برامج مجانية

تحميلات نداء الابمان تحت الصورة

تحميلات : برنامج الذاكرالقرآن مع الترجمةبرنامج القرآن مع التفسيربرنامج القرآن مع التلاوةبرنامج المكتبة الالكترونية.

*********** 9 مصاحف في الوسط جاهزة جديدة

/ /   /

Translate الترجمة

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

رضا الله سبحانه اين هو من رضا العبد

 من الالوكة بتصرف محدود

رضا الله سبحانه ورضا المخلوق

الحمد لله الكريم الجواد، الكبير المتعال ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1] نحمده حمداً كثيراً، ونشكره شكراً مزيداً؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ لا دين حق إلا دينه، ولا طاعة لله تعالى إلا بطاعته، ولا طريق يوصل إلى الفوز في الآخرة إلا طريقه ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31] صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وخذوا بدينه كله، واستسلموا لكل شريعته؛ فإن الانتقاء من شريعته ليس استسلاما، وإن الإعراض عن بعض دينه كالإعراض عن الدين كله، والشيطان يكفيه من العبد أن يرفض لله تعالى حكما واحدا، أو يرد له فريضة واحدة، أو يحلل محرما واحدا؛ لأن ذلك مثبت لتمرده وعدم انقياده، وكاف في إيباقه وإهلاكه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208].

 

ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في بعض أحبار اليهود الذين أسلموا فأرادوا أن يبقوا شيئا من يهوديتهم ويجمعوا بينها وبين الإسلام، فأمرهم الله تعالى أن يدخلوا في الإسلام كله، ولا يلتفتوا إلى غيره، ولا يتبعوا خطوات الشيطان وهو يريد إخراجهم منه. فإن عظم نعمة يُهدى إليها الإنسان في الدنيا أن يرضى بالله تعالى ربًّا؛ فإنه إذا رضي بالله تعالى ربًّا اجتمع قلبه، وأبصر طريقه، وعلم دينه، وعرف بدايته ونهايته، وسعد بهذا الرضا في الدنيا وفي الآخرة: فأما سعادته في الدنيا فمصداقها قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا" رواه مسلم. ولا طعم في الدنيا ألذ من طعم الإيمان. وأما في الآخرة ففيه قول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" رواه أحمد.

إنها منزلة عظيمة للمخلوق عند الخالق سبحانه وتعالى حين يرضى به ربًّا، ويعلن ذلك، ولكنها ليست ادعاء بلا إثبات، ولا أقوالا بلا فعال؛ ولذا كان عسيرا على أكثر الناس أن يبلغها؛ لأن تحقيقها يعني استسلاما كاملا لأمر الله تعالى ونهيه، وإذعانا لشرعه، وطاعة لنبيه عليه الصلاة والسلام. فحين يعلن العبد أنه رضي بالله تعالى ربًّا فإنه يعلن أنه رضي بكل ما يرضيه، وجانب كل ما يسخطه.

 

والصحابة رضي الله عنهم كانوا يفهمون ذلك، ويدركون أن غضب النبي صلى الله عليه وسلم يُغضب الله تعالى، وأن ردَّ حكم واحد له أو التوقف فيه هو ردٌّ لحكم الله تعالى، وذات مرة غضب النبي صلى الله عليه وسلم من مسألة ألقيت عليه فماذا كان فعل الصحابة رضي الله عنهم لما غضب النبي صلى الله عليه وسلم؟!

 

قال أبو قتادة رضي الله عنه: "فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، غَضَبَهُ، قَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ حَتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ" رواه مسلم.

 

وذات مرة غضب النبي صلى الله عليه وسلم من شيء بلغه فقام في أصحابه رضي الله عنهم خطيبا فَقَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا"، قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ البُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي... ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي سَلُونِي"، فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ". وفي رواية: " فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لاَفٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي" رواه الشيخان. وفي رواية لمسلم قَالَ: " فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ، قَالَ: غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ"

 

لماذا خاف الصحابة رضي الله عنهم كل هذا الخوف من غضبه عليه الصلاة والسلام؟ ولماذا اجتهد عمر في استرضائه؟ وكان استرضاؤه بإعلان الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا.

 

إنهم يعلمون أنه إن لم يرض عنهم فإنهم لم يحققوا الرضا بالله تعالى ربًّا، ولذا تعوذ عمر من غضب الله وغضب رسوله.

 

وفي مرات عدة يرد أحد المنافقين حكما للنبي صلى الله عليه وسلم، أو يفعل فعلا مخالفا لما أراد عليه الصلاة والسلام، أو يقول قولا يُفهم منه انتقاصه، أو يقف موقفا يظهر فيه أنه ينافح عن أعدائه، فلا يتورع الصحابة رضي الله عنهم عن وصف من فعل ذلك بأنه منافق، وكم مرة قال عمر رضي الله عنه: "دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ" وذلك لما استقر عند الصحابة رضي الله عنهم من وجوب الاستسلام الكامل لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، والخضوع التام لشريعته، وقبول أحكامه كلها؛ فالخروج عن شيء منها خروج عن جميعها.

 

إن من رضي بالله تعالى ربًّا أحب ما يحبه الله تعالى من الطاعات فأحب كل فريضة، وأحب كل سنة ولو لم يفعلها، وأحب أماكن الطاعات كالمساجد وحلق العلم والذكر والقرآن، وأحب من يحضرها، ومن يلتزم بالفرائض والسنن، ويكون حبه للناس بقدر ما فيهم من الإيمان والاستقامة، فيحب أهل الطاعة لعلمه برضا الله تعالى عنهم؛ لأنهم يفعلون ما يرضيه، وهو قد رضي بالله تعالى ربًّا.

 

ومن رضي بالله تعالى ربًّا أبغض ما يبغضه الله تعالى من الكفر والنفاق والظلم والفسوق والفجور، وأبغض الأشخاص الذين يدعون الناس إليها، وأبغض الأماكن التي تنتشر فيها؛ لعلمه أن الله تعالى يبغضها ويكرهها، ولا يحبها والقرآن مملوء بالإخبار عن بغض الله تعالى لما يخالف شرعه من الأقوال والأفعال، ولمن يخالف أمره ونهيه من الأشخاص، وهاكم بعض الآيات: ﴿ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ ﴾ [الزُّمر: 7] ﴿ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205] ﴿ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57] ﴿ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107] ﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31] [إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ] [النحل: 23] ﴿ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58] ﴿ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38] ﴿ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 96] وإذا كان الله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين الذين يعارضون شريعته، ويردون أحكامه، ويريدون إشاعة ما نهى عنه من المنكرات فكيف يرضى عنهم من رضي بالله تعالى ربًّا؟ وكيف يرضى بأقوالهم المحادَّة لشريعة الله تعالى، وكيف يرضى بأفعالهم التي فيها ما يغضبه سبحانه؟! وكم من أناس يقعون في ذلك وهم لا يشعرون أنهم يسخطون الله تعالى؛ إما لجهلهم بفظاعة فعلهم، أو لهوى في نفوسهم، أو حمية لأقوام يحبونهم، أو اتباعا لغيرهم، لسان حال أحدهم يقول: سمعت الناس شيئا فقلته. ولن يحمل الناس عنه وزره، ولن يسلم هو من مغبة فعله وقوله، وقد يدخل المصلي النار بكلمة قالها، أو فعلة فعلها، أو تغريدة غرد بها، أو بموقف اتخذه نصر فيه باطلا أو أخفى حقا، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ" متفق عليه. وفي رواية للترمذي "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ". وأعظم من ذلك أنه قد يحبط عمل العبد بسبب كراهيته لطاعة من الطاعات، كمن يكره شعيرة الحسبة أو حجاب المرأة، وودَّ لو ألغى شيئا من شريعة الله تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 9].

 

فالحذر الحذر من ذلك، وليتبصر كل واحد منا في طريقه، وليحاسب نفسه على أقواله وأفعاله ومواقفه، ولا يغتر بكثرة الهالكين ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، نحمده فله الحمد في الآخرة والأُولى، ونستغفره لذنوبنا فمن يغفر الذنوب إلا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

أيها المسلمون:

من رضي بالله تعالى ربًّا فهو يُرضِي ملكا خالقا مدبرا أحدا صمدا بيده ملكوت السموات والأرض، لا يقع شيء إلا بعلمه، ولا يقضى شأن إلا بأمره، سبحانه لا إله إلا هو العزيز الحكيم. وأما من يُرضِي البشر من دون الله تعالى فهو يرضي عبيدا مخلوقين مثله، فلا يجتمع قلبه؛ لأن رغبات البشر مختلفة فرضا بعضهم يسخط آخرين منهم، وفي ذلك يقول الله تعالى ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزُّمر: 29].

 

ثم إن الواحد من البشر متقلب المزاج، متعدد المصالح، فإرضاؤه يوقع من يرضيه في التناقضات. وقد رأينا من يسعون جهدهم في إرضاء البشر من دون الله تعالى يقولون القول ثم بعد أيام ينقضونه، ويمدحون اليوم من يذمون بالأمس، بحسب رغبة من يُرضون، حتى صاروا شماتة للمتصيدين والساخرين بسرعة تناقضهم.

 

وأما من يُرضي الله تعالى فهو ثابت في مواقفه؛ لأنه يصدر عن شريعة الله تعالى. وشريعته سبحانه ثابتة لا تتغير بتغير الأمكنة والأزمنة، ولا بتبدل الأحوال والدول. وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ".

 

وصلوا وسلموا على نبيكم...

 

-------------------------


رضا الله من رضا الوالد ** والوالد أوسط أبواب الجنة

قال القائل أسأل عن صحة الحديثين التاليين:

1== (سخط الله في سخط الوالدين ورضاء الله في رضاء لوالدين

 2== و (ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين
 *** وهل وردت أحاديث تذكر رضاء الوالدين؟. 

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: قال مفتي موقع علي النت :
فإن الحديث الأول صحيح رواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد.  قلت المدون وهناك لفظ يؤدي معناه صحيح هو{الوالد  أوسط أبواب الجنة}
 
وأما الحديث الثاني فلم نجده بهذا اللفظ فيما لدينا من مصادر، ويغني عنه الحديث الأول. 
 
هذا، وإن الكتاب والسنة متظاهران على وجوب بر الوالدين كليهما معا وفرادي  وحرمة عقوقهما كذلك ، 
 
 ومن الأحاديث في ذلك 
 
1= قوله صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. 
2=   وعن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. رواه البخاري ومسلم. 
 
3=  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم. 
 
3=  وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: 
1.الإشراك بالله، 
2.وعقوق الوالدين، 
3.وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. رواه البخاري ومسلم.
 
4.= ما هي حقوق الوالدين؟ 

أما حقوق الوالدين 
1.فإن الله تعالى يقول: "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" 
 
== والإحسان بابه واسع سواء كان في الأقوال أو الأفعال فكل ما هو معروف عند الناس أنه من الإحسان فالوالدان أولى به. 
 
 ما لم يؤد إلى المعصية. 
 
ومن الإحسان إليهما: الإنفاق عليهما إن كانا فقيرين 
**وإسكانهما 
**وكسوتهما بالمعروف 
**وعلى الولد أيضا أن ينفذ وصية الله في بره بوالديه كما قال الحق سبحانه: "ووصيانا الإنسان بوالديه إحساناً".
 
وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام (أنه جاءه رجل يبايعه علي الهجرة والجهاد مبتغياً الآجر في ذلك عند الله فقال له: فهل لك من والديك أحد حي؟ قال نعم بل كلاهما قال وتبتغي الآجر من الله؟ قال: نعم. قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما) متفق عليه. والله تعالى أعلم.

---------------------

السؤال : تقول ام كبيرة / أنا امرأة متدينة والحمدالله وأخاف الله وأخشاه ومتزوجة، 
=مشكلتي في والدي فهو كبير في السن وغير ملتزم بشكل تام بفروض الصلاة المشكلة تكمن في أنه يحب المال كثيراً ولا يرى الا المال لقد تزوجت وأخذ مهري دون أن يسألني عما إذا كنت أحتاج شيئاً بالإضافة إلى أنه عندما كنت عزباء كان يأخذ راتبي ويعطيني أقل من الربع ولكنني لست معترضة على هذا كله 
 
 اعتراضي أنه يريد أن أعطيه الآن مالاً وأنا متزوجة وأساعد زوجي في مصروفات المنزل وقد أعطيته نسبة قليله من المال لا بأس بها ولكنه كان يتذمر علي ويقول هل أنا سائق لتعطيني هذا المبلغ ودائما يصرخ ويلعن في المنزل وجميع إخوتي لا يحبونه من تصرفاته غير اللائقة، 
*ودائماً أطلب من الله عزوجل أن يهديه إلى طريق الصواب ويصلح حاله 
 
 وسؤالي الآن أنني منذ سنتين تقريباً لا أكلمه أبداً وهو لا يعرف أبنائي الذين أنجبتهم وعندما رآهم مرة لم يسلم عليهم ولم يحضنهم على -الأقل- هذا لأنني لا أعطيه المال الذي يرغب فأرجو إفادتي عما إذا لا سمح الله حدث له مكروه هل يغضب علي الله لأنني لا أكلمه وما التصرف السليم في مثل حالتي؟ علماً بأنني خاصمته أكثر من مرة وأرجع وأصالحه لكن لا فائدة فيه، آسفة على طول رسالتي وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم:( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
 
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:" أمك "، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من ؟ قال: "أبوك" .
 
 والأحاديث في حق الوالدين كثيرة، 
 
والذي ننصحك به أن تصلحي الحال بينك وبين والدك قبل أن يموت، لئلا تكوني من قاطعي الرحم، ولا يكون المال وأمور الدنيا سبباً لك في البعد عن الله كما فعل أبوك حسب قولك بأنه قد استحوذ عليه حب المال ويأخذ المال منك ومن غيرك ويسيء العشرة مع الأولاد، ولكن إذا أساء الوالد فهل من حق الولد أن يسيئ إلى الوالد؟ لا، بل يبادر بالإحسان إليه بدل ما أساء هو،والله يوفقك لعمل الخير.  والله أعلم.

-------------- قلت المدون

 
من اسلام ويب :
المقدار الواجب على الأولاد في خدمة والدهم
السؤال
أبي يفضل أخي، وزوجته، وأولاده عليَّ وعلى أولادي تفضيلا ظاهرا، لا شك فيه، رغم أنني أنا من أقوم برعايته، فهو يعطيهم كل ماله منذ سنوات.
علما أن نصف هذا المال من معاش أمي المتوفاة. لقد أرهقني عدم مبالاته بأولادي، بينما يحقق أبسط رغبات أولاد أخي، فأصبحت أترك بعضا من رعايته لأخي وزوجته.
وللعلم: نحن نعيش في نفس المنزل، ورغم تدهور علاقتي معه، إلا أني أصله كل يوم.
هل عليَّ ذنب عندما أترك بعضا من رعايته إليهم؟ أم أنه يجب عليَّ القيام بكل شيء؟ وأنا ابنته الوحيدة، وهو مريض، ولديَّ فقط هذا الأخ.  شكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالراجح  أنه يجب على الوالد أن يعدل بين أولاده ذكرانا وإناثا، ولا يفضل بعضهم على بعض دون مسوغ شرعي
 
وعليه؛ فلا يجوز لوالدك أن يفضل أخاك وأولاده في الهبة ونحوها عليك وأولادك لما ذُكِر، فأنتما وأولادكما جميعا أولاده، فيجب عليه أن يعدل بينكم. 
 
وما ذكرتِه من كون نصف هذا المال من معاش أمك المتوفاة؛ فيحرم على أبيك أن يمنعك من نيل حقك الذي شرع الله لك في تركة أمك، أو يتصرف في شيء منه بغير طيب نفسك، أو يعطيه لأخيك وأولاده
 
لكن في المقابل اعلمي أن رعاية الوالد وبره، خاصة عندما يكون في حاجة إلى ذلك؛ أمر أوجبه الشرع الحكيم له على أبنائه ذكرانا وإناثا، وقد بسطنا القول في ذلك في الفتويين: 38011، 127286.
وعلى هذا؛ فالواجب عليك وعلى أخيك القيام بخدمة أبيكما على أتم وجه، وليس عليك من ذنب إن تركت بعض خدمة والدك على أخيك؛ لأن خدمته تجب عليكما بالتساوي، وليست على أحدكما دون الآخر، وذلك بالقياس على حاجته في الإنفاق.
   
لكن لا ينبغي أن يكون تركك لبعض خدمة والدك على أخيك في بساط المغاضبة والانتقام من تصرفات أبيك تجاهك وأبنائك، بل عليك أن تصبري، وتحتسبي، وتعلمي أن خدمته تدخل ضمن الإحسان الذي أمر الله تعالى به في قوله: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة: 83]. 
  
وننبه إلى أن واجب خدمة والدك متجه إليك، وإلى أخيك، ولا علاقة لزوجة أخيك به؛ إذ لا تلزم زوجة الابن خدمة والديه. نعم إن فعلت ذلك إرضاء لزوجها، فهو أمر محمود تؤجر عليه.  والله أعلم.

 ------------------------------

الفرق بين حسن الصحبة والبر 2.

 

الفرق بين حسن الصحبة والبر 

1.وأَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه وحفظته

 2.يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى: ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون.

3.وهو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ

4.ووفي الحديث: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت، 

5.واسترسلت، وتبعت صاحبها.

 الصحبة = المنع والحفظ

*  الفرق بين حسن الصحبة والبر هو:

 1. أَصْحَبْتُ الرجلَ او المرأة أَي مَنَعْتُه وحفظته 

 2.يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى: ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون.

 3.وهو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ  

4.ووفي الحديث: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت، 

5.واسترسلت، وتبعت صاحبها.

6. أما البر فهو الاسلام والايمان كله بحيث ان الصحبة للام منبثقة من عموم البر فالبر لكلا الوالدين بالتساوي ومن يستحق زيادة في البر فالام لأنها ضعيفة تستحق زيادة البر {{قال الله تعالي " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)" سورة البقرة} 

هذا هو البر   

1.وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ 

2.وَالْمَلَائِكَةِ 

3.وَالْكِتَابِ 

4.وَالنَّبِيِّينَ 

5.وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ 

6.وَأَقَامَ الصَّلَاةَ 

7.وَآتَى الزَّكَاةَ 

8.وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا 

9.وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ 

10أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

قلت المدون : واضرب لذلك مثلا 

= الأب يستحق 100 وحدة من البر -- 

=والام لها100 وحدة من الوحدات من البر 

فكلٍ منهما حقه 100 وحداة من البر حقا علي كل ابن من ابنائهما  

== الا أن الأم زادت عن الاب بوحدتين فصارت مستحقة 112 وحدة {100 للبر +2 للصحبة=112 وحدة}  

مع التنبيه لمن يحطون من حق الأب بفهمهم الخاطئ لهذا الحديث أن البر كافي جدا لكليهما كحد أدني 

 

 وزيادة الحفظ والصحبة للأم بصفتها أنثي ضعيفة ليست في قوة الرجل فما نقص من طبيعة شأنها كأنثي زاده رسول الله في وصيته للسائل أن يعوضه بحسن الصحبة لها كأمه لكنهما كلاهما في الصحبة علي الأبناء سواءا بحده العادي  
 وفي بر الوالدين اضغ الروابط التالية
1. بر الوالدين
ارجَع فبِرَّها
قرة العين في بر الوالدين 1.
إِنَّ اللهَ - عز وجل - لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْ...
أولاً : عقوق الوالدين من أكبر الكبائر
بر الوالدين عند السلف الصالح
كيف كان سلفنا الصالح يعامل الامهات
// التحذير من عقوق الوالدين عاقبة عقوق الوالدين
عقوق الوالدين للشيخ : علي عبد الخالق القرني / الخط...
قصص الابرار
الاولاد البررة
أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟ قال: الصَّلا...
رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ    
                         .

 الصحبة = المنع والحفظ

صحب الفرق بين حسن الصحبة والبر 

 1.وأَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه وحفظته 

 2.يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى: ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون.

 3.وهو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ  

4.ووفي الحديث: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت، 

5.واسترسلت، وتبعت صاحبها.  

6. أما البر فهو الاسلام والايمان كله بحيث ان الصحبة للام منبثقة من عموم البر فالبر لكلا الوالدين بالتساوي ومن يستحق زيادة في البر فالام لأنها ضعيفة تستحق زيادة البر 

واضرب لذلك مثلا الاب بستحق 10 وحدات من البر والام لها نفس الوح\دات العشرة من البر 

فكلٍ منهما حقه 10 وحدات الا أن الأم زادت عن الاب بوحدتين فصارت مستحقة 12 وحدة {10 للبر +2 للصحبة=12 وحدة}  

مع التنبيه لمن يحطون من حق الاب بفهمهم الخاطئ لهذا الحديث أن البر كافي جدا لكليهما كحد ادني وزيادة الحفظ والصحبة للام بصفتها امرأة ضعيفة ليست في قوة الرجل فما نقص من طبيعة شأنها كأنثي زاده رسول الله في وصيته للسائل أن يعوضه بحسن الصحبة لها كأمه لكنهما كلاهما في الصحبة سواءا بحده العادي   

صَحِـبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، 

 وصاحبه: عاشره

 

 والصَّحْب: جمع الصاحب مثل راكب وركب

 

 والأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ.

 
والصاحب: الـمُعاشر؛ لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل، 

 أَعني أَنك لا تقول:


زيد صاحِبٌ عَمْراً، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء،
نحو غلام زيد؛ ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا: زيد صاحِبٌ عمراً، أَو زيد صاحبُ عَمْرو، على إِرادة التنوين، 

 كما تقول: زيد ضاربٌ عمراً، وزيد ضاربُ عمْرٍو؛ تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين؛ والجمع أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحْبان،

 
مثل شابّ وشُبّان، وصِحاب مثل جائع وجِـياع، وصَحْب وصَحابة وصِحابة، حكاها جميعاً الأَخفش، وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ، وعلى الفتح معها، والكسر معها عن الفراء خاصة. ولا يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس، على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع. وفي حديث قيلة: خرجت
أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم؛ هو بالفتح جمع صاحب،ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا؛ 

 

 قال امرؤُ القيس:
فكانَ تَدانِـينا وعَقْدُ عِذارهِ،

 

 وقال صِحابي: قَدْ شَـأَونَك، فاطْلُب
قال ابن بري: أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع، كأَنه قال: فكان تدانينا مع عقد عذاره، كما قالوا: كل رجل وضَيْعَتُه؛ فكل مبتدأ، وضيعته معطوف على كل، ولم يأْت له بخبر، وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع، والضيعة هنا: الحرفة، كأَنه قال: كل رجل مع حرفته. وكذلك قولهم: كل رجل وشأْنه. وقال الجوهري: الصَّحابة، بالفتح:
<ص:520>
الأَصْحاب، وهو في الأَصل مصدر، وجمع الأَصْحاب أَصاحِـيب.

 
وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فاسمان للجمع

 وقال الأَخفش: الصَّحْبُ جمع، خلافاً لمذهب سيبويه، 

 

 ويقال: صاحب وأَصْحاب، كما يقال: شاهِد وأَشهاد، وناصِر وأَنْصار. ومن قال: صاحب وصُحْبة، فهو كقولك فارِه وفُرْهَة، وغلامٌ رائِق، والجمع
رُوقَة؛ والصُّحْبَةُ مصدر قولك: صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً. وقالوا في النساءِ: هنَّ صواحِبُ يوسف. وحكى الفارسي عن أَبي الحسن: هنّ صواحبات يوسف، جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة، كقوله:
فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها
وقوله:
جَذْب الصَّرارِيِّـين بالكُرور
والصِّحابَة: مصدر قولك صاحبَك اللّهُ 

 وأَحْسَن صحابَتَك. وتقول للرجل عند التوديع: مُعاناً مُصاحَـباً. ومن قال: مُعانٌ مَصاحَبٌ، فمعناه: أَنت معان مُصاحَب

 ويقال: إِنه لَـمِصْحاب لنا بما يُحَبّ؛ 

 وقال الأَعشى:
فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا
وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ

 واصْطَحَب الرجلان، وتصاحبا،
واصْطَحَبَ القوم: صَحِبَ بعضهم بعضاً؛ 

 وأَصله اصْتَحَب، لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضاد مثل اضْطَربَ، وعند الطاء مثل اطَّلَب، وعند الظاء مثل اظَّلَم،
وعند الدال مثل ادَّعى، وعند الذال مثل اذّخَر، وعند الزاي مثل ازْدَجَر، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها، لتخفّ على اللسان، ويَعْذُبَ اللفظ به.
وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة.
وأَصْحَبَ: صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب.
وأَصْحَبَ: بلغ ابنه مبلغ الرجال، فصار مثله، فكأَنه صاحبه. واسْتَصْحَبَ الرجُلَ: دَعاه إِلى الصُّحْبة؛ وكل ما لازم شيئاً فقد
استصحبه؛ قال:
إِنّ لك الفَضْلَ على صُحْبَتي، * والـمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا
الرامِك: نوع من الطيب رديء خسيس.

 
وأَصْحَبْتُه الشيء: جعلته له صاحباً، 

 واستصحبته الكتاب وغيره.
وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه: حفظه

 وفي الحديث: اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة؛ أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا

 

 وفي التنزيل: ولا هم منا يُصْحَبون ؛ 

 قال: يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا، ولا هم منا يُصْحَبون: يجارون أَي الكفار؛ أَلا ترى أَن العرب تقول: أَنا جارٌ لك؛ ومعناه: أُجِـيرُك وأَمْنَعُك

 فقال: يُصْحَبون بالإِجارة. وقال قتادة: لا يُصْحَبُون من اللّهِ بخير؛ وقال أَبو عثمان المازنيّ: أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه؛ وأَنشد قَوْلَ الـهُذَليّ:
يَرْعَى بِرَوْضِ الـحَزْنِ، من أَبِّه، * قُرْبانَه، في عابِه، يُصْحِبُ
يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى: ولا هم منا يُصْحَبون
أَي يُمْنعون.
 

 

 وقال غيره: هو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ وكان لك جاراً؛ وقال:
جارِي وَمَوْلايَ لا يَزْني حَريمُهُما، * وصاحِـبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ
<ص:521>
وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ: انقادا. ومنهم مَن عَمَّ فقال: وأَصْحَبَ
ذلَّ وانقاد من بعد صُعوبة؛ قال امرؤ القيس:
ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ، * إِذا قِـيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا
الإِمَّرُ: الذي يأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه، والرَّثْيَةُ: وجَع المفاصل. وفي الحديث: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت، واسترسلت، وتبعت صاحبها.
قال أَبو عبيد: صحِـبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة، وأَصْحَبْتُ أَي انقدت
له؛ وأَنشد:
تَوالى بِرِبْعِـيِّ السّقابُ، فأَصْحَبا
والـمُصْحِبُ الـمُستَقِـيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّث؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
يا ابن شهابٍ، لَسْتَ لي بِصاحِب، * مع الـمُماري ومَعَ الـمُصاحِب
فسره فقال: الـمُمارِي الـمُخالِفُ، والـمُصاحِبُ الـمُنْقاد، من الإِصْحابِ. وأَصْحَبَ الماءُ: علاه الطُّحْلُب والعَرْمَضُ، فهو ماءٌ مُصْحِبٌ. وأَدِيمٌ مُصْحِبٌ عليه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه، وقد أَصْحَبْته: تركت ذلك عليه. وقِربَةٌ مُصْحِـبَة: بقي فيها من صوفها شيء ولم تُعْطَنْهُ. والـحَمِـيتُ: ما ليس عليه شعر.
ورجل مُصْحِب: مجنون.
وصَحَبَ الـمَذْبوحَ: سلَخه في بعض اللغات.
وتَصَحَّب من مُجالَسَتِنا: استَحْيا. وقال ابن برزح (1)
(1 قوله «برزح» هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا.)
إِنه يَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَي يستَحْيِـي منها. وإِذا قيل: فلان
يتسَحَّب علينا، بالسين، فمعناه: أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل. وقولهم في
النداءِ: يا صاحِ، معناه يا صاحبي؛ ولا يجوز ترخيم المضاف إِلاّ في هذا وحده، سُمِـعَ من العرب مُرخَّماً. وبنو صُحْب: بَطْنان، واحدٌ في باهِلَة، وآخر في كلْب. وصَحْبانُ: اسم رجلٍ.

ج5.معاني القران للنحاس

ج5.معاني القران للنحاس ج5. الكتاب : معاني القرآن الكريم المؤلف : ابو جعفر احمد بن محمد بن اسماعيل النحاس أي والحافظاتها ونظيره ... ...