقال: إثما هو الفوفُ بالضمَ بإجماعٍ.قلت: الإجماعُ الذي نقله منخرق لأنَّ ثابتاً قال: هِو الفُوف والفَوْف، ونقله عنه ابن سيده. انظر المخصص 2/10. وفي المحمودية: الفُوف: باللّغتين.

2 ما بين [ ] سقط من المطبوعة بتحقيق د. رمضان عبد التواب.

3 النوادر ص 171.

4 يُقال الذُّبَاح والذُّبَّاح، بالتشديد والتخفيف. اللسان: ذبح.

5 حاشية في التركية: أهلُ البصرةِ يقولون: الخِثْرِمة، بالخاءِ معجمةً. تمَّت.

وقال الأزهري: هما لغتان، بالحاءِ والـخاء. انظر التهذيب 7/ 689.

6 الجيم 2/ 213. وفي المحمودية: مثل: صبي وصبيان.

 

 

 

ص -319- أطرَمتْ أسنانُه إِطراماً، والقَلحُ: الصُّفرة، وقال أبو زيدٍ والأصمعيُّ: نَقِدَ الضرسُ نَقَداً: إذا ائتكل وتكسَّر، وقال الأحمرُ مثلَه. الكسائيُّ: الحفرُ في الأسنان، وقد حَفَرَ فُوه1 يَحْفِر حَفْراً.

الأحمر: الحُذُنَّتانِ: الأُذنان، وأنشدنا2:

11- يا ابنَ التي حُذُنَّتاها باعُ

وقال الكسائيُّ: خَثْلة البطن: ما بينَ السُّرَّة والعَانة، وُيقال: خَثَلة، والتخفيفُ أكثر.

أبو عمروٍ: الحصيرُ: الجنبُ، وقال الأصمعيُّ: الحصيرُ: ما بينَ العِرْقِ الذي يظهرُ في جنبِ البعيرِ والفرسِ مُعترضاً فما فوقه إِلى مُنقطَع الجنب، فهو الحصيرِ.

قال الفرَّاء: القُصَيرى: أسفلُ الأضلاع، وهي أيضا الواهنة.

غيرُهم: الصُّقْلُ: ا لجَنْبُ، والبُوصُ: العَجُز، والبَوصُ: اللَّون.

قال أبو عبيدٍ : والبَوصُ أيضاً: الفَوْتُ والسَّبْقُ. يُقال: باصني الرجل: فاتني.

وقال الأصمعىُّ وأبو عمروٍ: الحَراكيكُ: هي الحَراقِف، واحدتُها: حَرْكَكَة، والأنقاءُ: كلّ عظمٍ ذي مُخٍّ ، وهي القَصَب، فأمّا الجُدُول والكُسور فهي الأعضاء، واحدُها: جَدْل وكَسْر، وهي من الإنسانِ وغيرِه. قال الفرَّاء: الخَوْشَان: الخاصرتان من الإِنسان وغيره. غيرهُ: الأيْطَل والإطْلُ: الخاصرة، وُيقال: إِطِلٌ وآطال، وأيْطَل وأياطل، وقال أبو زيدٍ: القَصايِب: الشَّعر المُقصَّب، واحدتُها: قصيبة، وقال الأصمعيُّ: المسائح: الشعر، واحدتُها: مسيحة. والغَدائرُ: الذَّوائب.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 يقال: قد حُفِرَ فُوه، وحَفَر َيَحْفِرُ حفراً، وحَفِرَ حَفَراً فيهما. اللسان: حفر.

2 الشطر لجرير، وهو في ديوانه ص 1032 بشرح محمد بن حبيب- طبع دار المعارف بمصر. والخُذُنتان بالخاء، لغة فيهما. القاموس: خذن.

 

 

 

ص -320- غيرُه: المُغْدَودِنُ الشَّعر: الطَّويل، قال حسَّانُ بنُ ثابتٍ1:

12-

 

وقامـَتْ تُرائـيكَ مُغْدَودِنـاً إِذَا مـَا تـنـوءُ بـه آدَهـا

 

وقال أبو عمروٍ : الفَليلةُ: الشَّعرُ المجتمعُ، وقال الكُميتُ2:

13-

 

ومُطَّردِ الدِّماءِ وحيثُ يُلقـى من الشَّعـر المُضفـَّرِكالفليـلِ

 

وقال الفرَّاء: شَعرٌ مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِك كلاهما: الكثيفُ المُجتمع.

وقال أبو زيدٍ: أخلسَ رأسُه فهو مُخْلِس وخَلِيسٌ: إِذا ابيضَّ بعضُه، فإذا غلب بياضُه سوادَه فهو أغْثَم3، وأنشد4:

14-

 

إِمَّا تَرَيْ شَيباً عَـلاني أغثمـه لـهـزَمَ خدَّيَّ بـه مُلَهزمـُهْ

 

قال: وُيقال له أوَّل ما يظهرُ فيه الشَّيب: بلَّعَ فيه الشَّيبُ تبليعاً، وثقَّبه تثقيباً5، ووخَزَه وَخْزاً، ولَهَزهُ لَهْزاً. غيرُه: القَتِيرُ: الشَّيب، وقال أبو عمرو: تفشَّغَ فيه الشَّيب: إذا كَثرَ وانتشر. غْيرُه: خيَّطَ الشَّيبُ في رأسه. قال بدرُ بنُ عامرٍ الهُذليُّ6:

15- حتما تخيَّط بالبياضِ قُروني

وقال الأصمعيُّ: تصوَّع الشَّعرُ: تفرَّق. غيره: الزَّمِرُ والمَعِرُ: القليل الشَّعر. قال اليزيديًّ: وإذا ذهبَ الشَّعر كلُّه قيل: رجلٌ أحصُّ، وامرأة حصَّاء. قال أبو زيدٍ7: فإنْ نتفَه صاحبُه قيل: زبَقهُ يزبُقُه زَبْقاً. غيرُه: الأنزعُ:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البيت في ديوانه ص 191.

2 البيت في التهذيب 15/ 336، واللسان: فلل، وديوانه 2/ 56.

3 انظر النوادر ص 52.

4 الرجز لرجل من فزارة، وهو في النوادر ص 52، والتهذيب 6/525. والمخصص 1/78.

5 ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 4 آ.

6 شرح أشعار الهذليين 1/413، وصدره:

[ أقسمتُ لا أنسى منيحةَ واحدٍ ]

7 النوادر ص 139، ويقال: يَزْبُقُه بضم الباء وكسرها.

 

 

 

ص -321- الذي انحسرَ الشَّعر عن جانبي جبهته، فإذا زاد قليلاً فهو أجلحُ، فإذا بلغَ النِّصفَ أو نحوَهُ فهو أجلى ثمَّ هو أجلَهُ. قال رؤبةُ1:

16-

 

لـمَّا رأتنيَ خلَـقَ المُمـوَّهِ برَّاق أصلادِ الجَبِـينِ الأجْلـهِ

 

 

 

بعدَ غُدَّاني الشَّبابِ الأبْلَهِ

 

وإذا تقطَّع ونسَلَ قيل: حَرِقَ يَحْرَقُ [حَرَقاً]2 فهو حَرِقٌ. قال أبو كبيرٍ الهُذَل3:

17- حَرِقَ المفارشِ كالبُراءِ الأعفرِ

البراء: النُّحَاتة، وقال أبو زيدٍ: العِفْرِيَة. مثال فِعْلِلَة4 من الدَّابةِ شعرُ الناصية، وهو من الإنسان شعرُ القفا5.

غيره: شعرُه هراميل: إذا سقط. الفرَّاء: القَسِمَةُ: الوجهُ، والقَسَام: الحُسْن، وقال الأصمعيُّ: البَشارةُ: الجمال، ومنه يُقالُ: رجل بشيرٌ ، وامرأة بشيرة، وقال الأعشى6:

18-

 

ورأتْ بـأنَّ الشَّيـبَ جـَا نـَبه البَـشاشـةُ والبشـارة

 

الفرَّاء: خَبِيبة ُاللَّحم: الشَّريحةُ من اللَّحم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 165، والتهذيب 6/57.

2 زيادة من المحمودية.

3 ديوان الهذليين 2/101، وصدره:

[ذهبَتْ بشاشته وأصبحَ واضحاً]

4 نقله ابن فارس في المجمل 3/616، ثم قال: وقال قوم: هذا غلط، وإنما هي فِعْلِيَة. ا. هـ.

وقال ابن سيده في المحكم 1/4: وأيُّ شيءٍ أدلُّ على ضعفِ المُنة، وسخافةِ الجُنَّةِ من قولِ أبي عبيدٍ القاسمِ بن [استدراك] سلاّم، في كتابه الموسوم "بالمصنف ": العِفْرِيَة مثال فِعْلِلَة، فجعل الياء أصلاً، والياء لا تكون أصلاً في بنات الأربع. ا. هـ.

قلت: لأن الياء في عِفْرِية للإلحاق بوزنِ شِرذِمة، والهاءُ فيها للمبالغة، فالكلمةُ ثلاثية أصلها: عِفْر.

5 في النوادر ص 100: العِفْرِيَةُ من الرجل شعرُ ناصيته، ومن الدّابةِ شعرُ قفاها! قال أبو إسحاق: قلب أبو عبيد. قلت: وكذا قلب صاحب المخصص. المخصص 1/68.

 

 

 

ص -322- الباب 2

بَابُ نُعوتِ خلقِ الإنسانِ

[قال أبو عبيدٍ :] 1.

قال أبو عمروٍ: العَثْجَلُ: العظيمُ البطنِ. الأحمرُ مثلَهُ، وقال الأحمرُ: الحَشْوَرُ: العظيمُ البطنِ أيضاً، وقال اليزيدي الأثجْلُ مثلُه. أبو زيدٍ: الدَّحِنُ مثلُه، وقد دَحِنَ دَحَناً. الأصمعي: هو الدَّحِلُ، باللام مثله. قالَ: فإن اضطربَ بطنُه مع العِظَم قيل: تَخَرخر بطنه، وقال اليزيدي: الأحْبنُ: الذي به السَّقْيُ. الكسائيُّ: يُقال: سَقَى بطنُه يسقي سَقْياً. قال: والأبجرُ: الذي خرجت سُرَّتُه. عن أبي عمروٍ: المغَارِض: جوانبُ البطن أسفل الأضلاع، واحدُها: مَغْرِض. أبو زيدٍ: الأخفجُ: الأعوجُ من الرِّجال، يريدُ: أعوجَ الرِّجْلِ. أبو عمروٍ: الأفلجُ: الذي اعوجاجُه في يده، فإنْ كانَ في رجليه فهو أفحجُ. غيرُه: الحَفَلَّجُ: الأفْحَجُ، وقال الفرَّاء: الأحْدلُ: المائلُ العُنقِ، وقد حَدِلَ حَدَلاً، وقال أبو زيدٍ: الأحدلُ: الذي يمشي في شقٍّ، وقال أبو عمرو: الأحدلُ: الذي في مَنْكبيه ورقبته انكبابٌ إلى صدره، وقال الفرَّاء2: والأبزى: الذي قد خرج صدرُه، ودخل ظهره، وأنشد لكثيِّر 3:

19- من القومِ أبزى مُنْحَنٍ مُتباطن

وقال أبو عمرو: الأقعسُ: الذي في صدره انكبابٌ إلى ظهره، وُيقال:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من المحمودية.

2 في المقصور والممدود للفرَّاء ص 66: الأبزى: الذي في ظهره انحناء.

3 ديوانه ص 380، وصدره:

[رأتني كأنضاءِ اللِّجام، وبعلُها]

 

 

 

ص -323- رجلٌ أجْنَأ وأدْنَأ وأهْدأ، مقصورٌ بمعنى. ورجل أفْزرُ: الذي في ظهره عُجْرة عظيمة، وقال أبو زيدٍ: الرَّبْلَةُ: باطنُ الفخذ، فإنْ كانَتْ إحدى رَبلَتيه تُصيبُ الأخرى قيل: مَشِقَ يَمْشَقُ مَشَقاً، ومَسِحَ مَسَحاً. الأصمعي: مَشِقَ يمشَقُ مَشَقاً: إذا اصطكَّتْ أليتاه حتى تسَّحجا، وإذا اصطكَتْ فخذاه قيل: مَذِحَ يمذَحُ مَذَحاً، وإذا اصطكَّتْ رُكبتاه قيل: صكَّ يَصَك صَكَكاً، وقد صَكِكْتَ يا رجلُ، غيرُه: الأكسحُ: الأعرج، وقال الأعشى1:

20-

 

[بينَ مغلوبٍ كريـمٍ جَـدُّه]2 وخذولِ الرجلِ منْ غيرِ كَسَـحْ

 

 

 

أبو عمروٍ: الأكرعُ: الدَّقيقُ مقدم السَّاقين، وقد كَرِعَ، وفيه كَرَع، أيْ: دِقَّة. الأصمعيُّ: الأكشم: النَاقص الخلق. أبو عمرو: الرِّخْوَدُّ: اللينُ العظام. أبو زيدٍ3: الشَّفَلَّح من الرجال: الواسعُ المِنْخَرين العظيمُ الشَّفتين، ومن النِّساء الضَّخمةُ الإسْكَتَينِ الواسعة المتاع. الكسائيُّ: الأفرقُ: الذي ناصيتُه كأنَّها مفروقة، ومنه قيل: ديكٌ أفرقُ وهو الذي له عُرْفَان، ومن الخيل: النَّاقصُ إحدى الوَرِكين، والأفتخُ: اللَّيِّنُ مفاصلِ الأصابعِ مع عرضٍ، والأبلجُ: الذي ليس بمقرونٍ ، والافْطَأُ: الأفطس، عن أبي عمروٍ: الأبلدُ: الذي ليس بمقرونٍ، وهى البَلْدة والبُلْدَة.

الأحمر: الأدَنُّ: المنحني الظَّهر، بالدَّال، والأذَنُّ: الذي يسيل مَنْخِراه جميعاً، وُيقال لذلك الذي يسيلُ منه: الذَّنين. قال أبو عبيدٍ: يقال: ذَنِنْتَ ذَنَناً، [بالذال، وذنَّ المَنْخَرُ يَذِنُ: إذا سال منه الذَّنين]4 وقال الشَّماخُ [الثعلبيّ من بني ثعلبة بن بدر]5.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البيت في ديوانه ص 41، وفي الديوان:

[ ما بين مغلوبٍ تليل خدُّه]

والتَليل: الصريع.

2 ما بين [ ] زيادة من التونسية.

3 النوادر ص 18.

4 ما بين [ ]، زيادة من التونسية.

5 البيت في ديوانه ص 326، وما بين[ ]، من التونسية.

تُوائل: تطلب النجاة، المِصَكّ: حمار الوحش القوي، وقال ابن فارس: الأسهران: عرقان في الأنف من باطني، إذا اغتلم الحمار سالاً ماءاً.

 

 

 

ص -324- 21-

 

تُـوائِلُ من مِصـَكٍّ أنصبَـتْهُ حَوالِـبُ أسهَرتْـهُ بالذَّنـينِ

 

[ ويروى: حوالب أسْهريه، وهما عرقان.]1.

الأمويُّ: البِرْطامُ: الرَّجل الضخم الشفة، والقَفَنْدَرُ: الضَّخم الرِّجْل، والفُرْهُد: الحادرُ الغليظ، والضَّيطر: العظيمُ، وجمعُه: ضياطرة وضيطارون. قال أبو عمروٍ: قال مالك بن عوفٍْ النصريّ2:

22-

 

تعرَّضَ ضيطارو فُعالة دونَنا وما خيرُ ضيطارٍ يُقلِّبُ مِسْطَحا

 

[يعني: ضياطري خزاعة]3 يقولُ: ليس معه سلاحٌ يقاتل به غيرَ مِسْطحٍ، والجمع: ضيطارون وضياطرة.

والبَلَنْدَحُ: السَّمين، "والعَكَوَّك مثلُه. عن أبي عمروٍ: الجَرنْفَش: العظيم.

أبو زيدٍ: الأمْثَن: الذي لا يستمسكُ بولُه في مثانته، والمرأة: مَثْنَاء.

اليزيديُّ: رجلٌ آلى على مثال أعمى: عظيمُ الألْية، وامرأةٌ ألْياء، وقد أليَ أَلَىً مقصور.

الفرَّاء: يُقال: رجلٌ أفرجُ، وامرأةٌ فرجاء: العظيمُ الأليتين لا تلتقيان، وهذا في الحبش.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ] زيادة من التونسية في الحاشية عن شمر.

2 البيت في تهذيب اللغة 11/490، والمجمل 2/562، والجمهرة 3/290، واللسان: ضطر.

وقال ابن بري: البيت لمالك بن عوف النصري. فلت: ومالك كان رئيس المشركين في غزوة حنين، ثم أسلم وحسن إسلامه. انظر معجم الشعراء ص 361، والإصابة 3/ 352، والروض الأنف 4/ 139.

3 ما بين [ ] زيادة من المطبوعة عن شمر. قلت: وهو تفسير للبيت من شمر.

 

 

 

ص -325- غيرُهم: رجل أبَدُّ: عظيمُ الخلق، وامرأةٌ بدَّاء، وأنشد1:

23- ألدُّ يمشي مِشيةَ الأبَدِّ

وُيقال: هو العريضُ ما بينَ المنكبين2، وقال أبو عمروٍ : الألَصُّ: المجتمعُ المَنْكِبين يكادان يمسَّان أُذنيه، والألَصُّ: المُتقارب الأضراس أيضاً، وفيه لَصصٌ . عن الكسائيِّ: امرأةٌ ثدياءُ: عظيمةُ الثديين، الفرَّاء: الجَهْضَم: الضَّخمُ الهامةِ المستدير الوجه3.

الأصمعيُّ والأمويُّ: السَّمَعْمَعُ: الصغير الرأس [السريع]4 غيرُه: والمًُئَوَّمُ مثال المُعوَّم: العظيمُ الرأس. والأرأس: العظيم الرَّأس أيضاً، والأرْكَبُ: العظيم الرُّكبة، والأرْجَل: العظيمُ الرِّجل، والأقْشَرُ: الشَديدُ الحمرة، ويقال من هذا كلِّه: فَعِلَ يَفْعَل. الكسائي: رجلٌ مَخِيْلٌ ومَخْيول ومَخُول، ومَشِيم ومَشيُوم، من الخال والشَّامة، وتصغيرُه: خُيَيْل فيمن قال:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 وَهِم أبو عبيدٍ في هذا الإنشاد، وكذا تابعه الجوهري في الصحاح. والرواية [ استدراك] الصحيحة:

ِّ

 

جارية من ضـبَّةَ بـن أد بدَّاءُ تمشي مِشْـيَة الأبـدَِّ

 

ميّاسة في مجسـدٍ وبُـرد قالت لها إحدى أولاك النُّكدِ:

 

ويحكِ لا تستحسري وجدَّي حتى أتقنـت بـوارم مـرد

 

والرجز ليربوع بن ثعلبة العدوي يخاطبُ امرأته، وقيل: لأبي نخيلة السعدي. انظر شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 244، وتهذيب اللغة 14/80، والقاموس: بدد.

2 قال عليُ بن حمزة البصري: وهذان الوجهانِ غلطان، وإنما الأبدُّ: المتباعدُ ما بين[ استدراك] الفخذين من كثرة لحمهما، والبادَّان: باطنا الفخذين، وكل مَنْ فرج رجليه فقد بدَّهما.

التنبيهات ص 190.

3 حاشية من التركية ورقة 7: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: لا يقال: رجل جهضم إلا في شيءٍ واحدٍ ، وهو الجبان. قال: ومنه قوله:

إنك يا جهضمُ ماهُ القلب

أي: يا جبان إنك ضعيف القلب.

4 زيادة من التونسية.

 

 

 

ص -326- مَخْيل، وخُويل فيمن قال: مَخُول. الأصمعي: المُطَهَّم: الحسنُ التامُّ كلُّ شيءٍ منه، غيرُه: المُطَهَّمُ: الحسن. [ أبو عبيدة: الصَّلت الجبين : المستوي]1.

عن أبي عمروٍ: السَّنيعُ: الحسَنُ، غيرُه: الغلامُ المُتَرعْرِعُ: المُتحرِّك. عن أبي عمروٍ: رجل أليغُ وامرأة ليغاء: لا يُبِينُ الكلام، والخُرْب: ثقب الوَرِك، وهو أيضاً الخُرَّابة والخُرَابَة جميعاً. والفَائلُ: الفَحم الذي على خُرْب الوَرِك، وكان بعضُهم يجعلُ الفائل عِرْقاً2. قال: والخُرْبُ أيضاً: منقطع الجُمهور المشرف من الرَّمل، واليَأفُوف: الخفيفُ السَّريع، واليَهْفُوف: الحديد القلب. والنَّوافج: مُؤخَّرات الضلوع، واحدُها: نافج ونافجة.

أبو عمروٍ : الأصْلَخُ: الأصمُّ 3.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من المطبوعة.

2 واعتمده ابن دريد في الجمهرة 3/ 160، ولم يذكر عمَّن نقله، وممَن قال هذا ثابت. انظر المخصص 2/42.

3 في الظاهرية: حاشية: قال الفرَّاء: كان الكُميتُ أصمً أصلخَ لا يسمعُ شيئاً.

وكذا في التركية ورقة 7 ب، وفي نسخة عارف حكمت ورقة 7 قال: نسخة، وذكرها في المتن.

 

 

 

ص -327- الباب 3

بابُ نُعوتِ دَمْعِ العينِ

وغؤورِها وضَعفِها وغيرِ ذلك

الأصمعيُّ: انهجمت عينُه: إذا دمِعَتْ، بكسر الميم. وهجمَتْ عَينه: غارت. الكسائيُّ وأبو زيدٍ: دمَعَتْ عينه بالفتحِ لا غير1. وقالا: همَتْ عينُه، تهمي هَمْياً مثلُه، وغسَقَتْ تَغْسِق2 غَسْقاً مثلُه.

أبو عمروٍ: ترقرقَتْ مثلُه. الأصمعيُّ: الهَرِعُ3: الدَّمع الجاري. أبو عمرو مثلَه. قال: وكذلك الهَموع بفتحِ الهاء، وقد هَرِعَ وهَمَع: إذا سال. الأصمعيُّ: حجَّلَت4 عينُه وهجَّجَتْ كلاهما غارت [وقال الكميت5: كأنَّ عيونهنَّ مُهَجَّجاتٌ ].

أبو عمرو: هَجَمت عينُه: غارت أيضاً. غيرُه: خَوِصت عينُه مثلُه، وقدّحت6 مثل خَوِصت. أبو عمروٍ : دَنْقَسَ الرَّجلُ دنْقَسةً7، وطرفشَ طرفشةً: إذا نظرَ وكسرَ عينه. أبو زيدٍ: قَدِعَتْ عينُهُ تقدَعُ قَدَعاً: إذا ضَعُفَتْ من طولِ النَّظر إلى الشيء. الكسائيُّ: استشرفْتُ الشيءَ واستكففْتُه، كلاهما أنْ تضعَ يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يستبينَ الشيء8.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما تلحن فيه العامة للكسائي ص 105.

2 غسق كضرب وسمع.

3 في الأسكوريال: المُتْرِع: الجاري.

4 يقال: حَجَلت عينه بالتخفيف والتشديد، وفي المطبوعة بتقديم الجيم على الحاء، وهوا [ استدراك] تصحيف.

5 صدر بيت، وعجزه: [ إذا راحت من الأصيل الحرور] وهو في ديوانه 1/ 171، والتهذيب 5/ 343، وما بين [ ]، زيادة من المطبوعة.

6 بتشديد الدًال وتخفيفها.

7 بالسين والشين. القاموس.

8 الجيم 2/ 144.

 

 

 

ص -328- الأحمر: الأشوهُ: السَّريعُ الإصابة بالعين، والمرأةُ شَوْهَاء. غيرُه: تَحْرَجُ العين: تَحارُ وُيقالُ: نفضْتُ المكانَ: إذا نظرتَ إلى جميع ما فيه حتى تعرفه. قال زهيرٌ يصف البقرة1:

24-

 

وتَنْفُضُ عنها غيبَ كلِّ خميلـةٍ وتخشى رُماةَ الغوثِ من كلِّ مَرْصدِ

 

 

عن أبي عمروٍ: الإِسجادُ: إدامةُ النَّظر مع سكونٍ. قالَ: وقال كُثيِّر2:

25-

 

أغرَّكِ منّي أنَّ دلَّـكِ عندنـا وإسجادَ عينيكِ الصَّيُودَينِ رابحُ

 

 

وعنه: تقتقت عينُه تقتقةً: إذا غارت، ويقال بالنُّونِ3.

والسَّماديرُ: ضعفُ البصر، وقد اسمدرَّ، وُيقالُ: هو الشيءُ الذي يتراءى للإنسانِ من ضعف بصره عند السُّكْر ِمن الشراب وغيرِهِ، والبَرَجُ4: أنْ يكونَ بياضُ العينِ مُحدقاً بالسَّوادِ كلِّه لا يغيب من سَوادها شيء. قال أبو عمروٍ: الحَوَرُ: أنْ تسودَّ العينُ كلُّها مثلُ الظِّباء والبقر. قال: وليس في بني آدم حَوَرٌ ، وإنَّما قيل للنِّساء: حُورُ العيون، لأنهنّ شُبِّهن بالظباء والبقر. وقال الأصمعيُّ: ما أدري ما الحَوَرُ في العين5.

عن أبي عمروٍ: رأرأتِ المرأةُ بعينها ولألأتْ: إذا برقتْ عينها، والوَغفْ: ضعف البصر.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البيت في ديوانه ص 21.

والخميلة: رملة ذات شجر.

2 البيت في ديوانه ص 184.

والصيودين تثنية صيود، وهي الشَّديدة الصيد والإِصابة.

3 حاشية في الظاهرية والتركية: قال أبو عمر: والصواب نقنقت بالنُّون، وهي مُنَقْنقة، وأنشدنا ثعلب:

 

خوص ذوات أعين نقانـق جبت بها مجهولة السمـالق

 

وكذا قال ابن سيده في المحكم 5/ 76.

4 الجيم ا/ 91.

5 قال عليُّ بن حمزة البصريُ في التنبيهات ص 190: المحفوظ عن الأصمعي أنه قال: الحَوَرُ: صفاءُ بياضِ العين وشدََّة سوادها. ا. هـ.

 

 

 

ص -329- أبو عمرو1: استوضحت الشيء: إذا وضعْتَ يدك على عينيك في الشَّمس تنظرُ هل تراه 2؟ وعنه: قَد مَرِحتُ العينُ مَرَحاناً، وأنشد3:

26-

 

كأنَّ قذىً في العينِ قد مرِحَتْ به وما حَاجةُ الأخرى إلى المَرَحَان

 

والأكْمَشُ: الذي لا يكادُ يُبصر، ويُقالُ: بَقِرَ4 يَبقَرُ بَقْراً وبَقَراً، وهو أنْ يحسرَ ولا يكاد يُبصر.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 2/ 144.

2 الجيم 3/304.

3 مَرِحَتِ العينُ: اشتدَّ سيلانها.

والبيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص 240، والصحاح واللسان: مرح.

4 بَقِرَ كفرح، وضبطها في المطبوعة بفتح القاف، وهو خطأ. انظر الأفعال 4/ 113، [ استدراك] والقاموس.

 

 

 

ص -330- الباب 4

بابُ أسماءِ النَّفسِ

الأصمعيُّ: سامحت قَرُونُه1، وهي النَفس، وقَرونَتُه أيضاً، [وقال أوسُ ابن حجر 2:

27-

 

............... وسـامحـت قَرونَتُه باليأسِ منها فعجَّـلا]3

 

 

أبو عمرو: الجِرِشَّى على مثال فِعِلَّى: النَّفس أيضاً، وقال غيرُه: وهي الحَوْباءُ، وهي القَتَالُ والضَّريرِ. قال ذو الرُّمة4:

28- مَهاوٍ يَدعْنَ الجَلس نَحلًا قَتَالها

والذَّماء: بقيَّةُ النَّفس، وقال أبو ذؤيب5 في الذَّمَاء:

29-

 

فأبدَّهنَّ حتـوفَهُنَّ فهـاربٌ بذمائِـه أو بـاركٌ مُتَجعجِـعُ

 

 

والحُشَاشَةُ مثلُ الذَّماء، ويقال من الذَّماء: قد ذمَى6 يَذْمِي: إذا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر مجمع الأمثال 1/ 329.

2 ديوانه ص 86، وصدره:

[فلاقى امرأً من مَيْدَعانَ وأسمحَتْ]

3 ما بين [ ] ليس في الأسكوريال.

4 ديوانه 624، وصدره: [ ألم تعلمي يا ميُّ أنّي وبيننا]

وفي المحمودية: القتال: بقيًةَ النفس.

5 شرح أشعار الهذليين 1/24، وقوله: أبدََّهنَّ: قتلهنَّ بدداً.

6 ضبطه صاحب القاموس واللسان: كرضي، وفي الصحاح والتهذيب: كَرَمى، وكذا في الأفعال 3/ 608، والمسائل البصريات لأبي علي الفارسي 1/ 608 نقلاً عن أبي عبيد. وهو في المخطوطات بالروايتين.

 

 

 

ص -331- تحرَّك، والذَّماء: الحركة أيضاً. والشَّراشِرُ: النَفسُ والمحبَّة جميعاً. قال ذو الرُمة1:

30 ـ ومن غيَّةٍ تُلقى عليها الشَّراشِر

والنَّسِيس: بقيَّة النَّفس،[وأنشد2:

31- فقد أود" إذا بلغ النَّسيسُ]3

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 338، وصدره:

[فكائن ترى من رشدةٍ في كريهةٍ]

2 عَجزُ بيت لأبي زبيد الطائي، وصدره:

[ إذا عَلِقَتْ مخالبُه بقرنٍ]

وهو في ديوانه ص 633، والعين 7/ 199، والتهذيب 12/308.

3 ما بين [ ] زيادة من الأسكوريال.

 

 

 

ص -332- الباب5

بابُ الطِّوال من النَّاس

الأصمعيُّ: يُقال للطَّويل: الشَّوْقَب، والصَّلْهَب، والشَّوْذَب، والشَّرْجَب، والسَّلْهَب، والجَسرب، والسَّلِب، والعَشنَّط، والعَنَشَّط، والعَشنَّق، والعَنَطْنَط، والنغنُعُ، والشَّرْمَح، والشَّعْشَع، والشَّعْشَعان، والصَّقْعَب، والشَّيْظَم، والأتْلَع.

قال أبو عبيدٍ: وأكثرُ ما يرادُ بالأتلعِ طُولُ عُنقِه.

أبو عمروٍ: والشُمْحُوط، والشَناحِيُ، يُقال: هو شَناحٍ كما ترى، والأشق، والأمقُّ، والخِبَقُّ، والبَتِعُ، والمُتَماحِل، والمَخْنُ، واليَمْخُور، والهِجْرِعُ، والحُرْجُل، والأسْقَف، والقَاقُ، والقُوق، والخعْشوشِ، والطَّاط، والطُّوط عن الفراء. والجُعْشوش عن الأصمعيّ، وقال أبو عمرو: السَّهْوَق، والسَّرْطَم1، والمِسْعَر، والعَبْعَاب والأعيط2 مثله. الأُمويُّ: والسَّرَعْرَع والقِسْيَبُّ. الكسائيُّ: المهمِِّك3، والمُمَّغِط: ا لطويل، الفرَّاء: الشَّعَلَّع: الطويل.

غيرُه: الشَرْعَبُ: ا لطويل أيضاً، والخَلْجَم، والسُّرْحوب، والشِّرْوَاط،

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 2/115.

2 قال في اللسان: العَيَطُ: طُول العنق. رجل أعيطُ، وامرأةٌ عيطاء: طويلة العنق. وفي الأسكوريال: الأعطُّ، وهو بمعناه.

3 كزمَّلِق، بتشديد الميم، وضبطها في المطبوعة بتشديد الهاء، وهو خطأ. انظر القاموس. وذكر أكثرَ هذا الباب أبو إسحاق الحربي في كتابه غريب الحديث 2/ 582.

 

 

 

ص -333- والسَّلْجَم، والسوْحَق، والأسْقَف والسَّهْوَق، والشَّغاميم: الحِسان الطوال، والواحد: شُغموم، والعَمرَّدُ: الطويل.

وعن أبي عمرو: الشيحان: الطويل، [ والسَّرَعْرَع1: الرقيق، والعَمرَّد: الطَّويل.]2 والنِّيافُ3: الطَويل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في الجيم 2/ 115: السَّرَعْرَع: الطويل.

2 ما بين[ ] زيادة من الأسكوريال والمحمودية لكن سقط من المحمودية: والعمرَّد.

3 على وزن كتاب.

 

 

 

ص -334- الباب 6

بَابُ نُعوتِ الطوال مع الدِّقةِ والعِظم

الأمويُّ1: السَّرَعْرع: الطَّويلُ الدََّقيق، الأصمعيُّ: الجُعْشُوش مثلُه، فإنْ كان طويلاً ضخماً فهو ضبَارِك وضِبْرَاك وجَسْر، ومنه قيل للنَّاقة: جَسْرَة، وقال ابنُ مُقبلٍ[2 :

32- موضعُ رَحلِها جَسْرُ

أيْ: ضخم. الكسائيُّ: الشَّخيصُ: العظيمُ الشَّخص بيِّنُ الشَّخاصة 3. الأصمعيُّ: فإنْ كان مع عظمِه سوادٌ فهو دُحْسُمان ودُحْمُسان. اليزيديُّ: رجلٌ تَارٌّ : عظيمٌ ، وقد تَرِرْتَ تَرارةً. أبو زيدٍ4: هو المُمتِلئُ العظيمُ.غْيرُه: الفَيْلَم: العظيم. قال البريقُ الهًذليُّ (4)5:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 2/ 115، وفي الأسكوريال: الرقيق الطويل.

2 عجز بيـت نُسـب لابـن مُقـبل، وهو في ذيـل ديـوانه، فقـرة 20، والمجـمل 1/ 189،

[استدراك] ومقـاييـس اللـغة 1/ 45 8، قال ابن سيده: هكذا عزاه أبو عبيد إلى ابن مُقبلٍ، ولم نجده في شعره. ا. هـ. انظر المحكم 7/ 189، والصحيح أنه لعمرو بن مالك، وهو بتمامه:

 

 

بعراضـة الدِّفـرى مُكايـلَةٍ كومـاءُ موقع رحلهـا جَسْـر

 

 

انظر التكملة للصاغاني 2/ 449. مادة جسر.

3 النوادر ص 176. وفي المطبوعة: أبو يزيد، وهو تصحيف.

4 البيت بهذه الرواية في التهذيب 15/367، واللسان: فلم.

ورواية الديوان:

تُفرقُ بالميـلِ أوصالـه كما فـرَّق اللمَّـةَ الفيـلم

وقال السُّكري: ويروى:

[ إذا فر ذو اللًمَةِ الفيلم]

فعلى الرواية الأولى يكون الفيلم بمعنى العظيم. [ استدراك ]

ونسبه ابن بري لعياض بن خويلد الهذلي، ولم يُصب. انظر شرح أشعار الهذليين 2/ 752.

 

 

 

ص -335- 33-

 

ويَحمي المُضافَ إِذا مـا دعـا إذا فَـرَّ ذوا اللَّمََّـةِ الفـَيـلم

 

[ الفيلمُ: العظيم]1

والهَجَنَّع: الطَّويل الضخم، والعَبْهَر: العظيم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ]، زيادة من التونسية.

 

 

 

ص -336- الباب 7

بابُ القِصَار من النَّاسِ

الأصمعيُّ: الحَبْتَر من الرِّجالِ: القصيرُ، ومثلُه: الحَنْبل، والجَيْدَر، والبُهْتُر، والبُحْتُر والجأنَب، والمُجذَّر، والمُزلَّم، والتِّنْبَال، والضَّكْضَاك، والمُتآزِف، والحِنزَقْرَة، والدِّنَّامة. وقال الفرَّاء: هو دِنَّبة ودِنَّابة للقصير، والكَوألَل مثله، والزَّوَنْكَلُ. أبو عمروٍ1: الشِّهْدَارة: الرَّجل القصير، والدَّعْدَاع والذَّحْذاح بالذَّال، ثمَّ شكَّ أبو عمرو- في الذَّحذاح بالذَّال أو بالدال-، ثمَّ رجع فقال: بالدَّال2، وقال أبو عبيدٍ: هو عندنا الصوابُ بالدَّال.

والزِّعْنَفة، والزُّمَّحُ، والأقْدَر، والجَدَمَةُ: القصير، وجمعه: جَدَم، والحَنْبل: القصير3، والفَرْو أيضاً: حنبل4، وقال: الزَّناء ممدودٌ : القصير أيضاً، وقال ابنُ مُقبلٍ 5:

34-

 

وتُولجُ في الظِّلِّ الزَّناءِ رؤوسهـا وتحسبُها هِيماً وَهنَّ صحائـحُ

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 2/ 157.

2 حاشية من التركية: قال أبو عمر: قال ثعلبٌ: أخطا مَنْ قالَ بالذًال معجمةً، لأن ابن الأعرابيَّ أخبرنا عن المُفضَّل، ولأن أبا نصرٍ أخبرنا عن الأصمعي، ولأن عمرواً أخبرنا عن أبيه قالوا كلُّهم: الدَّحداح، بالدال غير معجمةٍ، لا غير. ا. هـ.

3 الجيم 1/208.

4 الجيم 1/208.

5 ديوانه ص 46.

 

 

 

ص -337- يعني: الإبل.

الأحمرُ: الحَنْكَل: القصير.[ أبو عبيدة]: الكُوتيُّ مثله. غيرُه: الجَعابيبُ: القصار، والصِّمْصِم: الغليظ، والأزْعَكِيُ: القصيرُ اللئيم.

[غيره: الوَزْوَاز والأجحوى: القصير]1.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من المحمودية.

 

 

 

ص -338- الباب 8

بابُ نُعوتِ القِصارِ مع السِّمَنِ والغِلَظ

الأصمعيُّ: فإذا كانَ مع القصرِ سِمَنٌ قيل: رجل حِيَفْس1 وَحَفَيتَأُ2 مهموزٌ مقصور غير ممدود، ودرْحَاية وضُبَاضِب، فإذا كان قِصرٌ وضخمُ بطنٍ قيل: رجل حَبَنْطأ مهموز مقصور غير ممدود، فإذا كان قِصَرٌ وغلظ مع شدََّةٍ قيل: رجلٌ كُلْكُل، وكلاكل، وَكَوألل3، وجعْشُم وكُنْدُر وكُنَيْدِر وكُنَادر، وقُصْقُصَة، وقُصَاقِص، وإِرْزَبٌّ، وقال الأُمويُّ: هو العِجْرِم، والتَيَّازُ نحوُه.

قال أبو عبيدٍ: قال القُطاميُ4:

35 -

 

إِذا التَّيَّازُ ذو العضَلاتِ قُلـنا إِليكَ إليكَ ضاقَ بهـا ذراعـا

 

غيرُه: الحَوْشَب: العظيَمُ البطن. قال الأعلمُ الهُذَليُّ5:

36-

 

وتـجـرُّ مُـجْـرِيـةٌ لهـا لحمـي إلى أجـرٍ حَواشِـبْ

 

والمِجْشَاب: الغليظ. قال أبو زُبيدٍ 6:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 حِيَفْسٌ مثالُ هِزَبْرٍ، وحَيْفَس.

2 حَفَيْتَأ بالتاء، قال الأزهري: أرى التاءَ مبدلة من السين، كما قالوا: انحتتْ أسنانه وانحسَّتْ. تهذيب اللغة 4/ 324، وانظر ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 2 ب.

وفي القاموس: حَفَيْسَأ، كسميدع

3 ما اختلفت ألفاظه ورقة 2 ب.

4 ديوانه ص 40، والعين 7/179

5 شرح أشعار الهذليين 1/ 314، وفي المطبوعة: ويروى: وتجرُّ أجرية لها.

6 عجزُ بيتٍ في ديوانه ص 588 ضمن كتاب " شعراء إسلاميون " وصدره:

[قِرابَ حِضنك لا بِكر ولا نَصَفٌ]

 

 

 

ص -339- 37- تُوليكَ كَشحاً لطيفاً ليسَ مِجْشَابا

عن أبي عمرو: التَّضبُّب: السِّمن حين يُقبل، [والتحلًّم: إذا أقبلَ شحمه]1 ، وُيقال للصغير: قد تحلَّم: إذا أقبلَ شحمُه. قال أوسُ بن حجرٍ 2:

38-

 

لَحيْنَهم لَحْيَ العصا فطردْنَهـم إلى سَنةٍ قِـرادنُهـا لم تحلَّـم

 

ويروى: جرذانها لمْ تحلَّم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ] ليس في المطبوعة.

2 ديوانه ص 119.

 

 

 

ص -340- الباب 9

بابُ الألوانِ واختلافِها

الأصمعيُّ: يُقالُ: رجلٌ أدْعَج، أيْ: أسود، ومثله: الدُّغمان والدُّحْمُسَان. والدُّحْسُمان أيضاً: إذا كان معه عِظَمٌ، والحِمْحِم: الأسود أيضاً، والأصحم: [بالصاد لا يجوز غيره]1: سوادٌ إلى الصُّفرة، والأصبحُ قريبٌ من الأصْهب، والأصْحَرُ نحوُ الأصبح والأنثى: صحراء، [والأصهبُ: الأبيضُ يضربُ إلى الحُمرة]2، والدُّمَلِص والدُّمَالِص: الذي يبرُقُ لونُه، وبعضُ العربِ يقولُ: دُلَمِص ودُلامِص، وقال أبو عمروٍ: الأظمى: الأسود، والظَّمياء: السَّوداء الشفتين [ واللَّمياءُ مثله]3، واللَِّيط: اللََّون، والنَّجْر: اللون، والأفضحُ: الأبيضُ وليسَ بشديدِ البياض، ومنه قولُ ابنِ مُقبلٍ4:

39-

 

فأضحى له جِلْبٌ بأكنافِ شُرْمَةٍ أجَشُّ سماكيٌّ من الوَبْلِ أفضـحُ

 

غيرُه: الأشكلُ: الذي فيه حمرةٌ وبياضٌ ، والأغثرُ: فيه غبرةٌ ، والأطْحلُ: لونُ الرَّماد، والنُّقْبَة: اللََّون، وقال ذو الرمة 5:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ] ليس في المطبوعة، وهو في الأسكوريال

2 ما بين [ ] زيادة من الظاهرية.

3 زيادة من التونسية، وهي في التركية حاشية.

4 ديوانه ص 32.

الجِلْب: السحاب الكثير، وشرمة: اسم جبل، والأجشُّ: السحابُ الذي في رعده غلظ، والسماكي: الذي نشأ في نوء السماك.

5 صدر بيت في ديوانه ص 31 يصف الثور، وعجزه:

[كأنَّه حين يعلو عاقراً لَهَبُ]

 

 

 

ص -341- 40- ولاحَ أزهرُ مشهورٌ بنُقبته

 

 

 

والأربدُ نحوُه، والأَسْحمُ: الأسود، واليَحمُوم: الأسود، والأصفرُ: الأسود. قال الأعشى1:

41-

 

تلكَ خيلي منه وتلكَ رِكابـي هنَّ صُفرٌ أولادهـا كالزَّبيـبِ

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 27.

 

 

 

ص -342- الباب 10

بابُ الأصواتِ واختلافِها

الأصمعيُ: يُقالُ: رجلٌ نبَّاحٌ : شديدُ الصََّوت [ونبّاجُ بالجيم أيضا]1: شديد الصَّوت. والفدَّاد مثلُه، والاسم منه الفَدِيد، والوَأْد والوَئيد جميعاً: الصوتُ الشَّديد، والبهيم مثلُه2، والزَّأمَة مثلُه، والوَغْرُ: الصَّوت، والصَّريرُ، والصَّرْصَرةُ من الصَّوت، وليسَ بالشَّديد. عن الأصمعيِّ: والعَرَكُ، والعَرِكُ، والخِشَارمُ والخُشارمُ كَلُّها الأصوات.

أبو عبيدة: الزَّمْجَرةُ: الصَّوتُ من الجوف، والزَّمْخَرة: الزَّمَّارةُ. أبو عمروٍ: الهائعة والواعيةُ جميعاً: الصَّوتُ الشَديد، والوَعَى والوَغى والوحَى والحَرا. كلُّها الصَّوت.

أبو زيدٍ مثلَهُ. قال: هي الخواة والوَحاة والحَراةُ، والضَّوّة والعَوَّة جميعاً الصَّوت3.

الأحمرُ: الوَحْفَةُ4 والخَوَاة مثله، وكذلك الفَدِيدُ والهَدِيدُ والكَصِيصُ، وقال أبو عمروٍ: التَّأْيِيهُ: الصَّوت، وقد أيَّهْتُ به تأييهاً، يكونُ بالنَاس

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر تهذيب اللغة 5/117.

2 الجيم 3/275.

3 نوادر أبي مسحل 1/ 100. وفي التونسية الحواة، بالحاء.

4 بالحاء، وضبطها في المطبوعة بالجيم، وهو تصحيف. انظر القاموس: وحف.

 

 

 

ص -343- والإِبلَ، والتَّهييتُ الصوتُ بالنَّاس، وقال أبو زيدٍ1: هو أنْ يقولَ له: يا هياه، وأنشد2:

42-

 

قـد رابني أنَّ الكَرِيَّ أسكتـا لو كان مَعْنِـيّـاً بنـا لهيتـا

 

وقال أبو عمروٍ: نَحَط يَنْحِط: إِذا زَفر، والقَبيبُ: الصَّوت، والعَجيجُ، والأزْمَل: الصَّوت. عن أبي عمروٍ3: الكَرْكَرةُ: صوتٌ يُردِّده في جوفه، والنَّحيحُ مثلُه، والرِّكْزُ: الصَّوتُ ليس بالشَديد، والنَّبْأة، والتَّرنُّم، والإِرْنَان: الصَّوت، والهُتَاف: الصَّوتُ بالدُّعاء.

الأمويُّ: الخَريرُ: صوتُ الماء، وقد خَرَّ يَخِرُّ4، والرُّناء ممدود: الصَّوت، والجَمْشُ5 مثلُه.

غيرُه: الكَرِير مثلُ صوتِ المُختنق أو المجهود. وقال الأعشى6:

43-

 

فأهلي الفِداءُ غَـداةَ النِّـزال إذا كانَ دَعوى الرِّجالِ الكَرِيرا

 

والجُؤَارُ: الصَّوتُ مع استغاثةٍ وتضرُّعِ، والرِّزُّ: الصوتُ، [والأجشُّ: الجهيرُ الصوت]7، والصَّليلُ الصَّوت، والصَّريفُ مثلُه، والنَشيجُ: الصَّوتُ [الجهيرُ ]. الكسائي: الصلقة: الصياح، وقد أصلقوا إصلاقاً8.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في النوادر ص 39: يُقال: هيَّت به تهيتاً: إذا ناداه من مكانٍ بعيد.

2 الرجز في التهذيب 6/395، والمخصص 2/ 134، واللسان: هيت، والمحكم 4/273، والصحاح: سكت.

3 في الجيم 3/157: الكَرْكَرَةُ: صوت حَلِقِه.

4 يقال: يَخِرّ ويَخُرُّ.

5 حاشية من التركية: رأيت في كتاب قُرئ على أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش وعُورِض بكتابه: الجَهش: بالهاء، وكذا في رواية المهلبي: بالهاء، وقال أبو العلاء المعرّي: المعروف الجمش: الصوت، بالميمِ، وحكى أبو عبيدة في الأمثال: ما يُسمع أُذناً جمشاً، أي: صوتاً. يُضرب ذلك مَثلاً للرَّجل الذي لا ينزجر عن الشيء .

6 ديوانه ص 87.

7 زياد من التونسية والمحمودية.

8 كلام الكسائي زيادة من الأسكوريال ستأتي.

 

 

 

ص -344- الباب 11

بابُ أصواتِ كلامِ النَّاسِ وحركتِهم وغيرِ ذلك

قال أبو زيدٍ : سمعتُ جَراهيةَ القوم، وهي كلامُهم، وعلانيتَّهم دونَ سرِّهم.

الأصمعيُّ: والهَمْشَةُ: الكلامُ والحركة، وقد هَمِشَ1 القومُ يَهمَشون، والظأْبُ: الكلام والجَلَبةُ. وأنشدنا لأوسِ بنِ حَجرٍ2:

44-

 

يَصوعُ عُنُوقها أحـوى زنيـم له ظأبٌ كما صَخِـبَ الغريـم

 

والعُنوق: جمع عَناق، ويصوعُ: يفرّق.

وقال أبو زيدٍ: والضوَّة والعوَّةُ مثلُه، والوَقْشَة والوَقْشُ: الحركةُ، وقال الكسائيُّ: الخَشَفَةُ3 مثلُه، وقال أبو زيدٍ: النَّحيط والنَشيجُ واحدٌ ، وقد نَحَط

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 من باب ضرب وعلم. انظر الأفعال 1/169، واللسان: همش.

2 [استدراك] وهم أبو عبيدٍ في نسبة هذا البيت لأوس، وتبعه في ذلك كثيرون، منهم الأزهري في التهذيب 14/398، والقالي في أماليه 1/52، وقبله صاحب العين 8/172.

كما أنه أتى بهذا البيت من أعجاز بيتين أسقط صدورهما، وهما:

 

وجـاءت خُلعـة دُبْس صفايـا يصورُ عُنوقهـا أحـوى زنيـم

 

يُفـرِّق بينهـا صـدَع رَبـاع له ظأب كما صَخِـب الغريـم

 

قال أبو عبيد البكري: الشعر للمعلَّى العبدي، وكذا قال ابن بري والصاغاني: راجع التنبيه على أوهام القالي ص 93، واللسان وتاج العروس: صوع.

قال أبو علي القالي في أماليه 2/5: رويناه في الغريب المصنف غير مهموز.

3 بتسكين الشين وفتحها.

 

 

 

ص -345- يَنْحِطُ، ونَشَج يَنْشِجُ، وهما الصوت معه توجُّعٌ. الأصمعيُّ وأبو عمروٍ: التَّحوُّب مثلُه.

غيرهما: الهَمْسُ: صوتٌ خفيٌّ، والضَّوضَاة: أصواتُ النَّاس، والهَيْنَمة: الكلام الخفيُّ، والتَّغَمْغمُ: الكلامُ الذي لا يُبيَّن، والتَّجمْجُم مثلُه.

[ أبو عمروٍ: والموارَعة بالرَّاء: المُناطقة، وهو قولُ حسَّانَ1:

45-

 

نشدْتُ بني النَّجارِ أفعالَ والدي إِذا العانِ لم يُوجدْ لَهُ مَنْ يُوارِعُهْ

 

أي: يُناطقه]2.

والهتْمَلةُ: الكلامُ الخفيُّ، وقال الكميت3:

46-

 

ولا أشهدُ الهُجْـرَ والقائليـه إذا هُمْ بهَيـْنَمـةٍ هتـملـوا

 

والرِّكْزُ: الصَّوتُ الخفيُّ ليس بالشَّديد، والنَبْأةُ نحوُه، والتَّرنُّم: الصَّوتُ، والإرْنَان: الصوت، والهُتاف: الصوت بالدعاء، والوئيدُ: الصوت، والنَّهيم مثلُه، وقال الأصمعيُّ: النَهِيتُ مثلُ الزَّحيرِ والطحيرِ. يُقال: نَهَتَ يَنْهِت. والصَّرِيفُ والصَّلْصَلة والبربرة والصَّدْحُ والضَحَلُ. كلُّه الصَّوت. والوَسْواس: صوتُ الحليّ، والأطِيطُ: الصوت، والأُنُوح: صوتٌ مع تنحنحٍ. يقال منه: رجلٌ أنوحٌ ، بفتح الألفِ: إِذا كانَ يتنحنحُ مع بَححٍ، وقد أنحَ يأنِحُ،[ والأنوح: الرَّجل الذي يأنح]4 والهَمْهَمةُ والتَغريدُ والهَزَج والغَرْغرةُ والتَّغَطْمُط والأزْمَل، كلُّها أصواتٌ معها بَححٌ ، والوَحْوَحة نحوُه، والغَرْغَرةُ: صوتُ القِدْر أيضاً. الكسائيُّ: الصَّلْقةُ: الصِّياح والصوت، وقد أصلقوا إصلاقاً، [ويقال: صَلَقَ يَصْلِقُ: إذا صوَّت صوتاً شديداً، وأصلق: إذا بلغَ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 316.

2 ما بين [ ] زيادة من التركية والظاهرية وعارف حكمت، وهو في الأسكوريال في آخر الباب التالي.

3 البيت في العين 4/ 127، والتهذيب 6/530، وديوانه 2/33، والمحكم 4/351، والسمط ص 263.

4 زيادة من التونسية.

 

 

 

ص -346- الحالَ التي تُوجب ذلك، مثلُ: هجَر الرجل: إذا قال هُجراً.

وأهجَر: إذا بلغَ الحالَ التي تُوجب الهُجْرِ، ومثلُه: أظلم: إذا وقعَ في الظُّلمة، وأضاءَ: إذا وقع في الضوء،1. قال: وقال لبيد بن ربيعةَ العامريُّ2:

47-

 

فصـلقنـا في مـرادٍ صلقـة وصُـدَاءٍ ألـحقَتْهـم بالثَّلَـلْ

 

وقال أبو زيدٍ3 والكسائيُّ: نَغَمْتُ أنْغِمُ وأنْغَمُ نَغْماً، بالكسر والفتح، وهو الكلام الخفيُّ وسمعت منه نغيةً4، وهي الكلامُ الحَسن. الأمويّ: ا لخَريرُ: الصوت.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ] زيادة من التونسية.

2 ديوانه ص 146، والثلَلُ: الهلاك.

3 النوادر ص 192.

4 النوادر ص 101.

وفي التركية: حاشية: قال أبو عمر: أنشدنا ثعلب عن ابنِ الأعرابيِّ قوله:

 

لمّا سمعتُ نغيـةً كالشُّهْـد رفَّعْتُ من أذيـالِ مستعـدِّ

 

فقال له أبو موسى- وأنا أسمعُ-: أي شيءٍ يعني مُستعدِّ؟ قال: يعني نفسه.

 

 

 

ص -347- الباب 12

بابُ الألسنة والكلام

أبو زيدٍ: الحُذَاقيُّ: الفصيحُ اللسان البيِّنُ اللَّهجة، والفتيقُ اللِّسانِ مثله، والمِسْلاق: البليغ، والذَّليق مثلُه. غيرُه: المِسْلاق: الخطيب البليغ، والمِصْقَع مثله، والمِدْرَه: لسانُ القوم والمُتكلِّم عنهم?، وقال الأصمعيُّ: الحليفُ اللِّسان: الحديدُ اللِّسان، والهًذِرُ والمُسْهَبُ [والمِسْهَك والمِهَت]1 جميعاً: الكثيرُ الكلام، فإذا كَثُر كلامه من خرفٍ فهو المُفْنِدُ، وقال أبو زيد: والإذراعُ: كثرةُ الكلامِ والإفراطُ فيه، وقد أذرعَ الرجل2، واللََّخا: كثرةُ الكلام في الباطل. يُقال منه: رجلٌ ألْخى، وامرأةٌ لخواء. وقد لَخِيَ لَخَىً مقصور. أبو عمرو: الهَوْبُ: الرَّجلُ الكثيرُ الكلام، وجمعُه: أهواب، والمُتَبكِّلُ: المختلطُ في كلامه، وهو التَّبكُّل. الأصمعيُّ: الهِتْرُ: السَّقَطُ من الكَلام والخطأ فيه، وُيقال منه: رجلٌ مُهْتَر. قال الفرَّاء: والفَقْفَاق مثلُه، واللُّقَاعة والتِّلِقَّاعَةُ: الكثيرُ الكلام3، والمُقامِقُ: الذي يتكلَّم بأقصى حلقه. يُقال: فيه مَقْمقَةٌ ولُقَّاعَاتٌ، وقال الأصمعيُّ4: يُقال: في لسانِه حُكْلةٌ، أيْ: عجمةٌ. عْيرُه: رَتِجَ في منطقه رَتَجاً وارتِجَ عليه: إذا استغلقَ عليه الكلام، وأصله مأخوذٌ من الرِّتَاج، وهو البابُ. تقولُ: أرْتَجتُ البابَ: أغلقته، وقال أبو زيدٍ:

? زاد في مطبوعة تونس: وأنشد:

 

وأنت في الناس أخو عفة ومدره القوم غداة الخطاب

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ]، زيادة من التونسية.

2 زاد في المطبوعة: إذا أفرط في الكلام.

3 انظر نوادر أبي زيد ص 243.

4 ما اختلف ألفاظه ورقة 5 أ.

 

 

 

ص -348- الألَفُّ: العيّي1، وقد لَفِفْتَ لَففاً، وقال الأصمعيُّ: هو الثَّقيلُ اللَِّسان، وقال أبو زيدٍ2: الفَهُّ: العييُّ الكليلُ اللِّسان. يُقال: جئتُ لحاجةٍ فأفهَّني عنها فلانٌ حتى فَهِهْتُ. أيْ: نسَّاكَها.

وقال الفرَّاء: والمنقِّحُ للكلام: الذي يُفتَشُه وُيحسنُ النَظر فيه، وقد نَقَّحت الكلام، وقال أبو زيدٍ: أهذرَ في منطقه إِهْذَاراً: إذا أكثر. غيرُه: النَّقَلُ: المُناقلةُ في المنطق. قال لبيدٌ3:

48-

 

ولقـد يعلمُ صحـبي كلُّهـم بِعدَانِ السَّيفِ صَبـري ونَقَـلْ

 

يقال منه: رجل نَقِلٌ ، وهو الحاضرُ المنطقِ والجواب، والهُرَاء: المنطقُ الفاسد وُيقال: الكثير، وقال ذو الرُّمةِ4:

49-

 

لها بَشرٌ مثل الحـريرِ ومَنْطِـقٌ رَخيمُ الحواشي لا هُرَاءٌ ولا نَـزْرُ

 

والخَطَل مثله، والمُفحم: الذي لا ينطق، والتَّغمغم من الكلام: الذي لا يُبيَّن. غيرُه: اللَّخْلَخاني: الذي فيه عُجمةٌ ، يُقال: فيه لَخْلَخانيةٌ .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 170.

2 النوادر ص 170.

3 ديوانه ص 143، وعَدان: موضع على سِيف البحر.

4 ديوانه ص 296.

 

 

 

ص -349- الباب 13

بابُ الأخلاقِ المحمودةِ في النَّاس

الأصمعيُّ: الدَّهْثَم من الرِّجال: السَّهلُ اللَّينُ، وقال أبو زيدٍ: الفَكِهُ: الطيِّب النَّفس الضَّحوك. الأمويُّ: الشَّفْنُ: الكَيِّس. [غيرُه: هو الذي ينظرُ بمؤْخِر عينه]10 الأصمعيُّ: القلمَّس: الواسع الخُلق، والغِطَمُّ مثله، والخِضْرِم: الكثيرُ العطيَّة، والخِضَمُّ مثله، وكذلك كلُّ شيءٍ كثيرٍ خِضْرِمٌ . قال: وخرج العجَّاج يريدُ اليمامةَ، فاستقبلَهُ جريرُ بنُ عطيَّةَ بن الخَطَفى، فقال: أينَ تريدُ؟ قال: أريدُ اليمامَة. قال: تجدُ بها نبيذاً خِضْرِماً؟ أيْ كثيراً.

والصِّنْتِيتُ: السَّيِّدُ الشَّريف، مثلُ الصِّنْدِيد، والملاثُ مثلُه، وجمعُه: مَلاوث. قال الشَّاعرُ2:

50-

 

هـلا بـكـيـت مَلاوِثـا مـن آلِ عـبـدِ مـنـافِ

 

والعارف: الصبور.

يقالُ: نزلت به مصيبةٌ فوُجِد صبوراً عارفاً.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ] زيادة من التونسية.

2 البيت في التهذيب 15 / 29، والمجمل 3/798، واللسان: لوث، دون نسبة. وأساس البلاغة: لوث.

قال الزمخشري: كان يُقال لحمزةَ: ابنُ الملاوثِ.

 

 

 

ص -350- والبعيد الهَوْء: البعيدُ الهمَّة، وقد هاءَ يَهُوءُ هَوْءاً. عن أبي عمروٍ: بعيدُ السَّأو، وبعيدِ الهَوْءِ سواءٌ، أيْ: بعيدُ الهِمَّة، وقال ذو الرُّمة1:

[51-

 

كأنَّني من هوى خَرقاءَ مُطَّرَفٌ دامي الأظلِّ، بعيدُ السَّأوِ مَهْيومُ

 

وقال أبو عمروٍ: الآفِقُ2 مثالُ فاعل، الذي بلغَ الغاية في العلمِ وغيرهِ، من أبوابِ الخير، وقد أفقَ يَأفِقُ، والبَدْء: السَّيد]3. قال الشاعر [ أوسُ بن مغرَاء]4:

52-

 

ترى ثِنانا إذا ما جاءَ بدأَهـم وبدؤُهم إِنْ أتانا كـانَ ثُنْيانـا

 

والمُعمَّم: المسوَّد5 الفرَّاء: رجل تِقْنٌ: حاذقٌ بالأشياء، ويُقال: الفصاحةُ من تِقْنِه، أيْ: من سُوسِه. غيرُه: الفَنَعُ: الكرمُ والعطاءُ والجُود،.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 652، والمخصص 2/ 164.

قوله: مطَّرَف. يعني بعيراً قد اشتري حديثاً، والأظل: الخفُّ.

[ استدراك] قال ابن سيده: هذه حكايته، وهو خطأ، إنما السَّأو في البيت الوطن، لأن البعير لا همَّة له، على أنَّه قال مرةً: السأو: الوطن، وأنشد البيت على ذلك. المخصص2/164.

2 قال عليُّْ بن حمزة البصري: والمحفوظ عن أبي عمروٍ الأفُق، وحكى أبو نصرٍ في الأجناس: الأُفُق بوزنِ عُفُق، للذكر والأنثى بغير هاءٍ ، وأبو نصرٍ ضابط، ومع هذا فقد قال عُروةُ المرادي، أنشده

[ استدراك] أبو عمرو وغيره:

 

أرجِّل جُمَتي وأجرُّ ذيلي ويحملُ شِكََّتي أفُق كُميتُ

 

أفترى أبا عمروٍ يُنشد هذا البيت ويقول: الآفق على مثال فاعل؟!.

وأنشد أبو زيد:

آسانَ كل أفق مُشاجر

التنبيهات ص 193.

3 ما بين[ ]، سقط من الأسكوريال.

4 البيت في التهذيب 15/136، وأمالي القالي 2/176 ، والمقصور والممدود للفرَّاء ص 74، وشمس العلوم 1/ 260.

5 الجيم 7/307.

 

 

 

ص -351- والفَجَرُ مثلُه، والخِيرُ: الكَرم، والغَيداقُ: الكريمُ الجوادُ الواسعُ الخُلق الغزيرُ العطية، والسَّميْدَعُ: الكريم، والجَحْجَاحُ نحوُه، والشَّمائل واحدُها: شِمال، وقد تكونُ من الأخلاق، ومن خِلْقة الجسد، والبَارع: الذي فاق أصحابَه في السؤدد، وقد بَرَع1 بَرَاعةً، والخَارجيُّ: الذي يخرجُ ويشرُف بنفسه من غيرِ أنْ يكونَ له قديمٌ ، والأريحيُّ: الذي يرتاحُ للنَّدى، والكَوْثَر: السَّيد. قال لبيدُ2 بن ربيعة:

53-

 

وصاحبُ مَلْحوبٍ فُجِعنا بيومه وعندَ الرِّداعِ بيتُ آخرَ كَوْثـرِ

 

[والكوثر: الخيرُ الكثير، ومنه قوله جلَّ ذِكره: {إنا أعطيناك الكوثر}]3.

والحُلاحِلُ: السَّيد، والهُمام والقَمْقَام مثلُه، والمِدْرَهُ: رأسُ القوم والمُتكلِّم عنهم. الفرَّاء: الكَوْثر: الرجل الكثيرُ العطاءِ والخير. قال الكُميتُ4:

54-

 

وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مَرْوانَ طيِّبٌ وكانَ أبوكَ ابنُ العَقائِل كَوْثـرا

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 مُثلَّث الراء.

2 ديوانه ص 70، والرِّداع: موضع.

3 سورة الكوثر آية 1، وما بين [ ]، زيادة من التونسية.

4 البيت في التهذيب 10/178، والمجمل 3/778، والمخصص 3/3، وديوانه 1/209، والمنجد ص320.

 

 

 

ص -352- الباب 14

بابُ الأخلاقِ المَذْمومة والبُخْلِ

أبو زيدٍ: الشَّكِسُ والشَّرِسُ جميعاً: السيِّئ الخلُق، وقد شَرِس شَرَساً، والمِسِّيك: البخيل، وفيه مَسَاكةٌ ومَسَاك. الامويُّ: الشَّحْشَح: المُواظب على الشيء، المُمسك، البخيل. أبو عمروٍ: الآنِحُ على مثال فاعلٍ: الذي إذا سُئِل الشيءَ تنحنح، وذلك من البُخل. يُقال منه: أنح يَأنِح. الكسائيُّ: رجل أبَلُّ، وامرأةٌ بلاَّء، وهو الذي لا يُدركُ ما عندَهُ من اللؤم.

أبو عبيدَة: المِشْنَاءُ على مثالِ مِفْعال1: الذي يُبغضه النَّاس. الكسائيُّ: الفُرُج الذي لا يكتم السر، والفِرْج مثلُه، والفَرِج: الذي لا يزال ينكشفُ فَرْجه.

أبو عمرو: الهَبَنْقَعُ: الذي يجلسُ على أطرافِ أصابعه يسألُ النَاس. غيره: اللَّحِزُ: الضَّيق البخيل، والعَقِصُ مثلُه، والحَصِر2: المُمسك،

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 [استدراك] قال علي بن حمزة في التنبيهات ص 196: وهذا غلط، وإنما هو مَشْنوث إذا كان مُبغَّضاً وإن كان جميلاً، فإنْ كان قبيح المنظر فهو مشنَأ، بوزن مَشْنَع، وإن كان محبَّبا وقال يعقوب رضي الله عنه: رجل مشنأ وقوم مَشْنأ لا يثنَّى ولا يجمع، ولوترك أبو عبيدٍ التمثيل لكان خيراً له لأنَّه كان يُحال بكثيرٍ من أغلاطه على الرواة عنه، ولكنه يأبى إلا التقييد بالأمثلة ليقضيَ الله أمرا كان مفعولاً. ا. هـ.

وانظر اللسان: شنأ.

2 في المطبوعة: الحصير، وهو تصحيف.

 

 

 

ص -353- والقَاذُورةُ: الفاحشُ السيئ الخُلُق1، واليَلَنْدَد مثلُه. أبو عمروٍ: السِّبُّ: الكثيرُ السِّباب. الفرَّاء: رجل شَكِسٌ عَكِص. عن أبي عمروٍ: الزُّمَّح: اللَّئيم، والثِّرْطِئَةُ: الرَّجل الثَّقيل، والرَّديغ: الأحمقُ الضعيف. الفرَّاء: والعُنْظُوان: الفاحش من الرِّجال، والمرأةُ عُنْظُوانة، والفَلْحس: الرَّجل الحريص. ويقالُ للكلبِ: فلحسٌ ، والفَلْحس أيضاً: المرأة الرَّسْحاء2 [والرَّصعاء]3. عن أبي عمرو: امرأةٌ حِلِّزةٌ ، أيْ: بخيلة، ورجلٌ حِلِّزٌ : بخيلٌ .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زاد في المطبوعة: قال متمم اليربوعي:

 

وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشاً على الكأس ذا قاذورة متزبِّعا

 

2 أي: الصغيرة العَجُز.

3 الرصعاء: المرأةُ لا أسكتين لها، أو لا عَجِيْزة.

 

 

 

ص -354- الباب 15

بابُ الشِّدَّةِ في القُوَّةِ والخَلْقِ

أبو عبيدةَ: الخُبَعْثِنَةُ من الرِّجال: الشَّديد، وبه شُبِّه1 الأسد. الأصمعيُّ: الخُبَعْثِنَةُ من الرّجال: الشَّديد الخَلْقِ العظيم. الأمويُّ: المُكْلَنْدِدُ مثلُه. الأصمعي: العَشَنْزَر والعَشَوْزَن جميعاً مثلُه، وكذلك الصُّمُل والأنثى: صُملَّة ومثلُه: العُصْلُبي2، وأنشدنا:

55-

 

قد حشَّـها اللَّـيلُ بعُصْـلُبيِّ مُهـاجـرٍ لـيسَ بأعـرابيِّ3

 

والمُقْعَنْسِسُ: الشَّديد. غيرُ5: ا لمُشَارِزُ: الشَّديدِ. الأصمعيُّ: رجُل: مُنَجذ ومنَجِّذ، بكسر الجيم وهو المُجرب والمجرب، يُقال أيضاً: وهو الذي جرب الأشياء وعرفها، والمُجرَّب: الذي قد جُرِّبَ في الأمور، وعُرِفَ ما عنده، وأنشدنا لسُحيم بن وَثِيل4:

56-

 

أخو خمسينَ مُجْتَمِعٌ أشُـدِّي ونجَّذنـي مُـداوَرةُ الشُّـؤونِ

 

أبو عمرو: القِذَمُّ: الشَّديد، والقِذمُّ السَّريع، يُقال: انقذمَ: إِذا أسرع.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في المحمودية: وبه سمِّي.

2 بضم العين واللام وفتحهما .

3الرجز في التهذيب 3/ 335، واللسان: عصلب، والجيم 2/ 332. وهو لعبد الله ابن الزبير، كما ذكره البكري في فصل المقال ص 405، وانظر شرح الحماسة 4/ 45 وتهذيب الألفاظ ص 130.

4 شاعر مخضرم عاش في الجاهلية والإسلام. والبيت في الأصمعيات ص 19.

 

 

 

ص -355- غيرُ5: الأحمسُ والحَمِسُ: الشَديد، والتَّميمُ: الشَّديد، قال امرؤُ القيس1:

57- وَصُلبٌ تميم يَبهرُ اللِّبْدَ جَوْزُه

والعَرارةُ: الشدََّةُ: وأنشد للأخطلِ2:

58-

 

إنَّ العَرارةَ والنُّبوحَ لِـدَارمٍ والمُستخِفُّ أخـوهم الأثقـالا

 

الأصمعيُّ: الصَّمَحْمَح والدَّمَكْمَكُ: الشَّديد. الأمويًّ: العَمَرَّسُ: القويُّ الشَّديد. عن أبي عمرو: الزِّبِرُّ: الشَّديد، وأنشدنا للمرَّار الفقعسي3:

59-

 

إني إذا طَرْفُ الجَبانِ احمرَّا وكانَ خيرُ الخَصلتينِ الشَرا

 

 

 

أكونُ ثَم أسدا زِبِرَّا

 

والعَمَلَّسُ: القويُّ على السَّفر السريع، والعَموسُ: الذي يتعسَّفُ الأشياء كالجاهل، ومنه قيل: فلانٌ يتعامسُ، أيْ: يتغافل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 شطرُ بيت وعجزه:

[ إذا ما تمطَّى في الحزام تبطَّرا]

وليس في ديوانه طبع دار الكتب العلمية، ونسبه صاحب التنبيهات ص 194 إلى ابنِ مقبلٍ، وليس في ديوانه، والشطر في التهذيب 14/ 261، وهو في ديوان امرئ القيس طبع مصر ص 268.

2 ديوانه ص 250.

3 المرار بن سعيد الفقعسي، شاعر إسلامي أدرك الدولتين الأموية والعباسية، وكان مفرط القصر. انظر أخباره في الأغاني 9/ 151.

والرَّجز في الجمهرة 3/ 450، ونسبه للأغلب العجلي، وسمط اللآلئ ا/577 والشطر الأخير في العين 7/363، والتهذيب 13/198.

 

 

 

ص -356- الباب 16

بابُ الشَّجاعةِ وشدَّةِ البأسِ

الأصمعيُّ: النَّهيكُ من الرِّجال: الشُّجاع، وقد نَهُكَ نَهاكةً، ومن الإِبل: القويُّ الشَّديد. الفرَّاء: الذَمِرُ: الشُّجاع أيضاً، من قومٍ أذْمار. الأصمعيُّ: الغَشَمْشَم: الذي يركبُ رأسَه لا يثنيه شيءٌ عمَّا يُريدُ ويهوى، والصِّهْمِيمُ نحوُه، والمَزِيرُ: الشًديد القلب، والحميزُ مثلُه وهو الذكيُ الفؤاد1، والرَّابط الجاش: الذي يربطُ نفسَه عن الفِرار، يكفُّها لِجُرْأتِه وشجاعته، والغلثُ: الشَّديد القتال، اللَّزُومُ لمَنْ طالب. أبو زيدٍ: رجلٌ ثَبْتُ الغَدَرِ2: إذا كان ثَبْتاً في قتالٍ أو كلامِ. غيرُه: الباسل: الشُّجاع، وقد بَسُلَ بَسَالة، والمشَيَّع مثلُه، والحَلْبَس:َ الشُّجاع، وُيقال: اللازم للشيء لا يُفارقه، والحُلابِسُ مثله، وقال الكُميتُ يصفُ الكلابَ والثَّور3:

60-

 

فلما دنَتْ للكاذَتَينِ وأحرجتْ به حَلْبَساً عندَ اللقاءِ حُلاِبسـا

 

الكسائيُّ: الصِّفَةُ: الشُّجاع، وجمعُه: صِمَم. أبو عمروٍ: رجل مِخَشٌّ ومِخْشف، وهما الجريئان على اللَّيل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 وبعده في المطبوعة: والمزير: العاقل المتصرف في الأمور. وليست في أصولي.

2 مجمع الأمثال 1/ 154.

3 البيت في التهذيب 5/ 322، والمخصص 3/ 58، وديوانه 1/ 423. والمجمل 1/ 267.

وفي التركية حاشية: الكاذتان: اللحمتان النًائتانِ في أعالي الفخذين، وأحرجت: ضيقت عليه.

 

 

 

ص -357- الباب 17

بابُ ذَكاءِ القَلبِ وحدَّتِه

الأصمعيُّ: الشَهْم: الذَّكيُّ الفؤاد، والنَّزُّ: الذَّكيُّ كلُّه من حدَّة القلب، ومثلُه: الفؤاد الأصمَعُ، والرأْي الأصْمَع: الذَّكيُّ، والمَشْهُوم: الحديدُ الفؤاد، قال ذو الرُّمة1:

61-

 

طَاوي الحَشَا قصَّرَتْ عنه مُحرَّجةٌ مُستوفِضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهومُ

 

والرَّأيُ الأصمع: العازمُ الذكي، واللَّوْذَعيُّ: الحديدُ الفؤاد. الأمويُّ: الجَاهِضُ: الحديد النَّفس، وفيه جُهوضة وجَهاضة. غيرُه: النَّزُّ: الخفيفُ الذَّكيُّ. اليزيديُّ: المُشْبِي: الذي يُولد لَهُ ولدٌ ذكيٌّ ، وقد أشبى. [ الأصمعيُّ: المُتَبلْتِعُ: الذي يتظرَّف ويتكيَّس.

غيرُ5: الرَّبِذُ: السَّريع الخفيف واللَّوذعيُّ: الحديدُ الفؤاد الفصيح]2. الأصمعيُّ: والعَجْرَدُ: الخفيفُ السَّريع والمُقَزَّع مثلُه. قال ذو الرُّمة3:

62-

 

مُقَزَّعٌ أطلس الأطمارِ ليسَ لَـهُ إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدها نَشَـبُ

 

والضَّرْبُ: القليلُ اللَّحم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 663.

مُحرجة: في أعناقها الحرج، وهو الودع، مستوفض: مستفزع، مشهوم: مذ عور.

2 ما بين [ ]، سقط من الأسكوريال.

3 ديوانه ص 32.

الأطلس: الثوب الخَلق، والإضراء: الصيدُ بالكلب، والضَراء: الحرص على ا لصيد، والنشب: المال

 

 

 

ص -358- الباب 18

بابُ الجُبن وضَعفِ القَلب

الأصمعيُّ: الرَّجلُ المَنْفُوه هو الضعيفُ الفؤادِ الجَبان، والمَفْوود مثلُهُ، وكذلك الهَوْهاءََة ممدود، والمَنْخُوب والنَخِيبُ والمُنْتَخبُ، وكذلك المُسْتَوهِل والوَهِل، والجُبَّأُ مثال جُمَّع مهموزٌ مقصورٌ، وأنشدنا1:

63-

 

فَما أنا مِنْ رَيبِ المَنونِ بِجُبّـَأ وما أنا منْ سَيبِ الإِلـهِ بِيائس

 

الأمويُّ: في الجُبَّأ مثلَه. قال: وكذلك النَانأ تقديره: نعنع. والكَيْء على مثالِ شيء. أبو عمروٍ2: الوَجْبُ: الجَبان أيضاً. أبو زيدٍ3: الهِردبَّة: المُنتفِخُ الجوفِ الذي لا فُؤادَ له. الأصمعيُّ: البِرْشَاع مثلُه، والهَجْهَاجُ: النَّفُور. الكسائيُّ: المُسَبَّه: الذَّا هب العقل، والوَرَعُ: الجَبان4، وقد وَرُعَ ورُوعاً. أبو عمروٍ: العُوَّار: الجبَان. الأصمعي: رجال سُخَّل. ضُعفاء. [وتقدير الواحد ساخل]5. يُقالُ: سخَّلت النخلة: ضعفَ نواها وتمرها. [غيره: الهَيْدَب والعبامِ6: العيي الثقيل]7. غيرَه: والكَهْكَاهةُ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البيت لمفروق بن عمرو الشيباني. وهو في العين 6/191، والتهذيب 11/215، والمخصص 3/ 62، واللسان: جبأ.

2 لجيم3 /309.

3 النوادر ص 130.

4 ما اتفق لفظه لليزيدي ص 8.

5 زيادة من التونسية.

6 الجيم 2/345.

7 ما بين [ ] زيادة من الأسكوريال.

 

 

 

ص -359- المُتهيِّبُ. قال أبو العِيال الهُذليًّ1:

64-

 

ولا كَـهْـكَـاهةٌ بَـرَم إذا مـا اشـتـدَّتِ الحِقَـبُ

 

عن أبي عمرو: الكِفْل: الذي لا يثبتُ على الخيل والواحد: كِفْل، والجمعُ: أكفال، والزُّمَّحُ: الضعيفُ، والعَنيفُ: الذي ليس له رفقٌ بركوبها، والهَيَّبانُ: الجبَانُ الهَيُوب، والجِبْسُ: الجَبانُ الضعيفُ، والفِيلُ: الضعيفُ الرَّأي، وجمعه: أفيال، والزُّمَّل والزُّمَّال والزًّمَيْلَة: الضعيف، والضُّغْبُوس، الضَّعيفُ، والضَّغابيسُ: شِبهُ صغارِ القِثَّاء يُؤكل، شُبِّه الرَّجل الضعيف بها.

وجاء في الحديثِ: [أُهدِيَ لرسول الله صلّى اللّه عليه وسلَّم ضَغابيس]2.

والخَائم: الجبَان، وقد خَام يخيمُ، والمِعْزَال: الضعيفُ، المِنْجَابُ: الضعيفُ، وجمعُه: مَناجِيب. قال عروةُ بن مرَّةَ الهُذَليُّ3:

65-

 

بَعثْتُه في سوادِ اللَّيلِ يرقُبـني إذ آثَرَ النّـَومَ والدِّفءَ المنَاجِـيبُ

 

والرِّعْدِيدُ: الجَبان. الفرَّاء: رجل غُمْرٌ وغَمَرٌ على فَعَل، من قومٍ أغمار، وهم الضعفاء الذين لا تجربةَ لهم بالحرب ولا بالأُمور، كقولهم: البُخْل والبَخَل. أبو زيدٍ: الوابطُ4: الضعيف. وقد وَبَطَ يَبِطُ وَبْطاً وَوُبُوطاً، وَوَبِطَ يَوْبَط وَبَطاً، وهم الضعفاء.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 شرح أشعار الهذليين 1/0424 البَرم: الذي لا يخرج مع القوم في الميسر.

2 شطر حديث أخرجه أحمد في المسند 3/ 414، والترمذي في الاستئذان، وقال: حسن غريب. عارضة الأحوذي 10/ 179. وأخرجه الحربي في غريب الحديث 1/207.

3 وهم أبو عبيد في نسبة البيت لعروة، وتابعه على ذلك الأزهري في التهذيب 11 /125، وابن منظور [استدراك] في اللسان: نجب، إذ ليس لعروة الهذلي قصيدة بائية. ويروى: [ المناخيب] بالخاء، والبيت لأبي خراش الهذلي في شرح أشعار الهذليين3/ 1233 من قصيدة مطلعها:

 

لستُ لِمُرةَ إن لم أوفِ مرتبة يبدو ليَ الحرثُ منها والمقاضيبُ

 

ونسبه له أيضاً صاحب اللسان في: نخب، وصاحب التاج 4/429، مادة نخب.

4 النوادر ص 173 وفيه: المُعيي.

 

 

 

ص -360- الباب 19

بابُ ضَعْفِ العَقلِ والرَّأيِ الأحمق

الأصمعيُّ: الهِلْبَاجةُ1: الأحمقُ المَائقُ، والمَسْلُوس2: الذاهبُ العقل. أبو زيدٍ: والمَأفوك والمأفونُ جميعاً: الذي لا زَوْرَ3 له ولا صَيُّور، أيْ: رأيٌ يُرجع إليه. الأصمعيُّ: الوَغْب: الضعيف، ومثلُه: الوَغْد، وأنشدنا4:

66-

 

ولا ببِرشَاعِ الوخامِ وَغْبِ والبِرشَاعُ: الأهوجُ المُنتفخ

 

 

قال: والغُسُّ: الضعيفُ اللئيم. أبوزيدٍ 5 مثلَه وأنشدنا لزهير بنِ مسعودٍ6:

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 سُئل بعضُ العرب عن الهِلْبَاجة فتَردد في صدره من خُبثِ الهلباجة ما لم يستطعْ أن يُخرجه، فقال: الهِلْباجة: الأحمق المائق، القليلِ العقلِ الخبيث، الذي لا خير فيه ولا عمل عنه وبَلى، سيعملُ وعمله ضعيف، وضرَسه أشدُّ من عمله، ولا يُحاضَرُ به القوم. وبَلَى: سيحضر ولا يتكلََّم. قال الأصمعي: فلما رآني لم أقنع قال: احمل عليه ما شئتَ من الخبث. المخصص 3/44.

2 ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 3، وفيه: ولا يقال مسلوس إلا مع العقل.

3 قال عليُّ بن حمزة البصري: الزَّور: الصدر، ولكل أحمق وعاقل زور، وإنما قال أبو زيدٍ : الذي لا زَبْرَ له، أي: ليس له عقل يرجعُ إليه، ولا ما يعتمد عليه، والأصلُ في هذا زَبْر البئر، وهو طيُّها بالحجارة. التنبيهات ص 195، واللسان: زبر.

4 الرجز لرؤبة في ديوان ص 16.

5 النوادر ص 70.

6زهير بن مسعود الضَّبي، أحد الشعراء المُقلّين، ذكره أبو تمام في الوحشيات ص 87. والبيت في النوادر ص 70، والتهذيب 16/ 44، والمجمل 3/ 682. وشرح الحماسة 2/ 40.

 

 

 

ص -361- 67-

 

فلم أرقِهِ إِنْ ينجُ منها، وإِنْ يمتْ فطعنة لا غـسٍّ ولا بمُـغَمّـِرِ

 

وقال1: الألْفَتُ في كلامِ قيسٍ: الأحمقُ، والألْفَتُ في كلام تميمٍ: الأعسر.

وقال الأمويُّ: الأعْفك: الأحمق، والرطيءُ [على فَعيلٍ] مثلُه، [وقد استرطأتُ فلاناً، أيْ: استحمقْتُه]2. الفرَّاء: العَباماءُ: الأحمق، والهَوْهَاءَة 3، والبَاحِر، والهِجْرَع، والقِصْل، والمِجْع كلُّه مثلُه، والمرأةُ: قِصْلَة ومِجْعَه، ومثلُه: الفَدْم والهِلْبَوث، والعَفَنْجَجُ والفَدِر، فإنْ كانَ مع هذا كثيرَ اللَّحم ثقيلاً، قيل: ضِفَنٌّ مِلْدَمٌ خجَأة ضَفَنْدَد ضوْكَعة، وَأنٌ، ساكنُ الهمزة، والجَخَابَةُ 4 واليَهْفُوف: الأحمق، والدِّفْنَاس نحوهُ. الأحمرُ: الهَفَات اللَّفَاتُ: الأحمق. عن الأصمعيِّ: الهِبِلُّ: الثَّقيل، والألفُّ: العييّ، والهَبِيتُ: الذَّاهبُ العقلِ. قال طَرَفة بنُ العبدِ5:

68-

 

فالهَـبـِيـتُ لا فـؤادَ لـه والثّـَبِـيتُ ثـَبْـتُه فَـهَمُـه

 

غيرُه: الهَيْدَبُ والعَبَام: العييّ الثقيل. الفرَّاء: رجل فَقَاقَه 6 أحمق، ورجل فَقْفَاق: مُخلِّط.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 170.

2 زيادة من التونسية.

3 انظر تهذيب اللغة 6/ 492، واللسان: هوا.

4 بتشديد الخاء وتخفيفها.

5ديوانه ص 86، والمخصص 3/ 44.

6في المطبوعة: قفقـافة، بتقديم القاف على الفـاء، وهو تصحيف، والصحيح فَقْـفَافة، بتقـديم [ استدراك] الفاء على القاف. وانظر القاموس.

 

 

 

ص -362- الباب 20

بابُ الضعيفِ البَدن

الأصمعي: الهَدُّ 1 من الرجال: الضعيف. الأمويُّ: الطَّفَنْشَأ مهموزٌ مقصور والزِّنْجِيل مثلُه. قال أبو عبيدٍ: قال الأمويُّ: الزَنجيل بالنُون، فسألْتُ عنها الفرَّاء فقال: الزِّئجيل بالياء مهموز، وهو عندي على ما قال الفرَّاء

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 حاشية من الظاهرية: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن أبي نصرٍ عن الأصمعي قال: الهدُّ، بالفتح: [استدراك]الضعيف الجبان. قال ثعلب: فسألت ابن الأعرابيَّ فقال: أخطأ الأصمعي، إنَما الهدُّ العاقل الشجاع الكريم، بالفتح. فأمّا الضعيف الأحمقُ الجبان فهو الهِدُّ بالكسر. قال: وأنشدنا في المدح:

 

ولي صاحب في الغار هَدَّك صاحباً هو الجـونُ إلا أنَه لا يُعلَّلُ

 

قال ابن الأعرابي: ومنِ الكِبْر المحمود أنّ امرأةً سألت عن رجل؟ فقال لها: أنا هو، وهَدَّك أنا، أي: ما أجلَني وأنبلني.

قال: وأنشدنا في الذم:

 

ليسوا بِهِذَين في الحروب إذا تقـعد فوق الخراقف الـنطق

 

قال: وقال ابن الأعرابيّ: ألا يعلم الجاهل أنْ الهَدَّ مدح، والهِدَّ ذم؟! تمََّت.

قلت: وكذا قال ابن فارس في المجمل 4/890.

 

 

 

ص -363- 1بالياء. قال: وكذلك: الزُّؤاجِل . الأحمرُ: الصَّديغُ: الضعيف. يُقال: ما يَصدَغ نملةً من ضَعفِه، أيْ: ما يقتُل. الأصمعيُّ: الضَّريكُ: الضرير، [والزُّميل: الضعيف]2. غيره: المِنْخَابُ الضعيفُ، وجمعُه مناخيب. قال عروةُ بنُ مرةَ أخو أبي خِراش3:

69- إِذْ آثَرَ النَّومَ والدِّفءَ المنَاخِيبُ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 قال علي بن حمزة في التنبيهات ص 195: وليس كذلك، القولُ قول الأموي وهو الأشـهر، وإنْ [استدراك]كان الذي رواه عن الفراء صحيحاً عنه، وأهلُ الضبط من الرواة على رواية قول الفقعسي:

لما رأتْ بُعَيْلَها زِنجيلا

بالنون، وهكذا يرويه أبو عمرو وغيره، زعم الفراء أن أبا محمدٍ أنشده إيَّاه بالياء مهموزاً، وردََّ ذلك عليه.

2 زيادة من التونسية والتركية.

3 البيت تقدَّم قريباً وذُكِرت نِسبته ص 119، وروايته هناك: المناجيب، بالجيم.

 

 

 

ص -364- الباب 21

بابُ المجنون

الكسائيُّ: رجلٌ مَلْمُوم ومَمْسُوسٌ: به لَمَمٌ ومَسٌّ، وهو من الجنون. الأحمرُ: رجُل مَأْلُوق، ومُئوْلَق مثال مُعَوْلق من الأولق، والعَلِةُ: الذي يتردَّد مُتحيِّراً، والمُتبلِّدُ مثلُه. قال لبيدُ بنُ ربيعةَ1:

70-

 

عَلِهَتْ تبلَّدُ في نِـهاءِ صوائـق سبعاً تُـؤاماً كَامـِلاً أيامُـها

 

والأفْكَلُ: الرِّعْدَةُ، والطَّيفُ: الجنون. قال أبو العيال الهذَليُّ2:

71- فإذا بها وأبيكَ طيفُ جُنونِ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 173، وشرح المعلقات للنحاس 1/154.

عَلِهت: جزعت، النَّهاء: جمع نَهْي، وهو مجتمع الماء، وصوائق: اسم موضع .

2 عجز بيت، وصدره:

[ومَنحَتْني فرضيتَ حينَ مَنْحَتن]

انظر شرح أشعار الهذليين 1/415.

 

 

 

ص -365- الباب 22

بابُ الشَّرهِ وَدُخولِ الإنسانِ فيما لا يَعْنيه

أبو عبيدةَ: رجلٌ مِعَنٌّ مِتْيَحٌ: وهو الذي يعرضُ في كل شيء، ويدخلُ فيما لا يعنيه. قال: وهو تفسير قولهم بالفارسية: اندرَوبَست، واللَّعْمَظ: الشَّهوانُ الحريص، من قومٍ لَعَامظة1. أبو زيدٍ: هو اللَّعْمَظ واللُّعْمُوظ، يُقالُ: رجل لُعْموظ، وامرأة لُعْمُوظَة، وجمعه: لعَامِظَة. الفرَّاء: هو اللَّعْمَظ أيضاً. الفرَّاء: رجلٌ لَعْوٌ ولَعَاً منقوصٌ مثلُ اللَّعمظ، وهو الشَّرِهُ الحريص.

الأموي: الأرْشَم الذي يَتشمَّمُ الطعام ويحرصُ عليه، وأنشدنا لجريرَِ بن الخَطَفى2:

72-

 

لَقىً حملَتـْهُ أمُّه وهي ضَيفـةٌ فجاءَتْ بِيَتْنٍ للضِّيافـةِ أرشمـا

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 3/201.

2 قال علي بن حمـزة: وإنما هذا البيت للبعيث يهـجو به جـريراً والرواية: [فجاءت بنزٍ للنُّزالة]. [ استدراك] ا. هـ. وكذا قال الربعي في نظام الغريب ص 247.

قلت: وتابع الأزهري أبا عبيدٍ في وهمه، فنسب هذا البيت لجرير أيضاً.

انظر التنبيهات ص 196، وتهذيب اللغة 11/362، والنقائض 1/44، واللسان: رشم، وديوان الأدب 2/ 268.

واليَتنُ: الفصيلُ الذي يخرج عند الولادة رجلاه فبل رأسه. والنَزُ: الخفيف، والنُّزالة: النطفة.

 

 

 

ص -366- الباب 23

بابُ الشِّرِّير المُسارعِ إلى ما لا ينبغي

الأصمعيُّ: العِفْرِيَةُ النِّفْرِيَةُ: الرَّجلُ الخبيثُ المُنكر، ومثلُه: العِفْر، والمرأةُ: عِفْرَة، والماسُ لا يهمز، مثالُ مال1: الذي لا يلتفتُ إلى موعظةِ أحدٍ، ولا يقبلُ قولَه2. يُقال: رجلٌ ماس، خفيفٌ، على مثالِ: مال، وما أمساه! [وما أموسه، لأنك تقول: ما أمْوَله]3. قال الأصمعي: ويُقال: فلانٌ لا يَقْرَع، أيْ: لا يرتدع، فإذا كان يرتدع قيل: رجل قرِع. أبو عمرو: المُتَترِّعُ: الشِّرِير. يُقال: تَترَّع فلانٌ إلينا بالشر. الكسائي: هو تَرِع عَتِل، وقد تَرِعَ تَرَعاً، وعَتِلَ عَتَلاً، إذا كان سريعاً إلى الشَرِّ. الأمويُّ: رجلٌ خِنذِيان: كثيرُ الشَّر. أبو زيدٍ: العِتْرِيفُ: الخبيثُ الفاجر الذي لا يبالي ما صنع، وجمعُه: عتَارِيف. الأصمعيُّ: الدَّحِلُ والدَّحِن: الخبُّ الخبيث. الأمويُّ: الدَّحِلُ: الخدَّاع للناس. الفرَّاء: وإذا كان الرجل صريعاً خبيثاً قيل: هو عِرْنَة لا يُطاق4.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 [ استدراك]، قال صاحب التنبيهات: والوجهُ: رجل ماس، مثال: غازٍ وقاض.

2 حاشية من الترِكية ورقة 18 ب: في رواية السُّكري عن أبي حاتم: رجل ماس: يمشى بَينَ الناس بالنَميمة والإفساد. ويُقال: مسى بينهم يمسي.

3 زيادة من التونسية.

4 [ استدراك] قال صاحب التنبيهات: وليس الأمر كذلك، إنَّما العرنة الجافي، والعِرنةُ يُذمُ به، حكاه مدح، وقد قال الشّاعر:

 

ولست بِعرنةٍ عركٍ، سلاحي عصا مثقوبة تَقِصُّ الحمارا ا. هـ.

 

 

 

 

 

 

لكن نقل صاحب اللسان عن ابن بري قال: العِرْنة الصريع، وهو مما يمدح به، وقد تكونُ العِرنة مما يذمُ به، وهو الجافي الكَزُ.

انظر التنبيهات ص 197، واللسان: عرن.

 

 

 

ص -367- قال أبو زيدٍ : رجل نِئْطل 1 وعُضْلَة، وهو الدَّاهي من الرجال.

الأصمعيُّ: المُغَذْمِر الذي يركبُ الأمور، فيأخذ من هذا، ويعطي هذا، ويدعُ لذا من حقه، ويكونُ هذا في الكلام أيضاً إذا كان يُخلِّط في كلامه، يُقال: إنَّه لذو غذامير2. غيرُه: السَّرِفُ: الجاهل. قال طَرفةً بنُ العبدِ3:

73-

 

إنَّ امرأً سرِفَ الفـؤاد يـرى عَسلاً بماءِ سَحـابـةٍ شتمـي

 

 

والسّادر: الذي لا يهتمُّ لشيءٍ ، ولا يبالي ما صنع. الأصمعيُّ: المُتَزبِّع: الذي يُؤذي النَّاس ويشارُّهم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 حاشية من التركية ورقة 18 ب: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابيّ: النِّئطِل بالهمز والكسر: الدَّاهية، والنَّيْطَل بالفتح بلا همزٍ : الدَّلو الكبيرة.

2 زاد في المطبوعة: قال لبيد بن ربيعة العامريّ:

 

ومُقسّم يعطي العشيرة حقَّها ومُغذمر لحقوقها هضَّامها

 

وليس هو في الأصول التي عندي.

3 ديوانه ص 87.

 

 

 

ص -368- الباب 24

بابُ الخَسيسِ الحقيرِ من الرِّجالِ والدَّعيِّ

الأصمعيُّ: القَمَلِيُّ من الرِّجال: الحقير الصغير الشأن الفرَّاء: الضُّؤزَة 1 من الرجال مثلُه.

الأصمعيُّ: السِّفْسِيرُ: الفَيْجُ 2 والتَّابع، ونحوُه، والعُضْرُوط والعَضاريط مثلُ ذلك3.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 حاشية من التركية ورقة 19 أ: قال لي أبو يعقوب: قال لنا المهلبيُّ: إنما قال الفرَّاء: الضُّؤزة بالزاي من الرجال: الصغير الشَّأن الحقير. قال الفراء: وقال العامريُّ: تراني ضوزة، وترك الهمز. أي: ضعيفاً لا أدفع عن نفسي.

قال: هكذا قال لنا الضُؤَزة بفتح الهمزة، وإنما قال الفرَّاء: الضُّؤْزة، بإسكان الهمز. ا. هـ.

وقال الأزهري في التهذيب12 /58: وأقرأنيه الإياديُ عن شَمِر بالراء، وأقرأنيه المنذريُّ روايةً عن أبي الهيثم: الضّؤْزَة، بالزاي مهموزاً، وقال لي: كذلك ضبطته عنه. قلت: وكلاهما صحيح. ا. هـ.

[استدراك]أقول: وفي المخصص: الصورة بالصاد، وهو تصحيف. المخصص 3/92.وكذا في المطبوعة 1/ 343.

2 الفَيْج: رسول السلطان.

3 زاد في المطبوعة: وقال السُّمهَّى: فرشوةٌ مثلما تُرشى السفاسيرُ. ولم يعرفه المحقق.

قلت: والصحيح أنّه السُّميهى، وهو عمرو بن ربيعة بن نصر، ابنُ أخت جذيمة الأبرش طلب بثأر [استدراك]خاله، وانظر خبره في شرح المقصورة لابن خالويه ص 204، لكن العجز ليس له إنما هو لعبد الله بن الزبعرى وصدره: [ ألهى قصياً عن المجد الأساطير]، انظر طبقات فحول الشعراء 1/235، والروض الأنف 1/94.

 

 

 

ص -369- أبو عمروٍ : المُخَسَّلُ: المرذُول، والحَبْحَابُ: الصغير، والفزَلَّجُ: المُلصَق بالقوم.

الكسائيُّ: رجلٌ رَاثِع: الذي يرضى من العطية بالطفيف، وُيخادن أخدان السوء. يُقال منه: رَثِعَ رثَعاً. غيرُه: المُسْنَد: الدَّعيّ، وقال أبو عمرو: الأزْيَب مثلُه. قال الأعشى1:

74- وما كنت قُلاًّ قبلَ ذلك أزيبا

والزَّنيم مثلُه 2، والأكْشم3: الناقص في جسمه، وقد يكون في الحسَب. قال حسَّانُ بنُ ثابتٍ4:

75-

 

[غلامٌ أتاه اللؤمُ من نحو خاله]5 لـه جانب وَافٍ وآخرُ أكْشَمُ

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 عَجزُ بيت، وصدره:

[فأرضوه إنْ أعطوه مني ظُلامةً]

في ديوانه ص 8، والقلُّ: القليل، ويقال: هو قل بن قلٍّ : إذا كان صغير الشأن حقيرًا.

2 الجيم 2/82.

3 الجيم 3/172.

4 البيت في هجاء امرأةٍ له من أسلمَ، تزوجها فولدت له ولداً، فقال لها البيت، فأجابته:

 

غلام أتاهُ اللُّؤم من نحو عمَِّه ومن خيرِ أعراقِ ابن حسّانَ أسلمُ

 

انظر ديوانه ص 452.

5 ما بين [ ] زيادة من التونسية.

 

 

 

ص -370- الباب 25

بابُ خُشَارةِ النَّاس وسَفَلتهم

الأصمعيُّ: خَمَّان النَّاس: خُشَارتهم، والغَثْراء من النَاس: الغَوْغَاء. أبو زيدٍ: هم الكثير المختلطون1. قال: والرِّثة بالكسر هم الخُشارة والضُّعفاء من النَاس 2، وكذلك هو من المتاعِ الرديءُ، [غيره: الرثة بالفتح]3. والرَّجَاجُ: الضعفاء من النَاس والإبل 4، وأنشدنا:

76-

 

أقبلْنَ منْ نِيـرٍ ومن سُـواجِ بالقـَومِ قد مَلّـُوا من الإدْلاجِ

 

 

 

فهم رَجاج على رَجاج 5

 

 

أبو زيدٍ: الحَطيءُ من النَاس على مثالِ فعيلٍ: هم الرُّذال.

الأصمعيُّ: يُقال: بنو فلانٍ هَدَرَةٌ ، أيْ: ساقطون ليسوا بشيءٍ. أبو عمروٍ: المَخْسُول والمَفْسُول مثلُ المرذول، والوَشِيظ: الخسيس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 137.

2 النوادر ص 212.

3 زيادة من التونسية.

4 النوادر ص 137.

5 الرجز في الجمهرة 1/ 490، والمخصص 3/ 95، واللسان والصحاح: رج.

 

 

 

ص -371- الباب 26

بابُ الدَّاهي من الرِّجال

الفرَّاء: يُقال للرَّجل: إنَّه لَسِبْد أسْبَاد: إذا كان دَاهياً في اللُّصوصية. غيرُه: الطَّاط: الشَّديد الخصومة. الفرَّاء: رجلٌ ذِمْرٌ وذَمِر وذَمير وذِمِرٌّ، وهو المنكر الشَّديد، وأنشد1:

76-

 

فيـهـنَّ حمـراءُ إذا أضـرَّا تُجـشِّمهُـنَ عنـَقـاً ذمـرَّا

 

الأحمر: العِضَّ: الدَّاهي المُنكر من الرِّجال. قال القُطاميّ2:

77-

 

أحاديثَ من عادٍ وجُرهمَ جمَّةً يُنوِّرها العِضَّان زيـدٌ ودَغْفَـل

 

يريد: زيد بن الكيّس النَّسَّابة، وُيروى: [يثوّرها].

أبو عمروٍ: المُجَرَّذ والمُجرَّس والمُضَرَّس والمُقَتَّل بالتَّشديد كلُّه الذي قد جرَّب الأمور. وقال الأصمعيًّ: المُنجَّذ مثلُ المجرَّذ.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 لم أجده، والبيت زيادة من التونسية.

2 ديوانه ص 31، والتهذيب 1/ 74، والمخصص 3/ 21، والأمثال ص 1 0 1.

قال في التهذيب: أراد بالعِضين زيداً النمري، ودغفلاً النسابة، وكانا عالمي العرب بأنسابها وأيامها وحكمها.

قلت: دَغْفَل بن حنظلة السدوسي. قال ابن حجر: النَّسابة، مخضرم، ويقال: له صحبة، ولم يصح. غرق بفارس في قتال الخوارج سنة ستين. تقريب التهذيب ص 1 20. وفي المثل: أنسبُ من دغفل. مجمع الأمثال 2/346، وفيهما يقول الكميت:

 

فما ابن الكيس النمريّ فيكم ولا أنـتم هـناك بدغفليـنا

 

 

 

ص -372- الباب 27

بابُ نعوتِ ألوانِ مَشْيِ النَّاسِ واختلافها

الأصمعيُّ: الذَّأَََلان من المشي: الخفيف، ومنه سمَِّي الذَئبُ ذُؤَالة، وُيقال منه: ذَألتُ أذأل، والدألان بالدَّال: مشيُ الذي كأنَّه يبغي في مشيته من النَّشاط. يُقال: دَألْتُ أدأل، والنَّألان: الذي كأنّه ينهض برأسه إذا مشى يُحركه إلى فوق، مثلُ الذي يعدو وعليه حِمْلٌ ينهض به1، والإحْصَافُ: أنْ يعدوَ الرَّجل عَدْواً فيه تقاربٌ، أخْذُه من المُحْصَفِ، والإِحْصَاب2: أنْ يُثير الحصى في عَدْوه، والكَرْدحة والكَمْتَرة كلتاهما من عَدْوِ القصير المُتقارب الخُطا المجتهد في عَدْوِه 3، والهَوْذَلَة: أنْ يضطربَ في عَدْوه، ومنه قيل للسِّقاء إِذا لمخَّض: هو يَهوذِل هَوْذَلةً، والتَّرَهْوُك [مثال تفعلل]4: الذي كأنه يموج في مشيته، وقد تَرَهْوَك، والأوْن: الرُّويد من المشي والسير. يُقال: أُنْتُ، أَؤُونُ أوناً على مثال: قُلْتُ أقول قولاً. الأُمويُّ: الضَّكْضَكة: سُرعة المشي.

أبو عمرو: الدَّلْح: مَشْي الرجل بِحِمْلِه وقد أثقلَه. يقال: دَلَح يَدْلَح دَلْحاً و [دُلوحاً]، والقَطْوُ: تقاربُ الخَطْو من النَشاط. يُقال: قَطَا يَقْطُو، وهو رجلٌ قَطَوَان 5، والإرْزَاف: الإسراع. يقال: أرْزَف الرجل إِرْزَافاً، والقَبْضُ مثلُه. يُقال منه: رجلٌ قَبيض بيِّن القَباضَة.

الفرَّاء: البَحْظَلَة: أنْ يقفزَ الرَّجل قفزانَ اليربوعِ والفأرةِ. يُقال: بَحْظَل

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 [ استدراك] كذا في العين 8/135، لكن فيه التَّألان بالتاء، قال الأزهري: وهذا تصحيف فاضح.

2 في الأسكوريال: الإحصاف، وهو بمعناه.

3 زاد في المطبوعة: ومنه قـول الشاعر: يمـر مـرَّ الريـح لا يُكـردحُ. وليـس هو في أصولي،

[ استدراك] ولم يعرف المحقق نسبته، وهو لأبي بدر السلمي في تهذيب الألفاظ ص 296، والأفعال 2/ 195، والتهذيب 5/ 306.

4 من الأسكوريال.

5 قال شَمِر: هو عندي: قَطْوان، بسكون الطاء. التهديب 9/ 240.

 

 

 

ص -373- يُبَحْظِلُ بَحْظَلَةً. والأتَلان بالتَّاءِ: أنْ يُقارب خَطْوه في غضبٍ ، يُقال: قد أتَلَ يَأتِلُ 1، ومثلُه: أتَنَ يَأتِنُ، وأنشدنا2:

78-

 

أُرانـي لا آتيـكَ إِلا كأنَّمـا أَسأتُ وإلا أنتَ غضبانُ تأتِـلُ

 

والقَدَيَان والذَّميَان: الإِسراع. يُقال: قَدَى يَقْدِي، وذَمى يَذْمِي.

أبو زيد: الضَّيَطان والحَيَكَان: أنْ يُحرِّك منكبيه وجسده حينَ يمشي مع كثرةِ لحمٍ، والضَّفْرُ3 والافُور والأفْرُ: العَدْوُ. يقال: ضَفَر يَضْفِر، وأفَرَ يَأفِرُ. الأصمعيُّ: الحَتْكُ [والحَتَكُ]: أنْ يُقارب الخَطْو، وُيسرعَ رفعَ الرِّجْل ووضعها، والزَّوْزَاةُ: أن ينصِب ظهره ويسرعَ وُيقارب الخَطْو. يُقال: زَوْزى يُزَوْزِي [زَوْزَاة] [والتَّفَيُّدُ: التَّبختر، يُقال: تفيَّد، وهو رجل فَيّاد، 4، والحُصَاص: حِدَّة العَدْو، يُقال: مرَّ بنا وله حُصَاص. الفرَّاء: امْتَلّ يعدو، وأجلَى يعدو، وأضرَّ5 وانكَدَر وعَبَّد. كلُّ هذا: إذا أسرعَ بعضَ الإِسراع. [غيره: وأصرَّ أيضاً]6. غيرُه: انكدر وانْصَلَتَ وَانْسَدَر مثلُه. الكسائي: كَمِىءَ يَكْمَأُ كَمَأً: إذا حَفي وعليه نعل.

الأحمرُ: الوَقِع الذي يشتكي رجله من الحجارة7. وغيرُه: النَجَاشَة: سُرعة المشي. يُقال: مرَّ يَنْجُش نَجْشاً، [قال أبو عبيدٍ: لا أعرف النِّجاشة في المشي]8 والالتباطُ في العَدْو: السُّرعة، والضَّبْر: عَدْوٌ مع وثبٍ .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 49، والعين 8/ 135.

2 البيت لعُفير بن الممرس العُكلي، وهو في العين 8/ 135، ولم يعرف المحققـان نسبته، وفي [استدراك] التهذيب 14/ 322، وأمالي القالي 2/ 43، والمجمل 1/ 85. ونقعة الصديان ص 61.

3 قال عليُّ بن حمزة: إنَّما هو الضَّـبر، ضَـبَر يَضْـبُرُ ضَبْـراً، بالباء، وهو الوثـب وليس [ استـدراك] بالعَدْو، ولا تلتفتنَّ إلى قول يعقوب في الألفاظ، فإنما نقله عنه. التنبيهات ص 197.

4 زيادة من التونسية.

5 قال أبو هفَّان: صحَّـف أبو عبيدٍ في الغريـب المصنَّـف، فقال: وأضـر يعدو، وإنما هو: [ استـدراك] وأصرَّ يعدو، بالصاد. انظر شرح ما يقع فيه التصحيف ص 228، والتنبيهات ص 197.

6 زيادة من التونسية.

7 زاد في المطبوعة: قال الشاعر: كلَّ الحذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ.

8 زيادة من الأسكوريال، وهي غير موجودة في المطبوعة.

 

 

 

ص -374- الباب 28

بابٌ آخرُ من مَشْي الرِّجال

أبو زيدٍ: اذْلَوْلَيت اذْلِيلاءاً، وتَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً، وهما انطلاقٌ في استخفاء.

الأصمعيُّ: التَّفَيُّدُ: التَّبختر. يُقال: تفيَّدَ. وهو رجلٌ فيَّاد، والتَّبَهْنُس: التَّبختر أيضاً. غيرُه: التَّهادي: المشي الضعيف1. قال الأعشى2:

79-

 

إذا مـا تـأتَّى تريدُ القيـامَ تَهادى كما قد رأيتَ البهيـرا

 

والكَتْفُ: المشي الرُّويد، قال لبيد3:

80- قريحُ سلاحٍ يكتفُ المشي فَاترُ

وقولُه4: مشَتْ فكَتَفَتْ، أي: حرَّكت كتفيها، والهَمِيمُ: الدَّبيبُ، والهَدْجُ: المَشْي الرُّويد، وقد هَدَج يَهْدِجُ، وقد يكونُ سرعةً في المشي مع ضعف، والرَّسْفُ والمُطَابقة: المشيُ في القيد5، والذَلِيف: الرُّويد.

عن أبي

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ق قال عليُّ بن حمزة في التنبيهات ص 198: وإنَّما التهادي المشي بين الاثنين يعتمد الماشي بينهما عليهما.

2 ديوانه ص 85، والبهير: المنقطع النَّفس من التعب.

3 عجز بيتٍ في ديوانه ص 64، وصدره:

[فأفحمْتُه حتى استكانَ كأنَه]

وفي الديوان: سلالٍ بدل: سلاح.

4 هو قول ابن أقيصر الأسدي. اللسان: كتف.

5 زاد في المطبوعة: وقال الفرزدق

 

ومُكبَّلٍ ترك الحـديدُ بساقـِه أثـراً من الرَّسَفـان والأحـجال

 

 

 

ص -375- عمروٍ 1: عَشَزَ الرَّجل يَعْشِزُ عَشْزاً وَعَشَزاناً وهو مِشيةُ المقطوع الرِّجل، وقَزَل يَقْزِل مثلُه، وهو الأقْزل 2، والقَزَل: أسوأُ العرَج، والكَلَطة واللَّبَطة: عَدْوُ الأقزل، وُيقال: هو المُقعَد. غيرُه: والدَّهْمَجَة: مشيُ الكبير كأنَّه في قيدٍ 3.

والخَنْدَفَة والنَّعْثَلَة: أنْ يمشي مُفاجَّاً ويقلب قدميه، كأنَّه يغرِفُ بهما، وهو من التَبختر أيضاً، وُيقال: قد بدَحَتِ المرأة وتَبدَّحَت، وهو حُسْنُ مِشيتها،[ أبو عمرو]: أزَحَ يَأزِحُ أُزُوحاً: إذا تخلَّف، والقَمَيْثَل: القبيح المِشية، والعَميْثَل: الذي يُطيل ثيابه.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 لجيم 2/239.

2 قال في الجيم 3/113: وقال كعبٌ في الأقزل:

 

وحمش بصـير المُقلتين كأنه إذا ما مشى مُستكره الرِّجلِ أقزلُ

 

3 زاد في المطبوعة: ويقال: هو المُقعد.

 

 

 

ص -376- الباب 29

بابُ مَشْيِ الرََّجل حتى يذهبَ في الأرض

الكسائيُّ: مَطَر الرَّجل في الأرض مُطُوراً، وقَطَر قُطُوراً، وعَرَق عُرُوقاً. كلُّ هذا إذا ذهبَ في الأرض. الأصمعيُّ: خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفاً: إذا ذهبَ في الأرض. أبو عمرو مثلَه، وقال: يَخْشُف، والحَصْحَصَة: الذَهاب في الأرضِ. أبوِ زيدٍ: قَبَعَ في الأرض يَقْبَعُ قُبوعاً، وقَبَنَ يَقْبِن قُبوناً مثلُه. الأمويُّ: نَسَغ في الأرض، وحَدَسَ يَحْدِس، وعَدَسَ يَعْدِسُ مثلُه. الفرَّاء: مصَعَ في الأرض وامْتَصع مثلُه. قال: ومنه قيل: مَصَعَ لبنُ النَّاقة: إذا ذهَب. غيرُ هم: أفاجَ الرَّجل في الأرض إِفَاجةً: إذا ذهب.

الأصمعيُّ: كَشَحَ القومُ عن الماءِ: إذا ذهبوا عنه. الأمويُّ: اربَسَّ الرَّجل ارْبِسَاساً: ذهَب. أبو عمرو: أصْعَدَ فِي البلاد حيثما توجَّه. أبو زيدٍ مثلَه 1، أو نحوه. أبو عمرو: زَأزَأتُ فأنا مُزَئْزِءٌ ، أيْ: عدوت.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 200.

 

 

 

ص -377- الباب 30

بابُ السُّرعةِ والخفَّة في المَشْي وغيره

الأمويُّ: الوَشْوَاش من الرِّجال: الخفيف. الأصمعيُّ: الخَشُوفُ: السَّريع، واللَّعْوَس1: الخفيفُ في الأكلِ وغيرِه، ومنه قيل للذئب: لَعْوَس، والسَّمْسَام والسُّمْسُمانيُّ: الخفيفُ السريع.

أبو عمروٍ: القَبِيضُ2: السريع، والمُصْمَعِدُّ: الذَّاهب. غيرُه: الحَشْرُ: الخفيفُ الصغير، والصَّدَى: اللطيف الجسد، والخَاسِفُ3: المهزول، والزَّوْل 4؛ الخفي الظريف، وجمعه: أَزْوَال والمرأة: زَوْلة، والألمعي: الخفيف الظريف. قال أوسُ بنُ حَجرٍ5:

81-

 

الألمعيُّ الذي يظـنُّ لكَ الظـ ـنَّ كأن قد رأَى وقد سمعـَا

 

الفرَّاء: رجلٌ زَرِير، أي: خفيف6. عن الكسائيِّ: الكَفِيت والكَفْت، والكَمِيش والكَمْش كلُّه السَّريع.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في الأسكوريال: اللَّغْوَس، بالغين، وكلاهما صحيح.

2 في الجيم 3/116: القبيض: الخفيف.

3 في الأسكوريال: الخاشفة بالشين، وهما لغتان. العباب: خسف.

4 الجيم 2/67.

5 ديوانه ص 53.

6 حاشية من التركية ورقة 22 أ: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلبُ عن ابن الأعرابي قال: هو الزَّرير: وهو العاقل، وبه سمَِّي زرارة.

 

 

 

ص -378- الباب 31

بابُ الجَمالِ والقُبْحِ

قال أبو عبيد: القسامُ: الحُسن، والتَّطهِيم: الجمال، والوَسَامة والمِيْسَم: الحُسن، والوَضَاءَةُ مثلُه، والشَّعْشَاع: الحَسَن، ويقال للطويل 1، والفَدْغَم مثلُه مع عِظَم2. قال ذو الرُّمة3:

82-

 

إلى كلِّ مَشْبوحِ الذراعين تُتَّقى به الحربُ شَعشاعٍ وأبيضَ فَدْغَمِ

 

والأسْجَح: الحَسن المُعتدل، والمُخْتَلَقُ: التَّامُّ الخَلْق والجمال، ويُقال: عليه عُقبة 4 السَّرو والجمال: إذا كان عليه أثرُ ذلك، والشَتِيم: القبيحُ الوجه.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 2/145.

2 العين 4/466.

3 ديوانه ص 3 ا 7.

4 بكسر العين وضمها.

 

 

 

ص -379- الباب 32

بابُ قِسمةِ الرِّزقِ بينَ النَّاسِ

أبو زيد1: يقالُ: رجلٌ حَظِيظٌ جَديد: إذا كان ذا حظٍّ من الرِّزق. أبو عمروٍ: رجلٌ محظوظ ومجدود، وقال: يقال: فلانٌ أحظُّ من فُلانٍ وأجدُّ منه.

الفرَّاء: أحْظَيت فلاناً على فلان،من الحُظوة والتمضيل. أبو زيدٍ: حَظِظْتُ في الأمر أحظُّ حَظَّاً، وجمعُ الحَظّ: أحُظٌّ وحظُوظ وحظَاء، وليس هو على القياس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 98.

 

 

 

ص -380- الباب 33

بابُ الرَّجل الحَاذقِ بالشَّيءِ والرَّديءِ بالبَيعِ

الفرَّاء: إنَّه لَقِرْثَعةُ 1 مالٍ: إذا كان يَصلُح المال على يديه، وُيحسِنُ رِعْيتَه، وهي مثلُ قولهم: تِرْعِيَّةُ مالٍ.

أبو عمرو: إنَّه لصَدى إبل، أي: عالم بها وبمصلحتها2. غيرُه: الطَّبِنُ والطَّابِنُ: الحاذقُ الفَطِن. [غيرُه: النَّابل: الحاذق] 30 الفرَّاء: رجلٌ ذو كَسَرَاتٍ وهزَرَاتٍ ، وإنَّه لَمِهْزَر، وهذا كلُّه الذي يُغبَن في كلِّ شيءٍ ، وأنشدنا4:

83-

 

إِنْ لا تَدع هَزَراتٍ لسْتَ تاركَها تُخْلَعْ ثيابُك لا ضأنٌ ولا إبـل

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 بفتح القاف وكسرها. انظر التهذيب 3/ 286، والقاموس: قرثع.

2 العين 7/140.

3 زيادة من التركية والتونسية.

4 البيت في العين 4/ 13، والتهذيب 6/ 147، والمجمل 4/ 905، والمقاييس 6/ 53، والمحكم 4/ 161، وتهذيب الألفاظ ص 192.

 

 

 

ص -381- الباب 34

بابُ أسماءِ الجماعاتِ من النَّاسِ

أبو زيدٍ أو غيره: النَّفَرُ والرَّهْطُ: مادونَ العشرة من الرِّجال، والعُصْبَة: من العشرةِ إلى الأربعين، وقال أبو زيدٍ: والعِدْفَة: ما بينَ عشرة رجالٍ إلى الخمسين، وجمعُها: عِدَف، والزِّمْزِمَة من النَّاس: الخمسون ونحوها، والقَبِيلُ: الجماعةُ يكونون من الثلاثةِ فصاعداً من قَومٍ شتىَّ، وجمعُه: قُبُل، والقَبِيلةُ: بنو أبٍ واحدٍ .

الأصمعيُّ: الزِّمْزِمَة والصمْصِمَة: الجماعةُ من النَّاس، ومثلُها: الصُّبَّة، والثُّبَة، والهَيْضَلة، والأزْفَلَة، والزَرَافَة1. أبو عمروٍ: العَمَاعِم: الجماعاتُ، واحدُها: عَمٌّ ، والأكَارِيس: الأصْرام، واحدُ ها: كِرْس، وأكرَاس وأكاريس2.

الكسائيُّ: الجَفَّة والضَّفَة والقِمَّة: جماعةُ القوم كلُّها. أبو زيد3: في الجَفَّة مثلَه4. قال: وكذلك الغَيْثَرة والأفُرَّةُ5: المختلطون، والرِّكْسُ: الكثيرُ من النَّاس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زاد في المطبوعة: قال أبو عبيد: الزَّرافة: العشرة.

2 انظر تهذيب اللغة 10/ 52، والمخصص 3/ 121.

3 النوادر ص 220.

4 بفتح الجيم وضمها. القاموس.

5 النوادر ص 137.

 

 

 

ص -382- الأصمعيُّ: القَيْرَوان: الكثرةُ من النَّاس 1، ومعظَم الأمر. غيرُه: الكبَّة: جماعةُ النَّاس وقال أبو زُبيدٍ2:

84- وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعيرِ

يعني: الأسد، والوَعْوَاع: الصوت. [ أبو عبيدٍ: القيروان: الموكب الضخم.] 3.

[والقِبْص4: الجماعة الكثيرة] والزُجْلَة: الجماعة، والحَزِيقُ مثلُه، والنَّبُوح: الجماعة الكثيرة. قال الأخطل5:

85-

 

إنَّ العرارةَ والنُّبـوحَ لـدارمٍ والمُستخف أخوهـم الأثقـالا

 

والجِبِلُّ: النَّاس الكثير، والجُبُلُّ الجبْل، والعُبْر مثلُه، والعَدِيُّ: جماعةُ القوم، بلغةِ هُذيلٍ. قال مالكُ بنُ خالدٍ الخُناعي6 من بني خُناعةَ:

86-

 

لما رأيتُ عدِيَّ القومِ يسلبُهـم طَلْحُ الشَواجنِ والطَّرفاءُ والسَّلَمُ

 

يعني: أنَّه يتعلَّق بثيابهم [والغَزيّ: الغُزاة]7.

[عن أبي عمرو8: القَنِيف والقَنِيبُ جميعاً: جماعاتُ النَّاس،

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 قال ابن دريد: القيروان: الجماعة من الناس، فارسيُّ معرب.

الجمهرة 2/ 412، والتعريب والمعرَّب ص 134.

2 عجز بيت في ديوانه ص 625، وصدره:

[وصاحَ مَنْ صاحَ في الأجلاب وابتعثَت]

3 زيادة من المطبوعة.

4 بكسر القاف وفتحها.

5 ديوانه ص 250، وتقدَّم ص 110.

6 شرح أشعار الهذليين 1/ 460.

الشواجن: جمع شاجنة، وهي مسيلُ الماء إلى الوادي.

7 زيادة من المطبوعة.

8 الجيم 3/ 96.

 

 

 

ص -383- والقنيف: السَّحاب ذو الماء الكثير]1، والثُّبَة: الجماعة، وجمعُها: ثبات وثُبُون، والكَراكِر:الجماعاتُ.

[قال الفضل بن عباس اللهبي في الكراكر:

 

وأفأنا السبي من كل حيٍّ وأقمنا كراكراً وكروشا] 2

 

أبو عمرو: الجُفُّ: الكثيرُ من النَّاس، وهو قولُ النَّابغةِ3:

87- في جُفِّ تَغلبَ واردي الأمرارِ

ورواها أبو عبيدة: أفي جُفِّ ثَعلَبِ،. أراد: ثعلبةَ بنَ سعد.

والجُفُّ في غيرِ هذا: شيء يُنقر من جذوعِ النَّخل 4، والزُّمْرَة: الجماعة،، والخَشْخَاش: الكثير. قال الكُميت5

88-

 

في حَومةِ الفَيلقِ الجَأواءِإذْنزلَتْ قَيسٌ وهَيضلُها الخَشْخَاشُ إذ نزلوا

 

[هيضلها خفضٌ ورفعٌ جميعا] 6

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما بين [ ] ليس في التركية.

2 ما بين [ ]، زيادة من المطبوعة.

3 عجز بيت في ديوانه ص 76، وصدره:

[لا أعرفنَّك عارضاً لرماحِنا]

4 قال عليُّ بن حمزة: وليس كذلك، إنما الجُف وعاء الطلعة، وفي الحديث: "طُبَّ النبي صلَّى اللّه عليه [ استدراك] وسلَّم فَجُعِل سحره في جفِّ طلعة ذكر". التنبيهات ص 198، والجمهرة 1/53.

5 البيت في التهذيب 6/547، والمخصص 3/122، وفي نسخة: [قَسْر] بدل: [ قيس]. وهي رواية الديوان 2/ 22. والمعاني الكبير 2/ 964.

وفي التركية حاشية في ورقة 23 ب: الفيلق: الكتيبة، والجأواء: التي عليها جَؤْوَةُ الحديد، والجَؤْوة: لون بين السواد والكدرة، ويكون أيضا بين السواد والحمرة في الإبل. يقال: بعير أجْيَأ، وناقة جَأوَاء، والهَيْضل: الجماعات، واحدها: هيضلة. وقَسْر: قبيلة من اليمن. ا. هـ.

6 زيادة من المطبوعة.

 

 

 

ص -384- الباب 35

بابُ الفِرَقِ المختلفةِ من النَّاسِ ومَنْ يَطرأ عليك

أبو عمروٍ: الأكارِيسُ: الأصْرام من النَاس، واحدُها: كِرْس. أبو ز يدٍ: الشَّكَائِك: الفِرَق، واحدتُها: شَكِيكَة. الأصمعيُّ: الصَّتِيتُ: الفِرْقَةُ. يُقال: تركت بني فلانٍ صَتيتينِ، أيْ: فِرقتين. أبو زيدٍ مثلَهُ. الأصمعيُّ 1: يُقال: بها أوْزَاعٌ من النَّاس، وأوْبَاش من النَاس، وَأوْشَاب من الناس. وهم الضُّروب المُتَفرِّقون، والجُمَّاع مثلُه. قال أبو قيس بنُ الأسلتِ الأنصاريِّ السُّلمي2:

89-

 

ثـم تجلَّـت ولنـا غايـة]3 من بَينِ جمـع غـير جُمّـاع

 

والأشَايبُ: الأخْلاط، والواحد: أُشَابَة، [وهم الطَّارئة من النَّاس. قال النَّابغةُ 4:

90-

 

وَثقْت له بالنَّصرِ إذ قيلَ قد غزَتْ قبائلُ من غسَّانَ غيرُ أشايب] 5

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ما اختلفت ألفاظه ورقة 5.

2 البيت في المفضليات ص 285.

3 زيادة من التونسية.

4 ديوانه ص 10.

5 زيادة من التركية.

 

 

 

ص -385- الباب 36

بابُ غُمَارِ النَّاس ودَهْمائِهم

الكسائيُّ: دخلتُ في غُمَارِ النَاس، وغَمَارِ النَّاس، وخُمَار النَّاس وخَمار الناس، وغَمْرَة النَّاس، وخَمَر الناس، أيْ: في جماعتهم وكثرتهم، [وفي دهماء النَّاس أيضاً مثله] 10 الأصمعيُّ: دخلت في ضفَّة النَّاس مثله.

الأحمرُ: دخلنا في البَغْثَاء والبَرْشَاء، يعني: جماعة الناس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من الأسكوريال والتونسية.

قلت: وقال الفرَّاء: وغثراء الناس ودهماؤهم: جماعتهم. المقصور والممدود ص 94.

 

 

 

ص -386- الباب 37

بابُ جماعةِ أهلِ بَيتِ الرَّجلِ وقبيلته

أبو زيدٍ: يُقال: جاءَ فلانٌ في أُرْبيةٍ من قومِه، يعني: في أهلِ بيته وبني عمّه، وإلا تكونُ الأرْبيَّة مِنْ غيرِهم، والسَّامَّة: الخاصَّة.

قال ابنُ الكلبي 1 عن أبيه2: الشَعْب أكثرُ من القبيلة، ثُمَّ القَبيلةُ، ثُمَّ العَمارة، ثُمَّ البطن، ثمَّ الفخذ.3

غيرُه: أُسْرَة الرَّجل: رَهْطُه الأدْنَون، وفَصيلَتُه نحوُ ذلك، وكذلك عِتْرَتُه، والحيُّ يُقال في ذلك كلِّه، والعَشِيرةُ تكونُ للقبيلةِ ولمَنْ أقربُ إليه من العشيرة، ولمَنْ دونهم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 هو هشام بن محمد بن السائب، عالمٌ بالنسب وأخبار العرب وأيامها، توفي سنة 204 هـ.

2 محمد بن السائب توفي سنة 146 هـ. قال عنه الذهبي: شيعي متروك الحديث.

3 نقله الألوسي في روح المعاني 19/ 134، عن أبي عبيد.

 

 

 

ص -387- الباب 38

بابُ الجَماعةِ الطَّارئةِ من النَّاسِ

والنَّازلةِ على غيرِهم والعُرَفاء

قال أبو زيدٍ: يُقال: أتتنا قَادِيةٌ من النَّاس، وهم أوَّل مَنْ يطرأُ عليك، وقد قَدَتْ تَقْدِي قَدْياً، وأتتنا طُحْمَةٌ من النَّاس، وطَحْمَة، وهم أكثرُ من القادية، وكذلك: طَحمةُ السَّيل وطُحمته مثلُه. عن أبي عمرو 1: أتتنا قَاذيةٌ من النَّاس بالذَّال2، وهم القليلُ، وجمعُها: قواذٍ .

قال أبو عبيدٍ: والمحفوظ عندنا بالدَّال [غير معجمة]. أبو عمروٍ: الوَضِيمَةُ: القومُ ينزلون على القوم وهم قليلٌ، فَيُحسنون إليهم ويكرمونهم. أبو زيد: يُقال: عَرَفَ فلانٌ على قومِه يَعْرُف عليهم عِرافةً، من العريف، ونَقَبَ يَنْقُبُ نِقَابةً، من النَّقيب، ونَكَبَ عليهم يَنْكُب نِكَابَةً، وهو المَنْكِبُ. الفرَّاء: المَنْكِبُ: عَوْنُ العريف.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 3/125، وقال عليُ بن حمزة: والذَّال أعلى وأشهر. التنبيهات صلى الله عليه وسلم 199.

2 حاشية في التركية ورقة 24أ: قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب قال: سألتُ ابن الأعرابيَّ عنه، فقال: هذا تصحيف. القادية بالدَّال غير معجمة، وهم الجماعة الغرباء، فإذا كانوا جماعة يسألون فيهم الجدية . [استدراك]

 

 

 

ص -388- الباب 39

بابُ القَوم لا يُجيبون السُّلطان من عزّهَم وخاصةً الملك

أبو عمروٍ: القوم اللَّقاح: الذين لا يُعطون السُّلطان طاعةً، والدَّكَلَة: الذين لا يُجيبون السلطان [من عزّهم. يُقال: هم يتدكَّلُون على السلطان ] 1، وقال: زَافِرةُ القوم: أنصارهم.

الأصمعيُّ: النَّضَد: هم الأعمامُ والأخوال، الكسائيُّ: القَرابينُ: جلساءُ الملكِ وخاصَّتُه، واحدُهم: قَرْبان، ومثلُه: أحبَاء المَلك، والواحدُ: حَبَأٌ 2 مهموزٌ ومقصور.

والخُلَّة: الصَّداقة. الأصمعيُّ: يُقال للقوم: إذا كثروا وعَزُّوا: هم رأسٌ . وهو قول عمرو بن كُلثومِ 3:

91-

 

برأسٍ من بني جُشَمِ بنَِ بكـرٍ نـدق به السُّهولةَ والحُزونـا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ليس في الأسكوريال.

2 المقصور والممدود للفراء ص 51.

3 شرح المعلقات للنحاس 2/ 108، وشرح معلَّقة ابن كلثوم لابن كيسان ص 80.

 

 

 

ص -389- الباب 40

بابُ القَومِ يجتمعون على الرَّجل

الأمويُّ: يُقال: هم يَحْفِشُون عليك، ويَحْلِبُون، أيْ: يجتمعون عليك. غيرُه: يُحْلِبُون وُيجْلِبُون. أبو عمروٍ: تألَّبوا عليك: تجمَّعوا عليك، وهو قولُ خُبيبِ بن عديّ 1:

92-

 

لقد جمَّع الأحزاب حولي وألَّبوا قبائلَهم واستجمعوا كلَّ مَجْمعِ

 

أي: جمَّعوهم.

الفرَّاء: حشَكَ القوم، وتَحْتَرَشُوا، [واحترشوا]، أيْ: حشدوا.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 صحابي جليل قتله المشركون وأصحابَه يوم الرَّجيع، وكانوا صلبوه فقال الأبيات، ومنها:

 

إلى اللّهِ أشكو غربتي ثم كربتي وما أرصدَ الأحزاب لي عند مصرعي

 

وذلك في ذاتِ الإله وإنْ يشأ يـباركْ على أوصالِ شلـوٍ ممـزَّعِ

 

فواللّهِ ما أرجو إذا متُّ مسلماً على أيِّ جنب كان في اللّه مصرعـي

 

والقصة مع الأبيات في الروض الآنف 227/3، والبيت الشاهد في المخصص3/145. قال ابن هشام: وبعضُ أهل العلمِ بالشعر يُنكرها له.

 

 

 

ص -390- الباب 41

بابُ الشَّبابِ من النَّاس

أبو عمروٍ: الغَرَانِقةُ: الرِّجال الشَّباب. قال: وُيقال للشَّاب نفسِه: الغُرَانِق، برفع الغين، والعَبْعَب من الشباب: هو الشباب التام. أبو عبيدة: الغَيْسان: هو الشَّباب أيضاً.

الفرَّاء: فإذا امتلأ شباباً قيل: غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطيّاً. قال: وأنشدنا رجلٌ من بني قيس1:

93-

 

يحملْنَ سِرْباً غَطا فيه الشَّبابُ معاً وأخطأَتْهُ عيون الجنّ والحـسَدَه

 

أبو زيادٍ الكلابيُّ: المُسْبَكِّر: هو الشَّباب المعتدل التَّام، والمُطْرَهمُّ مثلُه عن أبي زياد وقال ابنُ أحمر 2:

94-

 

أُرجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصحَّـةً وكيفَ رجاءُ المرءِ ما ليسَ لاقيا

 

غيرُ ه: الشَّارخ: الشَّباب، والجمع: شَرْخ 3. وأنشد أبو عبيدة لحسٌان

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 [استدراك] البيت في التهذيب 8/ 166، والبارع ص 423، والمجمل 698، والمحكم 6/ 7 وفيه: والحسدُ. وهي الرواية الصحيحة، وهي رواية الأسكوريال.

2 ديوانه ص 169.

3 [استدراك] وهم أبو عبيد في هذا، فقد قال عنه ابن سيده: وقد أساء من وجهين: أحدهما: أنَّه ظنَّ الشَرخ في البيت جمعاً لشارخٍ الذي هو الصفة، وإنَّما الشَّرْخ في البيت تمام الشباب.

تقول: هذا شاب حسنُ الشباب، وهذا شابٌ، والجمع: شبَّان وشباب.

قال: وجمع شرخ: شروخ، والشارخ: الشاب. المخصص 1/38، والتنبيهات ص 199، والجمهرة 2/207. قلت: وقد تبعَ الأزهريُّ أبا عبيدٍ في وهمه هذا. انظر التهذيب 7/ 81.

 

 

 

ص -391- ابنِ ثابتٍ رحمه الله 1:

95-

 

إنَّ شَرْخ الشّبابِ والشعـرَ الأ سودِ ما لم يُعاصَ كانَ جُنونـا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 466، وأنشده أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/ 258.

 

 

 

ص -392- الباب 42

بابُ الأسنانِ وزيادةِ النّاس فيها

أبو زيدٍ: وذَّمْتَ على الخمسين، وذَرَّفت عليها، وأرميتَ عليها ورميت.

الكسائيُّ: أرميتُ عليها ورميت وأرْديت، كلُّ هذا إذا زاد عليها، قال: فإنْ كان دنا لها ولم يبلغْها قال: زَنَأتُ للخمسين، وحَبوْتُ لها. أبو زيدٍ 1: وُيقال: زَاهَمْتُها مُزَاهَمةً مثلُها. الفرَّاء: فإنْ أراد أنَّها دنَتْ منه قال: قُدِعت 2 لي الخمسون، وأنشد 3:

96-

 

ما يسألُ النَّاس عنْ سِنِّي، وقد قَدِعتْ لي أربعون، وطالَ الوِردُ والصَّدرُ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 136.

2 قال الجرمي: رواه ثعلب قُدعت عن ابن الأعرابيِّ، بضم القافِ، وقال أبو الطيب: الأكثر في الرواية: قَدِعَتْ. قال ابن الأعرابي: قُدِعت أربعون، أي: أُمضيتُ. ا للسان: قدع.

وفي التركية ورقة 25 ب حاشية: قال أبو العلاء المعري: الذي أعرف قَدِعت بفتح القاف. ا. هـ. قلت: وكذا في الجيم 3/89.

3 البيت للمرَّار الفقعسي، وهو في التهذيب 1/208، واللسان: قدع، والجيم 3/ 130 وفيه: قُدِعَت.

 

 

 

ص -393- الباب 43

بابُ كِبَرِ السِّنِّ والهَرَمِ

قال الأمويُّ: يُقال للشَّيخ: إذا ولَّى وكَبِر: عَتا يَعْتُو عُتيّاً، وعَسَا يَعْسُو عُسيّاً، مثله. وكذلك: تَسَعْسَع وانْثَمَّ 1 انثماماً، فإذا كبِر وهَرِم فهو الهِفَوْف. الأصمعيُ: ومثلُه: شيخ جِلْحَابَة وجِلْحَاب، وعَشَمَةٌ. أبو عبيدة: مثلَه قال: وكذلك عَشَبَة. أبو عمرو: وكذلك القَحْر والقَهْب. الأحمرُ: ومثلُه الدِّرْدِح. الأصمعيّ: فإذا اضطرب من الكِبَر فهو مُنَوْدِل، أبو زيدٍ: فإذا لم يعقل من الكبر قيل: أفند، فهو مُفْنِد، وأُفْنِدَ فهو مُفْنَد، وأُهْتِرَ فهو مُهْتَر. الفرَّاء: تَقَعْوَسَ 2 الشَيخ: كَبِرَ، وتَقَعْوَس البيت: تهدَّم.

غيرُه: العَلُّ: الكبير، واليَفَنُ: الكبير، والحَوْقل: الكبير، والقَشْعَمُ مثلُه. والذكاء السَنُّ. يُقال: ذَكى الرَّجلُ: إذا أسنَّ وبدَّن، الأشدُّ جمعٌ . قال أبو عبيدٍ: واحدُه: شَذ في القياس، ولم أسمعْ لها بواحدٍ . قال ابنُ ا لرِّقاع3 :

97-

 

قد ساد َوهو فتىً حتَّى إذا بلَغتْ أشدُّهُ وعَلا في الأمرِ واجتمعـا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في المخصص 1/43: اقثمَّ، وهو تصحيف.

2 حاشية في التركية 25 ب: الحامض: هذا الحرف بالشين المعجمة، عن أبي العباس وغيره، ورواه أبو عبيد بالسين: تقعوس، غير معجمة.

3 ليس في ديوانه جمع الشريف عبد الله الحسيني البركاتي. وهو في اللسان: شدَّ. والتهذيب 1/401، والمخصص 1/ 41.

 

 

 

ص -394- الباب 44

بابُ الوَلدِ والغِذَاءِ

اليزيديُّ: يُقال للولدِ: ما حملَتْه أمُّه وُضْعاً، ولا وضعَته يَتْناً، ولا أرضعَتْه غَيْلاً، ولا أباتَتْه تَئِقاً، وُيقال: مَئِقاً، وهو أجودُ الكلام، فَالوُضع أنْ تحملَه على حَيضٍ، واليَتْنُ: أنْ تخرجَ رجلاه قبلَ يديه، والغَيْلُ أنْ تُرضعه على حَبَلٍ، والمَئِقُ من البكاء.

أبو عبيدة: ما حملته أمُّه تُضْعاً، أرادوا الوُضع فقلبوا الواوَ تاءاً. الأصمعيُّ: عَذْلجتُ الولد، وغيرَه فهو مُعْذَلج: إذا كان حسنَ الغذاء. أبو عمروٍ: المُسَرْهَد مثلُه، الفرَّاء مثلهما جميعاً. قال: وكذلك المُسَرْعَف. أبو عمروٍ: الضَّنْءُ: الولد 1، قال: وقد يُقال: الضنْءُ بكسرِ الضاد أيضاً. الأُموي: عن أبي المفضَّل من بني سَلامةَ: الضَّنْءُ: الولد، والضِّنْءُ: الأصل. غيرُه: النَّجْل: الولد، وقد نَجَلَ به أبوه ونَجَله2. قال الأعشى3:

98-

 

أنـجبَ أيَّـامَ وَالـداهُ بـه إِذْ نـجلاه فَنِـعْمَ ما نـجلا

 

عن أبي عمرو: المَثْبِرُ: الموضع الذي تلدُ فيه المرأة من الأرض، وكذلك حيثُ تضعُ النَّاقة، وعنه 4 قال: يُقال: حملت به أمُّه سَهْواً، أيْ: على حيضٍ، وعن أبي عمروٍ: وضعَتِ المرأة تضَعُ وُضعاً وتُضْعاً، وهي وَاضِع.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الجيم 2/202، والمقصور والممدود للفراء ص 75.

2 وهذا قول اليزيدي في كتابه: ما اتفق لفظه ص 17.

3 ديوانه ص 171.

4 الجيم 2/107.

 

 

 

ص -395- الباب 45

بابُ الغِذَاءِ السَّييءِ للولدِ

قال الكسائيُّ: السَّغِلُ والوَغِلُ: السَّيئُ الغذاء، ومثلُه: الجَحِنُ والجَدِعُ، وقد أجْدَعْتُه أجحَنته. الأصمعيُّ في المُجْحَن مثله. قال: والمُوْدَن: الذي يُولد ضَاوياً، والمُقَرْقَم: البطيءُ الشَّباب. قال الرَّاجزُ1:

99-

 

أشكو إلى اللهِ عيـالا ًدرْدَقـاً مُقَـرْقَمـين وعجوزاً شَمْلَقـا

 

وهي السَّيئة الخُلق. أبو زيدٍ: الجَحِن: البطيء الشَّباب، وقد جَحِنَ جَحَناً. غيرُه: المُحْثَل: السيئُ الغذاء.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البيت في التهذيب 9/419، والمخصص 1/ 29، وأمالي القالي 2/ 250.

الدردق: الصـغار. ويقال للعجوز: سمـلق وشمـلق، نقله الأزهـري عن أبي عمرو. [ استـدراك]

وأنكر علي بن حمزة في التنبيهات ص 200 رواية الشين. والبكري في السمط ص 873.

 

 

 

ص -396- الباب 46

بابُ أسنانِ الأوْلادِ

الكسائيُّ: يُقال: قد أيْفَعَ الغلام، وهو يَافع. قال أبو عبيدٍ: هذا الحرف على غيرِ القياس1، وكان القياس [ أن تقول]: مُوْفِع، وجمعُه: أيْفَاع، وُيقال: غلامٌ يَفَعة، والجمعُ مثلُ الواحد على غير قياس أيضاً. غيرُه: الحَزوَّر مثلُه، وكذلك المتَرَعْرِع. أبو زيدٍ: فإذا سقطت رواضعُ الصبيِّ قيل: ثُغِرَ، فهو مَثْغُور، فإذا نبتَتْ أسنانهُ قيل: اثَّغَر واتَّغَر، الأصمعيُّ مثلَه.

عن أبي عمروٍ2: هذا صَوْغُ هذا: إذا كان على قَدْره، وهذا سَوْغُ هذا: إذا وُلد بعده على إثرِه. غيرُ واحدٍ: وهذا سَيْغُ هذا، مثلُ السَّوْغ.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 وسيأتي الكلام عليه ص 471. في الحاشية.

2 الجيم 2/173.

 

 

 

ص -397- الباب47

بابُ أسماءِ أوَّلَ ولدِ الرَّجل وآخرِهم

الكسائيُّ: يُقال: هذا بِكْرُ أبويه، وهو أوَّل ولدٍ يُولَدُ لهما، وكذلك الجارية بغيرِ هاءٍ مثلُ الذَّكر، والجمعُ منهما: أبكار، وعِجْزَةُ ولدِ أبويه: آخرهم، وكذلك كِبْرَة ولدِ أبويه، والمذكَّر والمؤنَث في ذلك سواءٌ بالهاء، والجمعُ مثلُ الواحدِ أيضاً.

أبو زيدٍ1: في العِجْزَة مثله. قال: ومثلُه نُضَاضَةُ ولدِ أبيهِ، ونضاضَة الماء وغُبْرُه: آخرُه وبقيَّتُه. [والزُّكْمَةُ: آخر ولدِ الرَّجل، بالهاء والميم]2. الكسائيُّ: فإذا كان أقعدَهم في النَّسب قيل: هو كُبْرُ قومِه، وإِكْبِرَّة قومه 3 مثلُ: إِفْعِلَّة، والمرأةُ في ذلك كالرَّجل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 97. ونقل هذا الباب السُّيوطي في المزهر 2/218.

2 زيادة من الأسكوريال.

3 النوادر ص 97، والمخصص 1/ 30.

 

 

 

ص -398- الباب 48

بابُ أسماءِ وَلدِ الرَّجُلِ في الشَّبابِ والكِبَرِ

أبو زيدٍ1: أصَافَ الرَّجل فهو مُصِيف: إِذا وُلدَ له بعد الكِبَر، وولده صَيفيّون، وأربعَ فهو مُرْبع: إذا ولد له في الشَّباب، وولدُه رِبْعِيُّون، وأنشدنا غيرُه2:

99-

 

إنَّ بنـيّ صِبْـيَةٌ صيـفيُّـون أفلـحَ مَنْ كـان له رِبعيُّـون

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 87، وما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 4أ.

2 الرَّجز لأكثم بن صيفي. وهو في النوادر ص 87، والاشتقاق ص 69، وحدائق الأدب 1/ 315 ونوادر أبي مسحل 1/ 300 وإصلاح المنطق ص 262. وقيل: هو لسعد بن مالك.

 

 

 

ص -399- الباب 49

بابُ أسماءِ ما يَخرجُ مع الوَلدِ

أبو زيدٍ: السَّلى مقصور، وهو الجِلْدة التي يكونُ فيها الولد، والغِرْس: الذي يخرجُ مع الولد كأنَّه مُخاط، وجمعُه: أغْراس، والحِوَلاء ممدودٌ : الماءُ الذي يكون في السَّلَى. الأصمعيُّ: السَّابياءُ: الماءُ الذي يكونُ على رأس الولد.

الأحمرُ: هو السَّابياء والحِوَلاء والصَّاءَة مثل الصَّاعة 1 ممدودٌ ، وال!خْد. قال: ومنه قيل: رجل مُسَخَّد: إذا كان ثقيلاً من مرضٍ أو غيره، لأنَّ السًّخْد ماءٌ ثخينٌ يخرجُ مع الولد. عن أبي عمروٍ: والفَقْء مهموزٌ: هو السَّابياء بعينه. قال: والذي يخرجُ على رأس الصبيِّ هو الشُهُود، واحدُها: شَاهد، وأنشدنا للهُذليِّ2:

101-

 

فجاءَتْ بمثلِ السابريّ تَعجَّبُوا له والثَّرى ما جفَّ عنه شُهودُها

 

وهي الأغراس.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 هكذا في المخطوطات. لكن نقله الأزهري عنه قال: بوزن الصَّعاة. انظر تهذيب اللغة 12/264. واعترض على أبي عبيد فْي هذا عليُّ بن حمزة، فقال: وهذا فاسد، وإنَّما الصواب: الصاءة بوزن الصاعة. التنبيهات ص 201.

2 حاشية من التركية: قوله: الهـذلي، وهمّ، وهذا البيت لحميد بن ثـور الهلالي يصف ناقةً[ استـدراك] نُتجت. والبيت في ديوانه ص 75.

 

 

 

ص -400- الباب 50

بابُ النَّسب

الكسائيُّ: هو ابنُ عمه دِنْيا مقصورٌ [غير مُنوَّن]، ودِنْيَة، وقُصْرةً ومَقْصُورةً، وقال الكسائيُّ: في دنيا منوَّن وغيرُ مُنوَّن. كلُّ هذا إذا كان ابن عمه لَحَّاً1. أبو الجرَّاح: فإنْ لم يكن لَحَّاً، وكان رجلاً من العشيرة قال: هو ابنُ عمِّ الكلالةِ، وابنُ عمٍ كلالةٌ ، وابن عمي كلالةً. غيرهُ: ابنُ عمٍ لَحٌ بالضم في النكرة، وابن عمّي لَحّاً في المعرفة 2، وكذلك المؤنّث والاثنان والجمع بمنزلة الرَّجل الواحد. غيرُ واحدٍ: هو عربي مَحْض وامرأةٌ عربيَّةٌ مَحضٌ ، ومَحْضَة، وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ ، وقَلْبٌ وقَلْبَةٌ ، وإنْ شئتَ ثَنَّيت وجمعت، وتقولُ: هو مُصَاصُ قومِه إذا كانَ خالصَهم، وكذلك الإِثنان والجميع، وعبدٌ قِنُّ، وكذلك الإِثنان والجميع، والأمَةُ كذلك، تقولُ: أمَةٌ قِنٌّ .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 في القاموس: وهو ابنُ عمي لحَّاً، وابنُ عم لح: لاصقُ النَّسبِ.

2 انظر الأمثال لأبي عكرمة الضبي ص 94.

 

 

 

ص -401- الباب 51

بابُ النَّسبِ في الأمَّهاتِ والآباء وغيرهم

اليزيدي: ما كُنتِ أُمّاً، ولقد أمِمْتِ أمومةً، وما كنتَ أباً، ولقد أَبيتَ أُبوَّةً، وما كنت أخاً، ولقد تأخَّيتُ، وآخيتُ 1 مثل فاعلت، وما كنتِ أمَةً، ولقد أميتِ وتأمَّيتِ أموَّة، وما كنتِ أُمَّاً، ولقد أممت وما كنتِ أَمَةً، ولقد أموتِ. الكسائيًّ: يقال: استعمَّ الرَّجل عَمّاً : إذا اتَّخذَ عمَّاً. أبو زيدٍ2: تعمَّمْتُ الرَّجل: دعوته عمَّاً، [وقال بعضهم: ما كنتَ أباً، ولقد أبوتَ، وما كنتَ أخاً، ولقد أخوتَ، وما كنت عمَّاً، ولقد عممتَ، ويقال: تأخَّيتُ أخاً، وتوخيتُ؛ لأنك تقول: آخيتُ وواخيتُ، وآكلتُ وواكلتُ، وآسيتُ وواسيت، ويقال: تأبَّيتُ أباً، وتأمَّمت أمّاً، وتأمَّيت أَمةً، وتعمَّمتُ عمَّاً، وتخوَّلت خالاً] 3. قال: والرَّبيبُ: ابن امرأةِ الرجل. قال معنُ بنُ أوسٍ المُزنيّ يذكُر امرأته وذكر أرضاً له فقال4

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 قال في البطليوسيّ: روى سلمةُ عن الفراء أممْتِ وأبوتَ بالفتح في الأب والأم، وكذلك أموت في الأمة، وأخوت في الأخ، وعممتَ في العمِّ. كلُُّها بالفتح. الاقتضاب 183.

وصوب هذه الرواية علي بن حمزة في التنبيهات ص201.

2 النوادر ص 261.

3 ما بين [ ]زيادة من التونسية، وفي التركية ورقة28 أ قال: في حاشية الأصل: في رواية المهلبي زيادة: وذكرها.

4 معن بن أوس شاعر مُجيد من مخضرمي الجاهلية والإسلام، وفد على عمر مستعيناً به على أمره، وكان رضيع عبد الله بن الزبير. انظر معجم الشعراء ص 399، والإصابة 3/499.

والبيت في التهذيب 15/ 181، واللسان: ربب، وغريب الحديث لأبي عبيد 4/ 241، ومعانى القرآن للفراء2/ 178

 

 

 

ص -402- 102-

 

إنَّ لها جارين لن يَغدِرا بـها ربيبُ النبيِّ وابنُ خير الخلائـفِ

 

يعني: عمر بن أبي سلمة، وهو ابن أمّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعاصم ابن عمر بن الخطاب.

قال: والرَّابُّ: هو زوج الأمّ. ويروى عن مجاهد أنَّه كره أن يتزوَّج الرجل امرأةَ رابّه1.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 4/420 عن يحيى بن سعيد عن سيف بن سليمان عن مجاهد.

 

 

 

ص -403- الباب 52

بابُ النَّسبِ في المماليكِ

الأمويُّ: الهَجِينُ: الذي ولدته أمَة، فإنْ ولدته أمَتان أو ثلاثٌ فهو المُكرْكَس، فإنْ أحدقَتْ به الإماءُ من كلِّ وجه فهو مَحْيُوس، وذلك لأنَّه يُشبَّه بالحَيْس. [الحيسُ: التمرُ والسَّمن والأقِط] 1 وهو يُخْلَط خَلْطاً شديداً.

عن الكسائيِّ: العبدُ القِنُّ: هو الذي مُلك هو وأبواه ويقال: هذا عبدُ مَمْلَكَةٍ ومَملُكة جميعاً: الذي يُسبر ولم يُملَك أبواه.

[والفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مولىً، وأمُّه عربيَّةٌ ]2 .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من الظاهرية.

2 زيادة من المطبوعة. وانظر الجيم 3/ 407.

 

 

 

ص -404- الباب 53

بابُ أسماءِ القَرابةِ في النَّسبِ والادِّعاءِ

أبو زيدٍ : يُقال: لي فيهم حَوْبةٌ : إذا كانت قرابةٌ من قِبَل الأُمَّ، وكذلك كلُّ ذي رَحمٍ مَحْرَمٍ، وُيقال: بينهم شُبْكَةُ نَسبِ. الفرَّاء: رجل مُخَضْرَم الحَسب، وهو الدَّعِيِّ، ولحمٌ مُخَضْرَم: لا يُدرىَ أمنْ ذكرٍ هو أمْ من أنثى. غيرُه: يُقال: فلان مُصْهِرٌ بنا وهو من القرابة. قال زُهيرٌ1:

103-

 

قَوْدُ الجيادِ وأصهارُ الملوكِ وصُبْـ ـرٌ في مواطنَ لو كانوا بها سئموا

 

والإلُّ: القَرابةُ. قال حسَّان بنُ ثابتٍ 2:

104-

 

لعمرُكَ إِنَّ إِلَّـك في قريـشٍ كإلِّ السقـْبِ من رَألِ النَّعـام

 

غيرُه: الوَاشِجة: الرَّحم المُشتبكة المُتَّصلة. الفرَّاءُ: لي منه خوَابٌ، واحدُها: خابّ، وهي القَرابة والصِهر، والأواصرُ: القرابات، واحدها: آصرَة مثال فاعلة.

عن أبي عبيدة: السُّهْمَة: القرابة والحط 3. [قال عبيدُ بنُ الأبرص 4:

105-

 

قد يُوصَلُ النَّازحُ النَّائي وقـد يُقطَعُ ذو السُّهـمةِ القريـبُ]5

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ديوانه ص 94.

2 ديوانه ص 460.

السقب: ولد الناقة ساعة يولد، والرَّأل: ولد النَّعامة.

3 زيادة من المطبوعة: [ يعني بالحظَّ: الوراثة.].

4 ديوانه ص 26.

5 ما بين [ ] زيادة من الأسكوريال.

 

 

 

ص -405- الباب 54

بابُ النِّسبَةِ

الكسائيُّ: يُنسب إلى طُهيَّة طَهْوِيّ، وطُهَوِيّ وطُهْوِي 1، وإلى غَزيَّة غَزَويّ، وإلى ماهٍ مائيّ وماهي. وإلى ماءٍ مائيّ وماويّ، وإلى البَدْو والبادية جميعاً: بَدوِيُّ، وإلى الغَزْوِ غَزَويُّ مثلُه، وإلى عظمِ الرأس: رُؤَاسي، وإلى عظم العَضُدِ عُضَاديّ وعَضَاديّ، وإلى لَحْي الإِنسان لَحَوِيٌّ، وإلى موسى وعيسى وما أشبههما ممَّا فيه الياء زائدة: مُوسيٌ وعيسيٌ، وإلى مُعلَّى مُعَلّويّ، لأنَّ الياء فيه أصلية، وحكى اليزيديُّ عن أبي عمروٍ بن العلاء يُنسب إلى كِسرى- وكان يقولُه: بكسر الكاف- كِسْريُ وَكِسْرَويٌ. الأمويُّ: كِسْريّ بالكسر أيضاً، وقال اليزيديُّ 2: سألني والكسائي المهديُّ عن النسبة إلى البحرين، وإلى حِصْنَيْن لمَ قالوا: حِصْنِيّ وبحراني؟.

فقال الكسائيُّ: كرهوا أنْ يقول: حِصناني لاجتماع النونين. قال:وقلتُ أنا: كرهوا أنْ يقولوا: بحريٌّ ، فيشبه النسبة إلى البحر. وقال اليزيديُّ: يُنسب إلى رياء ريائيّ، لأنَّه ممدود، وما كان من هذا مقصوراً نُسب إليه بالواو، وإلى رِبا رِبوَيّ، وإلى زِنا زِنويّ، والى قَفا قَفويّ. وقال اليزيديُّ عن أبي عمرو ابن العلاء: يُنسب إلى أخٍ أَخويّ، وإلى أُخت أُخَويّ، والى ابنٍ بَنَوِيّ، وإلى بنتٍ بَنَوِيّ مثله أيضاً، وكذلك إلى بُنيَّات الطريق مثله بَنويّ،

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 انظر الأنساب للسمعاني 4/ 89. فقد ذكره عن أبي علي الغساني عن الغريب المصنف.

2 هو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي. انظر ترجمته في إنباه الرواة 4/ 31 .

والمناظرة في أمالي الزجاجي ص 59، ومجالس العلماء ص 288. وانظر الروض الأنف 2/ 128.

 

 

 

ص -406- وإلى العاليةِ عالية الحجاز عُلْوِيُّ، والى الأرض السهلة سَهليِّ، وإلى عشيَّة عَشَويِّ. والى غُدوةَ وبُكْرَة غُدْويّ وبُكْريّ 1، والى سية القوس سِيَوِي.

الأحمرُ: يُنسب إلى أبٍ أَبويّ، والى ابنٍ بَنويّ، لأنَّ أصله بناً. قال: وأنسبُ إلى القصيدة التي قوَافيها على الياء ياويّة، وكذلك تاويّة إذا كانت قافيتها على التَّاء، فإنْ كانت قافيتها "ما"2 قلت: ماوَّية. قال: وإنْ كان الثوبُ طولُه أحد عشرَ ذراعاً وما زاد على ذلك لم أنسبه إليه، كقول مَنْ يقول: أحَد عشريّ بالياء، ولكنْ يُقال: طوله أحد عشر ذراعاً، وكذلك إذا كان طولُه عشرين ذراعاً فصاعداً مثله. أبو عبيدة: يُنسب إلى الشَّاء شاويّ. غيرُه: يُنسب إلى بني لِحيةَ لِحَويّ، وإلى ذروة ذرَوِيّ، والى أعمى وأعشى أعمويّ وأعشويّ.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 زيادة من المطبوعة: وإلى أمسي إمسي بالكسر.

2 في الأسكوريال: هاءاً قلت: هاويّة.

 

 

 

ص -407- الباب 55

بابُ نَزْعَ شَبِهِ الولدِ إلى أبيهِ والصحَّة في النَّسبِ

أبو زيدٍ 1: يُقال: تَقيَّل فلانٌ أباه، وتقيَّضه، وتصيَّره تصيُّراً، وتقيُّلاً، وتقيُّضاً. كلُّ هذا إذا نزعَ إليه في الشَّبه، [قال أبو الحسين: وحكى لنا أبو بكر العبديّ عن خلف الأحمر: يقال: تأسَّن أباه تأسُّناً، وفيه آسانٌ من أبيه، أي مشابه ] 2 وبقال: فلان مُصَاص قومه: إذا كانَ أخلصهم نَسباً، واللُّباب مثله، [والصُّيَابة نحوه. قال ذو الرُّمة ] 3:

106-

 

ومُستَشْحجَاتٍ بالفراقِ كأنها مَثاكيلُ من صُيَّابةِ النًّوبِ نُـوَّحُ

 

[تمَّ الجزءُ الأوَّل بحمدِ اللّه] 4

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 النوادر ص 134 والأمثال ص 145.

2 ما بين [ ] زيادة من المطبوعة.

3 ديوانه ص 116.

وفي الترِكية حاشية: مُسْتَشحَجات بفتح الحاء، يعني الغربان استشحجت فشحجَتْ، والشَحيجُ: صوت الغراب، استعارة، ا هـ.

4 زيادة من الأسكوريال.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج5.معاني القران للنحاس

ج5.معاني القران للنحاس ج5. الكتاب : معاني القرآن الكريم المؤلف : ابو جعفر احمد بن محمد بن اسماعيل النحاس أي والحافظاتها ونظيره ... ...