برامج مجانية

تحميلات نداء الابمان تحت الصورة

تحميلات : برنامج الذاكرالقرآن مع الترجمةبرنامج القرآن مع التفسيربرنامج القرآن مع التلاوةبرنامج المكتبة الالكترونية.

*********** 9 مصاحف في الوسط جاهزة جديدة

/ /   /

Translate الترجمة

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

قــلب الأم




قــلب الأم

ابراهيم عبدالعزيزالمغربي في بيت متواضع البناء ، يطل على حقل القمح بلونه الخلاب وتلـُفه الأشجار، وبعض الورود التي تكسو المكان بجمالها . يعيش خالد مع أسرته الصغيرةتعود من أمه التلقين لآيات القرآن مع نطقه للحروف الأولى


وأخذ يحاكي والديه بأداء الصلوات منذ تحركت أعضاؤه خارج مهده الصغير .
على أعتاب المرحلة المتوسطة ، بدأت أمه حصاد تعبها ، وحرصها عليه ..
وفي ليلة أوت إلى الفراش ، بعد المعاناة من العمل بالمنزل طيلة النهار ، مع مراعاة واجبات خالد ومتطلباته .
الوقت بعد منتصف الليل ، وقبل الفجر . استدعاها التعب للتقلب في فراشها ،
وفي لحظتها شعرت بهمس أقدام خالد بصالة المنزل . نفض النوم نفسه من عينيها . فتحت جفنيها على أقدام خالد وهو يدخل غرفته . الوقت متأخر ، طردت الخواطر المتزاحمة نومها : لماذا يقوم من نومه هذه الساعة ، وما عهدتها عليه ؟ آااه . لقد كبر خالد . لقد أفسد أصدقاء السوء ما تعبت من أجل ثباته عليه .
تــُـرى هل قام هذا الوقت المتأخر لمشاهدة التلفاز ؟؟ ما عهدته مشاهدًا لمُحـرمات .
ألا يمكن أن يكون أحد زملائه بالمدرسة أعطاه شريط فيديو ، وظن أن أنسب الأوقات لمشاهدته ونحن نيام ؟؟
لا.. لا . إنه من المؤكد التليفون . إنه على الأرجح سيتصل بـــــ ....... . لا .
خرجت الخواطر تدفع مشاعرها دفعـًا ، وما برد قـلبُها إلا بدمعات حزينة مفعـمة بالحب والخوف على ولدها خالد .
يــاااه . للمرة الأولى أشعر أنه كبـر .
أين حصاد السنوات من التوجيه والتربية . ترى هل قصرت معه ؟ هل يمكن أن يضيع كل ذلك في وقت قصير ، على غفلة منا ؟؟
كل هذا الشعور وغيره تدفق في لحظات قصيرة ،
تدفق وهو مشوب بالألم الذي اعتصر قلبها عندما ظنت أنها سترى ابنها في لحظة الضعف ، وما كانت تظن أن ترى ما تعيشه الآن .
استجمعت قواها النفسية ، وسحبت جسدها المثقل من سريرها . كتمت أنفاسها ،
وأخذت خطوات قصيرة نحو غرفة خالد . وقد أعياها التفكير :
هل أفتح الباب عليه دون استئذان ؟؟ لا .. لقد عودته أدب الاسلام بالاستئذان .
ــ هل أصـيح به بصوتٍ عالٍ ليعرف الجميع لوعتي وحسرتي ؟؟ لا .
إنه الموقف الأصعب الذي أتعرض له .
كل ذلك ورجلاها تقتربان من الباب . استجمعت أنفاسَها ، اقتربت من باب غرفة خالد فما شعرت إلا بيدها على مزلاج الباب وقد أصابتها رعشة استمدت قوتها من ضربات قلبها المتتابعة .
نظرت فوجدت نظرها وقد استجمع أركان الغرفة كلها في لحظات .
أقدامها على عتبة الغرفة . لا أثر لحركة بالغرفة . النور خافت .
لم تشعـر إلا وقد أيقظها صوتها العالي بترديدها : الحمد لله .. الحمد لله ...
لقد وجدته فوق سجادته يصلي ركعتين قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر.
ابراهيم عبدالعزيزالمغربي/الرياض

======================

(قصة واقعية مبكية)
هداية زوج قاس بعد وفاة زوجته الصابرة
نماذج مضيئة للفتاة المسلمة
في شريط (مشاهد رأيتها من غسل الأموات لسوء الخاتمة وحسن الخاتمة)
يقول فضيلة الشيخ/ محمد بقنة الشهراني:

امرأة أعرفها كانت صابرة على زوجها.. كان يقسو عليها أشد القسوة.. ولكنها لم تخرج عن طاعته.. ما تبرمت على قدر ربها.. صبرت واحتسبت.. وكانت تنظر لأولادها وكأن في نظراتها احتسابهم على الله جل علاه.. وفوق ذلك ابتلاها الله بمرض خبيث في بطنها.. تتألم من شدة الألم تارة وتتألم من شدة ظلم زوجها لها تارات.. وهكذا .. حتى أتتها سكرات الموت..
فعندما أتتها السكرات وفي ذلك الوقت قرأت أحد بناتها عليها آيات من كتاب الله الحكيم.. فإذا بها توصي الأولاد بأبيهم.. يا آ الله .. أساء لها فأحسنت إليه.. ظلمها فصبرت ودعت له..
توصي الأولاد بأبيهم خيراً.. ثم تأمرهم بأن يخرجوا من عندها ثم توجه بصرها إلى السماء وهي على فراشها.. ثم تشير بالسبابة توحيداً لربها.. وما هي إلا لحظات وإذ بالعرق البارد يتصبب على جبينها وتسلم الروح لبارئها رحمها الله..
ولقد عايشتُ هذه القصة بنفسي..
ماتت وهي توصي بالذي أساء لها.. فهداه الله بعد موتها.. وما زال يذكرها ويدعو لها..
ماتت والعرق ينحدر على جبينها فظفرت بدعوة نبيها.. ماتت بداء بطنها لينطبق عليها حديث رسولها الذي رواه مسلم وأحمد (من مات بالبطن فهو شهيد) وقوله عليه الصلاة والسلام كما عند النسائي وأحمد وصححه الألباني (من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره)
هنيئا لها بخاتمتها..
هنيئا لها بصبرها واحتسابها..
هنيئا لها بعفوها الذي أوصلها إلى ذلك بإذن الله جل وعلا..
* *
أصحاب الخاتمة الحسنة وجوههم تلألأ نوراً في حياتهم.. وعند موتهم.. وعند لقاء ربهم..
وذلك من أثر الطاعة عليهم وصدق الله إذ قال: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)..
مما فسرت به هذه الآية قول منصور رحمه الله إذ قال: سألت مجاهد عن قول الله (سيماهم في وجوههم) أهو أثر يكون بين عيني الرجل؟
قال مجاهد: لا ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز وهو أقسى قلباً من الحجارة ولكنه نورٌ في وجوههم من الخشوع
قال سفيان الثوري رحمه الله: يصلون بالليل فإذا أصبحوا رؤيا ذلك في وجوههم.. بيانه قوله عليه الصلاة والسلام: (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) رواه مسلم وغيره.
قلت: وقال الحسن رحمه الله عن (سيماهم في وجوههم) قال: هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة.
* *
يقول الشيخ حفظه الله:
أراني أحدهم صورة فلما نظرت إليها فإذا بها صورة لامرأة متبرجة.. بيضاء جميلة.. كاسية عارية.. فقلت له: اتق الله ولماذا تريني هذه؟! أما خفت من الله يا عبد الله؟!
فقال لي: أريكها لأخبرك أن هذه التي ترى هي هذه!!
فنظرت إلى الصورة الأخرى فإذا بامرأة قد اسود وجهها.. والظلمة قد ظهرت على ملامحها.. وهي ميتة مقتولة بيد زوجها.. وكان آخر عملها من الدنيا كأس الخمر بيد والسيجارة بيد.. وعلمت بعد ذلك أنها إحدى المغنيات المشهورات أعاذنا الله وإياكم أجمعين..
شتان بينها.. وبين تلك الفتاة (جارتي).. نعم إنها جارتي.. في حي الذي أعيش فيه.. أبوها نحسبه من الصالحين.. لا يترك صلاة في المسجد البتة.. ابنته في الرابعة والعشرين من عمرها.. فرحت بوظيفتها معلمة وإن كان المكان بعيد عن بيتها.. كانت تذهب هي ومن معها إلى عملهم في عربة يستقلونها بالأجرة.. يذهبون سويا ويرجعون سويا..
وقبل شهر رمضان لعام 1424هـ فاجأت أهلها بكلام كانت تقوله.. قالت لهم قبل شهر رمضان: (إذا أنا مت فلا تحزنوا عليّ فإني أحتسب خرجتي هذه للعمل على الله فأنا أعلم العلم )..
وكانت تخرج متحجبة متسترة من رأسها إلى أخمص قدميها..
الشيخ: أنا أعرفها.. أنا أرى حجابها رحمها الله..
وقبل موتها.. طلبت من أبيها أن يأخذها لصلاة الجمعة معه فأخذها وكان ذلك في منتصف شهر رمضان..
وبعد الجمعة بيومين .. في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1424هـ تخرج من بيتها صائمة وكان من آخر أعمالها أنها أيقظت إحدى صديقاتها لصلاة الفجر وكانت تتلو القرآن في العربة التي كانت تستقلها وهي ذاهبة إلى عملها بصوت منخفض وماتت والقرآن بيدها!.. حصل الحادث المروع وماتت وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة..
ماتت في يوم الاثنين من رمضان.. وقد ولدت في يوم الاثنين من رمضان!..
ماتت وقد صلت الفجر.. ولم تنم بعد صلاة الفجر بل تتلو القرآن إلى وقت الدوام..
ماتت وقد دعت إلى الله في ذلك اليوم بأن أيقظت صديقتها إلى الصلاة..
ماتت والقرآن في يدها..
ماتت وهم يخرجونها من العربة ويقولوا الذين أخرجوها: واللـــــــــــه أننا أخرجناها من العربة ووضعناها في الإسعاف ولم يظهر من جسدها قدر أنملة!!.. فقد كانت مع تحجبها تلبس السراويل الطويلة تحت لبسها تقول: (لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد، لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد) ..
بكى الشيخ حفظه الله وهو يقول:
ماتت كما تتمنى.. كاد أبوها أن يجنّ عليها..لما رآني وقد دخلت أعزيه احتضنني وأمام الناس بكى وأجهش بالبكاء ورفع صوته وقال: (أبر أولادي بي هذه يا محمد)..
هنيئا لها على القرآن والبر والدعوة والصيام ورمضان.. تموت رحمها الله..
تزود قريباً من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعلُ
وإن كنت مشغولاً بشيء فلا تكن *** بغير الذي يرضى به الله تشغلُ
فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** إلى قبره إلا الذي كان يعملُ
ألا إنما الإنسان ضيفٌ لأهله *** يقيم قليلاً عندهم ثم يرحلُ
=====================
اللهم اجعلنا مما يقال له: (اخرجي أيتها النفس الطيبة إلى روح وريحان ورب راض غير غضبان)
اللهم آمين.. يا رب العالمين..
أيها العباد..
الناس صنفان: سعداء وأشقياء
(فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق)
أعاذنا الله من النار..
(وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها )
اللهم اجعلنا منهم يا رب..
السعداء هم الذين يُختم له بأعمال السعداء.. يموتون وعلامات الخير تتنزل بهم.. يودّعون الدنيا وهم فرحون بما آتاهم الله من فضله.. يٌبشرون بالنعيم المقيم في دار الكرامة والرضوان.. جزاءً لهم بما كانوا يعملون.. جزاءً لهم بما كانوا يصبرون.. جزاءً لهم بما كانوا لأنفسهم يجاهدون.. نعم.. لأنفسهم يجاهدون.. (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
فأما أهل الشقاوة فهم أولئك الذين يظهر البؤس والألم على وجوههم وأجسادهم قبل أن يظهر لهم في قبورهم..
اللهم احفظنا وارحمنا وثبتنا يا رب..
أهل الاستقامة والصلاح.. هم أهل الخاتمة الحسنة.. هم الذين يوفقهم الله تعالى للتوبة والرجوع والأوبة إليه قبل موته.. هم الذين يموتون على الصالحات ويهجرون المعاصي والسيئات..
ألم تسمعوا قول رسول رب البريات كما عند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم واللفظ له وصححه ووافقه الذهبي عن عمر ابن الحمق الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبداً عسّله)
فقيل له: وما عسله؟!
قال: - اسمع وما عسله، افهم وما عسله، تمعن في معنى عسله يا من تسمعني –
قيل وما عسله؟!
قال: (يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه أو قال من حوله)
وفي رواية لأحمد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أراد الله بعبدٍ خيراً استعمله)
قبل: كيف يستعمله؟!
قال: (يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عليه من حوله)
وعند الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته)
قالوا: وما طهور العبد؟!
قال: (عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه)
أسمعت.. (عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه)
اللهم إنا نسألك من فضلك.. فهذا من أعظم علامات حسن الختام.. أن ييسر الله تعالى للعبد أو للأمة عمل صالحا يموت عليه.. ييسر له في آخر حياته توبة صادقة.. صدقة طيبة.. صلاة خاشعة.. دعوة إلى الله تعالى بتضحية..
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

من صيد الخاطر


العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(3)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب

العائدون إلى الله
مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
المجموعة الثالثة

(1) توبة الشيخ عادل الكلباني
(2) توبة اللاعب عبد الله عبد ربه
(3) توبة الممثل المغربي المشهور سعيد الزياني
(4) توبة الممثلة هالة فؤاد
(5) توبة مفحط مشهور
(6) توبة أشهر عارضة أزياء فرنسية
(7) توبة شابين في المطار على يد أحد المشايخ
(8) توبة شاب بعد رؤية ليوم القيامة
(10) توبة شاب بعد ذهاب بصره
(11) توبة مدمن
(12) توبة شاب مجاهد
(13) توبة طبيب نصراني وإسلامه على يد داعية مسلم
(14) توبة أسرة كاملة عن أكل الحرام على يد أحد أبنائها
(15) توبة رجل بعد موت صاحبه من المخدرات
(16) توبة مدرسة على إحدى طالباتها
(16) توبة فتاة في السكن الجامعي
(17) توبة شاب غافل
(18) توبة عدد من الشباب بعد قرائتهم للجزء الأول من هذا الكتاب

تاريخ الإضافة  17-11-1425
عدد القراء  73184
رابط القراءة

رابط التحميل

العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(1)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب

العائدون إلى الله
مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
المجموعة الأولى

(1) توبة الشيخ أحمد القطان
(2) توبة والد الشيخ أحمد القطان
(3) الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني
(4) توبة الممثلة شمس البارودي
(5) توبة شاب عاق لأمه
(6) توبة فتاة نصرانية
(7) توبة حدث
(8) توبة عاص
(9) الشاب ح م ج
(10) توبة شاب مدمن للمخدرات
(11) توبة في مرقص
(12) توبة رجل في بانكوك
(13) توبة شاب من ضحايا بانكوك
(14) توبة شاب بعد سماعه لقراءة الشيخ (علي جابر) إمام الحرم ودعائه
(15) توبة شاب بدعاء أمه له
(16) توبة شاب من سماع الغناء

تاريخ الإضافة  17-11-1425
عدد القراء  97823
رابط القراءة

رابط التحميل

 

قلوب كبيرة ... ضربوا أروع الأمثلة في التفاني والوفاء والتضحية



     


    للأخوة معنى جميل ومذاق حلو وقد قدمت لنا بعض الأمثلة الطيبة هذا المعنى
    في أجمل صوره، فرب إخوة يرتفعون ويسمون بهذه العلاقة إلى أعلى درجاتها لتأتي
    نموذجاً يحتذى وقدوة تتبع ضربوا أروع الأمثلة في التفاني والوفاء والتضحية في
    سبيل إخوانهم فمع بعض هذه النماذج.

    قلوب كبيرة

    كلية من شقيقتي!

    حمد عمره (25)عاماً عانى كثيراً من فشل كلوي فتقدمت شقيقته بلا تردد وتعافى أحمد وتخلص من معاناة لازمته زهاء أربع سنوات،
    يقول أحمد: ما حدث منها أكبر بكثير مما سأصفه أو أتحدث عنه، لقد جاءت بقطعة عزيزة وغالية من جسدها، اقتطعتها لتضعها في يدي كطوق نجاة من مرض مزمن.

    واساني بماله

    (ف) معلمة رياضيات تبلغ من العمر (35) عاماً متزوجة وأم لأربعة أطفال، استولى زوجها على بيتها ومالها ثم طلقها، فوقف معها في محنتها أخوها وأعطاها من ماله الوفير ما عوضها وعن بيتها بخير منه أكبر مساحة وأجمل موقعاً وزاد على ذلك بأن أثثه من أبدع ما يكون مع سائق وخادمة وسيارة كبيرة،
    تقول (ف) لم ولن أستطيع الحديث عن موقف أخي فهو أكبر من ذلك بكثير.

    إنقاذ

    أبو محمد يحفظ لأخيه جميل عمره، فلولاه بعد الله عز وجل وفطنه وحرصه لكان في مستنقع لا خروج منه حيث عاش لمدة عام مدمناً للمخدرات ولما علم أخوه بالأمر أخذ إجازة من عمله وكان يقطن بمدينة أخرى فأخذه لمصحة متخصصة وأشرف بنفسه على علاجه لمدة شهرين حتى تعافى وبحث له عن عمل وبقي حوله حتى اطمأن عليه،
    يقول أبو محمد: بذل ماله ووقته وجهده حتى تأكدت له استقامتي فاطمأن، فجزاه الله عن أ وبتي وتوبتي واستقامتي خير الجزاء.

    عناية طبية

    سارة (17عاماً) تعاني من إعاقة جسدية بالإضافة إلى الربو شقيقها الأكبر طبيب مشهور، يرعاها بعناية فائقة رغم انشغاله يتابع حالتها باهتمام ويبحث عن الجديد في عالم الطب ليعالجها، جلب لها ما تحتاجه وكذلك جهاز حاسب تتسلى وتتعلم عليه ومعلمة القرآن الكريم،
    تقول سارة: أخي يجب أن يدخل السرور على قلبي مهما كلفه الأمر وهذا رفع من معنوياتي وجعلني أشعر بأنس وسرور رغم ظروفي الصحية.

    أنستني مصابي

    أم لين عادت لبيت أهلها هي وبناتها الثلاث بعد زواج امتد لسنوات خمس، بالطبع حز ذلك كثيراً في نفسيتها وأثَّر على بناتها، كان المصاب بحق كبير ولكن وقفة شقيقتها بجانبها بدد ذلك كله، اهتمت بالصغار أيما اهتمام، تنام وتصحو معهم، تلبي كل مطالبهم، تسليهم وتلعبهم، وبعد عام تزوجت أم لين وتركت صغارها عند أختها وبقوا في رعايتها ما يقارب العام حتى استقر بها المقام عادوا يعيشون معها في بيتها،
    تقول أم لين كان لوقفتها معي دور لا ينسى في إعادة حياتي لطبيعتها وسيرتها الأولى لقد اتسع صدرها حتى امتصت كل همومي وحزني فيا لها من أخت.

    هداية

    إنجود (18) عاماً تأثرت بصاحبتها فوقعت في أمور سيئة كالتبرج وتأخير الصلاة وسماع الغناء وما شابهها من المعاصي وكانت أختها نجلاء (15) عاماً مستقيمة وتحمل هم هدايتها فما برحت تنصح وتوجه بطريقة وأخرى حتى امتن الله عليها بالهداية،
    تقول إنجود: فضل عظيم لا أنساه فأختي بذلت المستحيل وتحملت مني الكثير وعندما لمست بوادر الهداية علي خرت ساجدة لتشكر الله على ذلك.. كانت تصلي بالليل وأسمعها تلح على الله بالدعاء لي بالهداية فاني فضل أعظم من هذا الفضل؟.

    تكاليف زواج

    هدى (45) عاماً معلمة كيمياء لها أربعة إخوة اشترت لكل واحد منهم أول سيارة يسوقها وتحملت تكاليف زواجهم بعد تخرجهم من الجامعة وما زالت تمد يد العون لمن يريد الدخول بمشروع تجاري مثلاً أو الاستثمار فيه بمجال معين،
    يقول عبد الكريم: مات أبي رحمه الله ونحن صغار وعوضتنا عن فقده ولم تبخل علينا بمالها ولولا وقفتها معنا لما توظفنا وتزوجنا فقد جادت بمالها كله لأجلنا.


    * *
    المرجع/ مجلة أسرتنا العدد 75 رجب 1427هـ
     
  1. تحرير: حورية الدعوة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(2)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب

العائدون إلى الله
مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
المجموعة الثانية

(1) توبة المفكر سيد قطب رحمه الله
(3) توبة المغني البريطاني المشهور (كات ستيفنز )
(4) توبة الممثلة هناء ثروت
(5) توبة الراقصة هالة الصافي
(6) توبة شاب أسرف على نفسه بالمعاصي
(7) توبة فتاة متبرجة
(8) توبة فتاة من ضحايا الغزو الفكري
(9) توبة شاب رأى الموت بعينيه
(10) توبة امرأة مغربية بعد إصابتها بالسرطان وشفائها منه في بيت الله
(11) توبة تحت الأمواج
(12) توبة شاب بعد سماعه موعظة
(13) توبة فتاة من عالم الأزياء إلى كتب العلم والعقيدة
(14) توبة شاب كان يتعرض للنساء
(15) توبة فتاة في العشرين

تاريخ الإضافة  17-11-1425
عدد القراء  65394
رابط القراءة

رابط التحميل

 

العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(1)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب

العائدون إلى الله
مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
المجموعة الأولى

(1) توبة الشيخ أحمد القطان
(2) توبة والد الشيخ أحمد القطان
(3) الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني
(4) توبة الممثلة شمس البارودي
(5) توبة شاب عاق لأمه
(6) توبة فتاة نصرانية
(7) توبة حدث
(8) توبة عاص
(9) الشاب ح م ج
(10) توبة شاب مدمن للمخدرات
(11) توبة في مرقص
(12) توبة رجل في بانكوك
(13) توبة شاب من ضحايا بانكوك
(14) توبة شاب بعد سماعه لقراءة الشيخ (علي جابر) إمام الحرم ودعائه
(15) توبة شاب بدعاء أمه له
(16) توبة شاب من سماع الغناء

تاريخ الإضافة  17-11-1425
عدد القراء  97822
رابط القراءة

رابط التحميل


العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(4)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة  20-12-1425
عدد القراء  60715
رابط القراءة

رابط التحميل

 

  بيانات الكتاب ..

العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(6)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة  6-9-1427
عدد القراء  64940
رابط القراءة


رابط التحميل

 


العنوان  العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين(5)
المؤلف  محمد بن عبد العزيز المسند
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة  19-1-1426
عدد القراء  87013
رابط القراءة

رابط التحميل

 

أختي اليتيمة     من صيد الخاطر




أختي اليتيمة
أمل المستقبل
الجزء الأول
استيقظ كل صباح كي أقوم بالمهمة الموكلة إلي ..
يا إلهي كم أتذمر من هذه المهمة ..
لم علي أن أقوم أنا بالذات بإيصال سارة إلى المدرسة كل يوم ..
هناك شيء ما يوحي إلي بأنني سألتقي بشيء أبحث عنه ولكن ماهو؟
لا أدري!!!
استيقظت اليوم مبكرا .. لماذا ؟
هل لأن اليوم هو الأربعاء ..!!
حيث سأرتاح من إيصالك يومين متتاليين ..
لم لا؟!
تناولت فطوري وانتظرت حتى تأتي سارة ..
جاءت سارة وانطلقنا إلى المدرسة ..
سارة في الصف الثالث الإبتدائي .. مرحة جداََ .. ولا أنسى دلعها الزائد وطلباتها المجابة من والدتي حفظها الله .. حيث أن والدي متوفى منذ ثلاث سنوات ..
وصلنا إلى المدرسة .. نزلت سارة مسرعة
أما أنا فقد استوقفني منظر فتاة صغيرة تقف حائرة أمام باب المدرسة
حائرة بين الدخول أو الرجوع من حيث أتت
وقفت انظر إليها أتاملها ..
لم استفق إلا على منبه سيارة من خلفي قد سددت الطريق على صاحبها ..
توكلت على الله وتوجهت إلى مقر عملي ..
لكن صورة تلك الفتاة .. لم تفارق مخيلتي أبدا
لاشعوريا أفكر فيها
ترى ماهو السبب ..
يبدو أنني أشغل نفسي بشيء تافه ..
لم كل هذا التفكير أحمد ؟!
إنها طفلة كغيرها تخاف من المدرسة ليس إلا
********
عند باب المدرسة وبعد انتهاء الدوام .. انتظرت سارة في السيارة لكنها لم تأت
تأخرت ..!!
ليس كعادتها ..
اضطررت للنزول كي أطلب من الحارس أن ينادي عليها ..
نادى مرة ومرتين وثلاثة .. ولم تخرج ..
كدت انفجر غضبا .. أين ذهبت .. يبدو أنها غارقة في اللعب ..
حسنا سارة .. سأؤدبك ..
أخيرا خرجت .. هالني منظرها ..
لحظة !..
لاتظنوها تبكي .. بالعكس كانت مسرورة وهي تمسك بيد زميلتها ..
أحال منظرها جمر قلبي المشتعل إلى رماد
أتت إلي مسرورة تجري
حملتها كعادتي وقبلتها بين عينيها ..
وهي في غمرة سعادتها وضحكها .. رأيت دمعة انحدرت على وجنة زميلتها ..
آآآآآآآه .. هي نفس الفتاة التي رأيتها عند باب المدرسة في الصباح
أنزلت سارة وحملتها وأنا أتسآل مالذي أنزل هذه الدمعة الآن ..
مسحت دمعتها وقبلتها هي الأخرى
أخرجت قطعة حلوى من جيبي لا تستغني عنها سارة وأعطيتها إياها ..
ارتسمت ابتسامة بريئة على شفتيها ونزلت دمعة كانت معلقة في عينيها ..
طبعت قبلة على رأسي وقالت:
((ياليت عندي بابا مثلك))
آآآآه هي يتيمة إذن..!!
وليس لديها أب .. أو أنه قاس عليها
أنزلتها بعد أن ودعتها .. وأخذت أراقبها إلى أن اختفت عن أنظاري بين البنيان ..
عدت إلى المنزل و فكري مشغول بها .. لم استطع تناول غدائي
ذهبت إلى غرفتي واستلقيت على السرير وكلمتها ترن في أذني
((ياليت عندي بابا مثلك))
هل تحسون بمثل ما أحس به؟
هل مر بأحدكم موقف كهذا؟
لا أدري كم مر من الوقت وأنا أفكر بها ..
تعلقت بها كثيراََ ...
انتظر الصباح بفارغ الصبر حتى أراها .. أريد أن أشعرها بقربي منها ..
ولكن بصفتي ماذا ؟؟.. أخ لصديقتها .. يالتفاهة الموقف ..
خطرت في بالي فكرة!! .. أن اجعل سارة تتقرب منها أكثر وتسألها عن أحوالها
بالفعل فكرة رائعة ..
ولكن..!!
كيف ستفهم سارة ما أريد ؟؟
هذه هي المشكلة ..!!
**********
يبدو أنها ملت الانتظار حتى صرخت في وجهي: أحمد أنا أتكلم ..
نعم سارة ماذا تريدين؟
أطالت النظر إلي وقالت أريد التحدث معك في سر !!..
هل بإمكاني ذلك؟..
ضحكت عليها..!!
وكيف لطفلة مثلك أن تعرف معنى الأسرار؟
يبدو أنها غضبت من ضحكي عليها
لذا أرادت الخروج .. لكني تداركت الوضع .. أمسكت بيدها وأجلستها على رجليّ ..
ماذا كنت تريدين يا صغيرتي؟
حسنا ..
سأقول .. لكن أريدك أن تعدني بأن يكون سراَ بيني وبينك ..
أحسست أن الموضوع جد ..!!
ماذا لديك عزيزتي .. ؟؟
هل ستسمع ما أقوله لك؟؟
نعم سأسمع وسأنفذ كل ما تأمرين به ..
ساد الصمت لفترة ثم قالت :
جواهر ..
نظرت إليها بتساؤل من جواهر؟!
ردت بسرعة:
صديقتي
ألا تعرفها .. التي حملتها اليوم وأعطيتها الحلوى ..
امم ..
تذكرتها مابها؟
هي تقول إنها أختي ..
أردت أن أضحك مرة أخرى .. بالتأكيد صديقتها وعزيزة عليها ستقول أنك أختها ..
ولكن هل هذا هو السر..!!
يبدو أن الابتسامة شقت طريقها إلي رغما عني مما أدى إلى استيائها ..
أنت تسخر مني أليس كذلك؟
لا .. لا .. ياعزيزتي
بما أنك صديقتها كما قلت فمن الطبيعي أن تقول أنها أختك لأنها تحبك..
ولكنها قالت لي أن أمها تقول بأن لها إخوة من الأب لا تعرفهم ..
ارتسمت علامة استفهام كبيرة على وجهي !!..
ولكن مادخلي بهذا الموضوع؟!..
ضربتني ضربة خفيفة على رأسي أحمد افهم ..
اسم والدي يشابه اسم والد جواهر ..
والدي توفي ووالد جواهر توفي أيضا .. وأنت !!..
مابي أنا أيضا ..
لاشيء سوى أنك تشبه جواهر كثيرا !!َ..
هذه المرة لم أمنع نفسي من الضحك عليها ..
اغتاظت كثيرا وذهبت وعندما وصلت إلى الباب غمزتني قائلة:
ســـــــــــــر!!
الجزء الثاني
مرت فترة على الحوار الذي دار بيني وبين سارة ..
وفي أحد الأيام عندما ذهبت لأخذها من المدرسة فاجأتني بمجيئها مع جواهر ..
ركبتا السيارة وقالت:
والدة جواهر مريضة وتريدك أن توصلها إلى المنزل ..
لم أجب .. بل توجهت بنظري إلى جواهر الجالسة في الخلف فلم تعلق
بل أنزلت رأسها إلى الأرض ..
هل أنت متأكدة من ذلك ؟
ردت سارة نعم .. عدت ببصري إلى الوراء .. لا أدري مالذي جذبني إليها
عيناها .. وجنتيها .. كل شيء فيها جميل ..
ضحكت في نفسي على قول سارة بأنها تشبهني .. هناك فرق كبير ..
شغلت سيارتي وسألتها عن طريق منزلهم
دلتني على الطريق إلى أن وصلنا ..
نزلت قبلها وفتحت لها باب السيارة .. وعندما نزلت أمسكت بيدي
أحسست بقشعريرة تسري في جسدي ..
كانت عيناها تنظر إلي برجاء .. وكأنها تود البوح بشيء ..
نزلت إلى مستواها أحثها على الكلام ..
بينما أذهلني جمود سارة في السيارة دون أن تتفوه بأي كلمة ..
اقتربت منها وأنا أتحدث بصوت أقرب إلى الهمس ..
مابك صغيرتي؟ .. قالت كلمتها وكأني صٌفعت على وجهي قالت:
(أحمد أنا أحبك)
جمدت في مكاني ..
ماذا قلت صغيرتي؟
أجابت: ألا يحق لي ذلك ألست أخي؟!
ومن قال ذلك؟!
أمي ..
أمك قالت بأن أحمد أخوك..؟؟!!
تلعثمت ولم تستطع الرد فدخلت مسرعة إلى المنزل وأغلقت الباب خلفها..!!
*********
عدت إلى المنزل وأنا أفكر فيما قالت ..
هل من المعقول أن تكون أختي كيف.. ؟؟
ولم لم يخبرني أحد؟؟
ومنذ متى؟؟
دخلت غرفتي واستلقيت على السرير وسرعان ما خلدت للنوم ..
مرت الأيام على هذا الحدث .. كنت قد نسيته أو بالأحرى تناسيته ..
سارة نجحت من الصف الثالث بامتياز وأصرت على أمي أن تعمل لها حفلة نجاح لتدعو صديقاتها في الصف ..
وبعد إلحاح وافقت أمي ..
وبدأت الشروط .. أريد وأريد وأريد .. وكل هذا غير مهم ..
إذاً مالمهم بربك إذا لم يكن هذا غير مهم ..
أريد أن أشتري فستانان للحفلة ..
ولم هذان الفستانان؟!..
لي ولجواهر ..
غضبت أمي .. جواهر .. جواهر .. هل يمكن أن تسير حياتنا بدون ذكرها ..
استغربت من رد أمي .. لكني لذت بالصمت
أما سارتي فقد تغيرت ملامحها واغرورقت عيناها بالدموع وذهبت إلى غرفتها وهي تبكي .. لابد أن في الموضوع سر ولابد أن أعرفه !!..
لماذا كل هذه العصبية أماه, طفلة وتريد أن تفرح وتُفرح صديقتها ماذا في الأمر؟
أجابت بغضب فلتفرح بعيدا عنا .. فلا دخل لنا بالغرباء ..
لم أرد , بل توجهت إلى سارة محاولا مواساتها ..
بمجرد دخولي أخفت شيئا كان في يدها ..
حتى هذه الصغيرة لديها أسرارها التي لاتريد لأحد الاطلاع عليها..!!
لم أسألها عما أخفت ولكن سألتها عن جواهر ولم كل هذا الاهتمام بها؟!
نظرت إلي وقالت؛ ألا تذكر السر الذي أخبرتك به ..
سر!!!
عما تتحدثين؟!..
نظرت إلي مما أدى إلى إطراقي ..
أحيانا أخاف من نظراتها ..
اقتربت مني وهمست .. ألم أقل لك أن جواهر أختي وأنا أحبها جداً ..
سكت قليلا وأنا أتذكر ذلك ..
هي تحبك لأنك صديقتها ..
بل أختها .. ألا تفهم؟
بلا .. بلا.. أفهم وسأذهب عصراً لاشتري لكي ما تريدين .. ولكن بشرط .. ؟؟
ابتسمت بفرح .. موافقة ..!!
دون أن تعرفي ماهو الشرط؟
دون أن أعرف ..
ولكن ..!! ما هو شرطك؟
شرطي ألاّ تعلم والدتي أني اشتريت الفستان لها
من هي..؟
عدت لتسألي .. من غيرها .. أختك الآنسة جواهر ..
ابتسمت بمكر وقالت: أختك أيضاً..!!
جاءت إلي والدتي ويبدو عليها الإنهاك جلياً .. أعطتني قائمة بمتطلبات الحفلة ..
ولم كل هذه الأشياء ماهي إلا حفلة صغيرة وتنتهي ..
أجابت بصوت منهك .. لايهم .. المهم هو فرح سارة
لا أدري هل سأعمل لها حفلة أخرى أم لا ..
المهم .. اذهب بسرعة ولا تتأخر فلدي الكثير من العمل ..
أخذت القائمة و خرجت من عندها لأحضر ما طلبت ..
********
انتهت الحفلة على خير ..
كانت رائعة جداً ؛ سرت بها سارة وصديقاتها ..
شد انتباهي اختفاء أمي طوال الحفلة .. فلم أرها ..!!
ياترى هل أغضبها شيء ..
لا لا ..
كان يبدوعليها بعض الإرهاق من كثرة العمل ..
وأنا في غمرة تفكيري قطعت سارة سكوني ..
أحمد .. تعال لنرى ما أحضرن لي صديقاتي من الهدايا ..
هززت رأسي ثم قلت:
في البداية يجب أن نذهب إلى أمي ونشكرها على ما قدمت ..
ثم نريها الهدايا ..
حملتها على ظهري كالعادة واتجهنا حيث غرفة أمي ..
طرقت الباب..
مرة.. مرتين ثلاثاً.. لامجيب..!!
ازداد طرقي للباب.. لا جواب..
أنزلت سارة من على كتفي وفتحت الباب .. وجدتها ممددة على السرير..
تبدو نائمة .. ملامحها هادئة جداً ..
اقتربت منها لأتأكد من أنها بخير .. فلم يكن شكلها في الصباح يومئ بذلك ..
قربت فمي من أذنها وهمست : أمي ..
سارة تريد أن تقول لك شكراً على ما فعلته وتريك هداياها ..
أمسكت سارة بطرف ثوبي .. أحمد انظر إلى يد أمي ..
التفت بسرعة إلى حيث أشارت فماذا رأيت؟؟!!
لقد كانت رافعة إصبع السبابة ..
إذن ماتت..!!
خرجت هذه الكلمة لا شعورياً مني ..
ازداد تمسك سارة بثوبي .. ماذا تقول أحمد؟
أمي لم تمت.. لم تمت..
اقتربت سارة من أمي
أمي أنا سارتك الصغيرة أرجوك ردي علي ..
أعدك بأني لا أتعبك مرة أخرى ..
أعدك بأن لا أذكر اسم جواهر مرة أخرى..
لاتتركيني وحدي ..
أرجوك أمي ..
لم استطع أن أتمالك نفسي .. أخذت أسحبها حتى لاتؤذي نفسها ..
ازداد تشبثها بأمي وعلا صراخها ..لا.. لالالالالالا
أمي لم تمت .. أرجوك .. أمي .. قومي .. قومي
أثبتي له ذلك ..
أحمد لايحبك لذا يقول بأنك قد رحلت .. هيا هيا أمي .. أرجوك..........
الجزء الثالث
مضت خمس سنوات على وفاة والدتي رحمها الله
كنت فيها الأم والأب وكل شيء لسارة .. التي أصبحت بالنسبة لي شيء كبير ومهم في حياتي أكثر من ذي قبل ..
لم يبق في المنزل بعد رحيل أمي سوانا ..
كان الملل يحيط بنا بالرغم من محاولتي جاهداً أن أزيل آثاره .. وأن أدخل البهجة إلى قلب سارة بعد أن فقدت أعز اثنين على قلبها ..
أمي (رحمها الله) ..
وجواهر ..
أجل .. اختفت جواهر بعد رحيل أمي بسنتين دون سابق إنذار ..
إلى مكان غير معروف مما أدى إلى انتكاس سارة .. التي كان عليّ محاولة إخراجها مرة أخرى من انطوائها ..
ولكن كيف ذلك ..؟
العلم عند الله ..
فأنا سأبذل ما في وسعي لأجلها ..
*********
يبدو أنني استغرقت وقتا في التفكير .. أشعر بصداع شديد ..
نهضت من سريري متوجها إلى أسفل لأعد لي شايا ساخناً ريثما تنتهي سارة من واجباتها ثم نذهب بعد ذلك للسوق ..
ساقتني قدماي إلى غرفة والدتي لاشعورياً ..
دخلت الغرفة.. أضأت المصباح .. وجلست على طرف السرير..
فتحت أحد الأدراج على جانب السرير.. فوجدت مفكرة صغيرة ..
ترى ما بداخلها ؟!.. فتحتها .. فغرت فمي حين قرأت المكتوب كعنوان لها
(مذكراتي أكتبها في حياتي .. ليقراها أبنائي من بعدي)..
فتحت الصفحة الأولى والثانية والثالثة ..
كل صفحة أحداثها تختلف عن الأخرى ..
شدني عنوان إحدى الصفحات (أصعب الأيام) ..
ترى ما هو أصعب أيام حياتك أمي؟؟
هل عندما مات أبي؟
أو عندما انتقلنا لمنزلنا هذا؟؟
هل؟؟ .. وهل؟.. أسئلة كثيرة ترددت في مخيلتي قبل أن أقرأ ماكُتب في تلك الصفحة ..
لم يكن خبر وفاة والدي ..
ولم يكن حدث انتقالنا لمنزلنا هذا ..
ولا غيرها من الأفكار التي طرأت على بالي البتة ..
لقد كان ..
خبر زواج والدي !!!..
نعم لقد تزوج والدي عليها دون علمنا ..
هل يعقل هذا؟ ..
أنا لا أعارض ولكن لِم لم يخبرنا؟؟
لم لم تقل أمي لنا ذلك؟؟
من هي تلك المرأة .. وكيف تزوجها .. ومتى .. وهل لنا أخوة منها .. أم لا؟ ..
لا أصدق قرأت وقرأت حتى كاد رأسي أن ينفجر ..
جاءني صوت سارة الواقفة على الباب ..
وقد لبست عباءتها ..
سألتها عما إذا كانت تريد الخروج الآن .. هزت رأسها إيجابا
أعدت المفكرة إلى الدرج وأطفأت المصباح وخرجت ..
*********
قضينا قرابة الساعتين في السوق ..
عدت بعدها وأنا في غاية التعب ..
توجهت إلى المطبخ وعملت لي كوبا من الشاي..
صعدت إلى غرفتي تمددت على السرير وأنا احتسي بعضا منه..
وسرعان ما شعرت بالراحة وخلدت للنوم ..
**********
صوت طرق الباب أزعجني .. فتحت عيني شيئا فشيئا
وتكلمت بصوت يكاد يخرج من حنجرتي .. تفضل ..
فُتح الباب ببطء .. وأنا أسمع صوت أزيزه ..
وانتظر من سارة أن تتحدث دون أن أتحرك من مكاني ..
جاءني صوت طالما أحببته .. وطالما تسليت بسماعه .. أطربني سنوات معدودة ..
وانقطع عني بقية عمري ..
التفت إلى مصدر الصوت ..
تفاجئت .. ذهلت ..
لم أعرف كيف أتصرف ..
وظللت مشدوها أنظر ..
لقد كان .. أبــــــــــــــــــــــي ..
أجل كان قابضا يديه ومادهما إليّ ..
قال بصوت حنون ..
أحمد .. هذه أمانة عندك فحافظ عليها ..
مددت يدي وأنا أنظر في عينيه خوف أن أفقدهما مرة أخرى ..
وضع ما معه في يدي .. باختصار كانت ..
أحمد .. هيا قم سوف تقام الصلاة وأنت نائم ..
حسناً سارة ها أنا ذاهب .. استعذت من الشيطان وقمت للصلاة ..
********
عدت إلى غرفتي وحاولت أن استرجع ما رأيته في الحلم ..
ماهي هذه الأمانة التي يوصيني والدي بها ..
كان شيئا له بريق ولمعان ..
شيء ثمين .. وإلاّ لم يكن ليحرص عليه كل هذا الحرص ..
في المساء كنت جالسا مع سارة في غرفتها ..
كانت ساكتة وهادئة على غير العادة .. تسترق النظر إليّ بين فينة وأخرى ..
وكأنها تريد قول شيء وخائفة من ردة فعلي ..
مابك سارة ماذا تريدين أن تقولي ..
لاتخفي شيئا ..
ترددت قليلاُ ثم قالت:
الجزء الرابع
مابك سارة ماذا تريدين أن تقولي ؟؟
لاتخفي شيئا ..
ترددت قليلاُ ثم قالت:
جواهر..!!
سرت قشعريرة في أوصالي ..
منذ متى لم اسمع هذا الاسم؟ .. الذي طالما تمنيت سماعه
ترى أين أنت وماذا حصل لك؟
مابها يا عزيزتي ..؟
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول:
اشتقت إليها .. أريد أن أراها ..
انفجرت سارة بالبكاء ..
أحمد أرجوك أريدها
لا أريد أن أفقدها أكثر من ذلك ..
لا أريد أن أعيش بدونها ..
يكفي فقدي لأمي وأبي ..
أرجوك أحمد .. أرجوك ..
غطت وجهها بكفيها واسترسلت في البكاء ..
يا إلهي من أين لي بالقوة حتى أجعلها تهدأ ؟
العون يارب ..
اقتربت منها وضممتها وأنا اقرأ عليها آيات من القرآن ..
إلى أن هدأت ونامت..
خرجت من عندها بعد أن أطفأت النور .. وأنا بحال يرثى لها ..
ياإلهي ماذا أفعل؟..
*********
في اليوم التالي
استأذنت من عملي مبكراً..
ذهبت إلى منزل جواهر ..
طرقت الباب لكن بدون جدوى ..
اتجهت إلى المنزل المجاور .. طرقت ففتحت لي امرأة عجوز ..
سلمت عليها وسألتها عن جواهر ووالدتها ..
أخبرتني بأن والدة جواهر تزوجت وانتقلت بعد فترة من زواجها إلى منزل زوجها
وتركت هذا المنزل منذ سنتين ..
سألتها عما إذا كانت تعرف إلى أين انتقلوا أو اسم زوجها أو وظيفته؟؟
لكنها لم تكن تعرف شيئاً ..
استأذنت منها وعدت أدراجي ..
كيف أتصرف ؟.. لا أريد أن تعيش سارة في شقاء ..
لم أصدق أنها خرجت مما هي فيه ..
ولكنها بحكم شعورها بالوحدة والحاجة إلى من يفهمها أكثر مني عادت إلى تلك الحالة من البكاء والصياح .. وعليّ إخراجها من هذه الحالة بأي طريقة ..
ذهبت إلى البيت
وكانت مستلقية على كنبة في الصالة..
سألتها إذا كانت تعرف اسم والدة جواهر أو لا..
ردت فوراً (آمنة) ..
ولكن لم تسأل؟
لم أجبها
لقد مر عليّ هذا الاسم
ولكن أين؟؟؟!!!
آآآآآه تذكرت في المفكرة..!!
ذهبت إلى غرفة أمي بسرعة وجلست على طرف السرير فتحت المفكرة وجدت اسمها في صفحة أصعب الأيام ..
أجل اسمها آمنة وهي من أعز صديقات أمي ..
ولأبي منها بنت أسمها
جـــــــــــواهرررر...
دارت الدنيا في رأسي
جواهر أختي .. أيعقل هذا ؟؟!!
طوال هذه السنين وسارة تقول لي إنها أختي وأنا اضحك عليها ..
هي أيضا قالت لي هذا الكلام ..
قالت كلمتها وكأني صٌفعت على وجهي قالت:
(أحمد أنا أحبك)
جمدت في مكاني
ماذا قلت صغيرتي؟
أجابت: ألا يحق لي ذلك ألست أخي؟
ومن قال ذلك؟
أمي ..
لا أصدق ما يحدث كنت اعتقد أنه بحكم صداقتها تؤمن بأخوتها وتعتبرني أيضا أخا لها ..
قمت مسرعاً إلى سارة كانت تحتضن صورة وتبكي ..
أخذت منها الصورة ونظرت كانت صورة والدي (رحمه الله) وهويحمل في يديه جواهر ..
عادت بي الذاكرة إلى الوراء ..
(غضبت أمي .. جواهر..جواهر هل يمكن أن تسير حياتنا بدون ذكرها ..
استغربت من رد أمي لكني لذت بالصمت
أما سارتي فقد تغيرت ملامحها واغرورقت عيناها بالدموع وذهبت إلى غرفتها وهي تبكي.. لابد أن في الموضوع سر ولابد أن أعرفه؟
لماذا كل هذه العصبية , أماه طفلة وتريد أن تفرح وتُفرح صديقتها ماذا في الأمر؟
أجابت بغضب فلتفرح بعيدا عنا فلا دخل لنا بالغرباء..
لم أرد , بل توجهت إلى سارة محاولا مواساتها..
بمجرد دخولي أخفت شيئا كان في يدها
حتى هذه الصغيرة لديها أسرارها التي لاتريد لأحد الاطلاع عليها..!!
لم أسألها عما أخفت ولكن سألتها عن جواهر ولم كل هذا الاهتمام بها؟
نظرت إلي وقالت؛ ألا تذكر السر الذي أخبرتك به..
سر!!!
عما تتحدثين؟
نظرت إلي مما أدى إلى إطراقي
أحيانا أخاف من نظراتها..
اقتربت مني وهمست ألم أقل لك أن جواهر أختي وأنا أحبها جداً..
سكت قليلا وأنا أتذكر ذلك..
هي تحبك لأنك صديقتها..
بل أختها ألا تفهم؟
بلا .. بلا ..أفهم)..
آآآآآآآه..
تذكرت
والدي كان يحمل في يديه (جواهرررر) عندما جاءني في الحلم ..
أجل يحمل جواهر ..
وأراد مني أن أبحث عنها وأحافظ عليها ..
ولكن أين أنت ياجواهر .. أين أنت؟؟
كانت سارة تنظر إليّ مستغربة من تصرفي وبكائي ..
بكيت على أيام مضت أضعت فيها أختي بسذاجتي وغبائي ..
بكيت على ما أخفاه والدي عنا ..
بكيت على جفاء والدتي لطفلة لاذنب لها ..
بكيت لأني لم أحقق لها أمنيتها بأن أكون لها أبا كما أرادت ..
قلت بصوت مسموع:
عودي .. أرجوك ..
أعدك بأن أحقق لك ما تريدين ..
أعدك بأن أكون لك الأب والأخ ..
سأحبك كما أحببتني ..
لن أخذلك في شيء ولكن عودي لنا جواهر أرجوك عودي...
بكت سارة لبكائي ..
يامليكي أنت ربي أنت حسبي ومعيني .. ياإلهي ساعدني ..
ماذا أفعل .. كيف سأتصرف .. وأين سأجدها؟..
خرجت من المنزل على غير هدى ..
عسى أن تقودني قدماي إليها .. أو يأتي المارد فيأخذني إليها حيث تكون ..
بعد ساعات من السير في الشوارع والطرقات عدت للمنزل واتجهت إلى غرفة سارة ..
لأرى ما حل بها بعد أن كان مني ما كان ..
كانت مستلقية على السرير ..
وواضح عليها التعب والإنهاك ..
اقتربت منها .. كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة ..
وضعت يدي على رأسها .. حرارتها مرتفعة جدا ً..
أخذت أهزها وأناديها ..
وهي على حالها ..
حملتها بين يدي .. وأنا في أشد الحاجة لمن يحملني ..
لطفك يارب ..
أخذتها إلى المستشفى ..
أدخلت قسم الطوارئ ..
مرت دقائق وكأنها دهر ..
خرجت الطبيبة المناوبة من عندها ..
سألتها .. فأجابت ضعف عام وارتفاع في درجة الحرارة .. وتستلزم التنويم حتى تتحسن حالتها
لم أدر بنفسي إلا وأنا أسير خلفها لأكمل إجراءات التنويم ..
عدت إلى المنزل بعد أن اطمأننت عليها ..
أخذت أتأمل أرجاء المنزل .. أستعيد ذكرياتي معها فيه ..
هنا كانت تستقبلني عندما آتي من العمل وأحملها على ظهري ..
على هذا الكرسي كنت أجلس لأذاكر لها ..
عند التلفاز كانت أمي (رحمها الله) تحمل لنا الطعام وقت راحتنا ..
أمي!! أمي!!
هل من الممكن أن تكون أمي قد كتبت معلومات أخرى عن زوجة أبي في مذكراتها غير كونها صديقتها..؟
توجهت إلى غرفتها .. قلبت المفكرة صفحة صفحة بلا فائدة ..
فتشت الدرج فوجدت نوتة أرقام صغيرة ..
بالتأكيد سيكون الرقم موجود .. تصفحتها لم أعثر لها على اسم ..
لكن ماهذا الاسم الغريب ..
السارقة ..
ترى من هي .. ولم تنعتها أمي بالسارقة ..
لحظة !!.. آمنة شاكر ..
هذا ما كتب تحت اسم السارقة
بالتأكيد هي ..
ضحكت في خاطري على هذا النعت .. أسمتها أمي بالسارقة لأنها أخذت والدي منها..
ياللنساء .. يغرن من أي شيء ..
حفظت الرقم في هاتفي النقال إلى أن يتسنى لي الاتصال في الصباح ..
فالوقت متأخر ولابد لي أن أنام ..
تمددت على سرير أمي أحاول أن أنام ..
ولكن هيهات هيهات.. قُلب رأسي من التفكير..
كيف لي بالنوم وسارة مريضة .. وجواهر لانعرف أين اختفت؟
ماذا أفعل كي أعيد المياه لمجاريها وتعود سارة كما كانت فراشة المنزل ..
والتقي بك ياجواهر كي أحقق أمانيك ..
الآن عرفت ما هو الشيء الذي كنت أبحث عنه من جراء إيصالي لسارة المدرسة ..
ولكن .. بعد فوات الأوان ..
لا لم يفت الأوان ..
مازال هناك أمل بان ألقاك عاجلا أم آجلا يا جواهر ..
********
الساعة تشير إلى السابعة صباحا ً..
ياإلهي نمت كل هذا الوقت ..
لم لم توقظني سارة لصلاة الفجر؟..
اووووه .. صحيح ..!!
سارة في المستشفى كيف نسيت ذلك؟
نهضت مسرعاًً .. صليت الفجر وتوجهت إلى مقر العمل ..
استأذنت من المسئول واتجهت إلى المستشفى ..
ذهبت إلى غرفة سارة فوراً متشوقاً إليها .. دخلت دون أن أطرق الباب
وكانت المفاجأة..!!
خرجت وقد امتقع لوني من هول الصدمة ..
أوف !!..
كيف دخلت دون أن أطرق الباب ؟!..
ما هذا الموقف المحرج الذي وضعت نفسي فيه..
ماذا أفعل الآن ؟!
كيف اعتذر؟!
ماذا ستقول عنيّ؟!
الجزء الخامس
ذهبت إلى غرفة سارة فوراً متشوقاً إليها .. دخلت دون أن أطرق الباب
وكانت المفاجأة..!!
خرجت وقد امتقع لوني من هول الصدمة ..
أوف !!..
كيف دخلت دون أن أطرق الباب ؟!..
ما هذا الموقف المحرج الذي وضعت نفسي فيه..
ماذا أفعل الآن ؟!
كيف اعتذر ؟!
ماذا ستقول عنيّ ؟!
فليكن ..
أنا لم أر سوى ظهرها ..
احترت ماذا أعمل..!!
استجمعت قواي ..
وطرقت الباب فلم أسمع رداً ..
عدت للطرق مرة أخرى ..
أيضا لا مجيب ..
أحترت .. رأيتها بأم عيني جالسة على السرير ..
لم لم تجب ؟
فجأة فُتح الباب .. وخرجت المرأة التي كانت جالسة عند سارة ..
كانت متحجبة لايرى منها شيء ..
تراجعت للوراء كي أسمح لها بالمرور ..
قالت لي بكل حياء تفضل ..
لم أصدق قولا .. دخلت مسرعاً وأنا انظر خلفي ..
سألت سارة .. من هذه المرأة.. ؟؟ وكانت غارقة في الضحك ..
استشطت غضباً لم تضحكين أيتها السخيفة..
هل هناك مايثير الضحك؟
لم تستطع الرد من الضحك ..
سارة أنا أحادثك كفي عن الضحك قليلاً ..
قلتها وقد احمّر وجهي ..
لا أدري هل هو غضب أو خجل من ضحكها عليً و من نظراتها ..
جلست على طرف السرير إلى أن تنتهي ..
هل انتهيت الآن.. ؟؟
نعم ..
قلت: ولماذا كل هذا؟
قالت: ألم تر كيف كان شكلك وأنت تنظر إليها .. كادت رقبتك أن تنكسر ..
كأنك ترى امرأة لأول مرة في حياتك ..
أووووووه نسيت .. كيف أنت اليوم؟
بخير وأريد الخروج الآن ...
بهذه السرعة !!.. لا .. حتى تستعيدي شيئا من صحتك .. فأنت ضعيفة جدا ً..
أرجوك أحمد .. لا أستطيع البقاء هنا بمفردي .. أشعر بالملل ..
حسناً ..
سأحاول ولكن .. لم تقولي لي من هذه المرأة ؟؟..
تنهدت ورجعت للوراء وركزت رأسها على الجدار .. وابتسمت بمكر..
لايهم أن تعرفها .. لم أعهد هذا الفضول منك أحمد !!..
اقتربت منها بغضب .. واضعاً يدي حول رقبتها
ستقولين أم لا؟؟
نعم!!.. نعم!! .. أبعد يدك عني أنت تكتم أنفاسي .. أرجوك ..
لن أبعد قبل أن تتكلمي ..
حسناً ..
فتاة والدتها مريضة وهي مرافقة لها ..
وجاءت لتتعرف وتزيل الملل عنها من جراء جلوسها بمفردها ..
حسنا ً.. هذا كل شيء..؟
أجل هذا كل شيء ..
**********
مرت ساعتان وأنا مع سارة في المستشفى .. أحاول أن أخفف عنها وأنا في أشد الحاجة لمن يخفف عني ..
أذهلني مارأيته منها
لم أتوقع أن أرى الإبتسامة تشق طريقها مرة أخرى إلى وجهها ولا أن أرى وجنتيها متوردتين إلا بعد أن تعود جواهر..
آآآآآآآه .. جواهر.. أين أنت الآن؟؟
أحمد منذ ساعة وأنا أحادثك .. فيم تفكر؟؟
ها .. نعم!!.. ماذا أردت؟
ألن تذهب للطبيبة؟!..
ولم؟!
ماذا قلت لك؟! .. أريد الخروج ..
حسناً .. سأذهب الآن ..
خرجت من عندها إلى الطبيبة ..
لم تبد أي ممانعة ..
قامت معي وقاست ضغطها وعاينت ملفها ..
صحتها تحسنت بعض الشيء .. وكتبت لها بعض الفيتامينات والمضادات ..
خرجنا من الغرفة ..
استوقفتني قائلة : أحمد أريد أن أسلم على ربى قبل أن أخرج ..!!
ومن تكون ربى هذه؟!..
صديقتي التي تعرفت عليها هل يمكن ذلك أم لا؟!..
لم تنتظر الرد توجهت بسرعة إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها ..
وقفت في الخارج انتظرها ..
جلست على كرسي الانتظار ..
أف .. ماهذا التأخير يا سارة .. هيا أريد الذهاب ..
وأخيرا جاء الفرج ..
فتحت الباب وجاءت إليّ ..
قالت: كيف حالك أحمد وهي تقترب مني أكثر وأكثر ..
لحظة..!!
لم تكن سارة ..
مابك؟؟ أنا ربى ..!!
أوصلت لي سارة سلامك فجئت أرده عليك بنفسي ..
كان وضعي محرج للغاية ..
لأول مرة في حياتي أتعرض لموقف كهذا ..
فما كان مني إلا أن أعطيتها ظهري وقلت بصوت حازم:
أرجو أن تكلمي سارة بسرعة ..
ضحكت بدلع وذهبت ..
أف ماهذا الهراء ..
مسحت العرق المتصبب على وجهي ..
خرجت سارة ووضعت يدها على فمي لتمنع صرخة موجهة إليها بعد أن رأتني أغلي من الغضب ..
مشيت مسرعا .. وهي تتبعني وتتعثر بعباءتها وتحاول أن تكلمني ..
فلم أعرها أي اهتمام .. ولم أتفوه بغير ..
(حسابك في المنزل) ..
وصلت إلى المنزل دخلت مسرعا ًإلى غرفتي وأغلقت الباب ..
طرقت سارة عليّ مراراً ولم أجبها ..
كنت غاضبا من تصرفها جداً .. ومن تصرف الآنسة ربى ..
مازال الطرق متواصلاً ..
فتحت الباب .. نعم ماذا تريدين؟!..
حتى لم تقل لي حمداً لله على سلامتك ..
أرجوك سارة .. يكفي ما فعلتهِ ..
ضحكت عليّ بهستيرية ..
يا إلهي .. يبدو أنها قد أصيبت في عقلها ..
ماذا قلت حتى تضحكي هكذا ..!!
مابك سارة .. لماذا تضحكين .. هل هناك مايثير الضحك؟!..
اقتربت مني وضمتني بقوة .. وقبلتني وقالت:
أحبك أحمد ..!!
لا ..لا .. يبدو أنها بالفعل أصيبت بالجنون ..
ليس مني بل من ربى ..
صرخت في وجهها وأغلقت الباب ..
استلقيت على سريري وأنا الذي سيجّن .. ماهذه الربى التي دخلت حياتنا في أقل من سبع ساعات .. وقد فرضت نفسها علينا ..
لا..
فرضت نفسها على سارة فقط .. وليس عليّ ..
لم تلده أمه حتى الآن الذي يفرض نفسه عليّ ..
ولكن..!!
لم تتصرف هكذا ؟!..
الواضح أن أهلها لم يحسنو تربيتها ..
حسناً ياربى .. أنا من سيعيد تربيتك .. ويعلمك معنى الأدب ..
********
خرجت من حجرتي متوجهاً إلى سارة التي أسمع ضحكاتها في الصالة ..
كانت تتحدث في الهاتف ..
غريبة!! .. منذ متى وسارة تتحدث به لغير ضرورة؟!..
لقد تغيرت 180 درجة منذ أن دخلت المستشفى .. وتعرفت على ربى في لمح البصر ..
جلست على الكرسي المقابل للتلفاز وأنا انظر إليها ..
هاهو حبيب القلب قد وصل .. هل من رسالة أوجهها إليه .. ربــــــــــى؟!..
قمت من مكاني مسرعا ً أخذت السماعة وأغلقتها ..
اسمعي سارة ..
إذا كنت ظننت أنت ومن تدعى ربى بأنكن ستنلن ما تردن فهذا من المستحيل ..
وإذا عدت وهاتفتها مرة أخرى فلا تلومي إلا نفسك ..
ابتسمت كعادتها منذ خروجها من المستشفى واقتربت مني ..
ابتعدت عنها خوف صدمة أخرى ..
قالت بهدوء (حسناً بابا) .. وذهبت..!!
فعلا أصيبت بالجنون .. ألطف يارب ..
مر أسبوعان ونحن على هذا الحال ..
سارة تعصي أوامري .. وتكلم ربى .. وتوصل لي كل شيء ..
وأنا دائم الصراخ في وجهها .. حتى كادت حنجرتي أن تخرج ..
لقد فازت ربى .. وفرضت نفسها عليّ ..
لم استطع تربيتها .. فلا تكاد تمر ساعة دون ذكر اسمها أو التفكير فيها
لابد أن أضع حداً لهذه المهزلة !!..
**********
مرحبا أحمد ..
أهلا سارة .. تفضلي ..
من دون أن تقول .. وسأجلس أيضا !!..
أريد أن أقول لك أن ربى ..
سارة.. أرجوك أغلقي الموضوع حالا ً..
ربى ستأتي غداً .. مفهوم !!..
خرجت سارة دون أن تعطيني أي فرصة للكلام ..
إذن الموضوع موضوع تحدي !!..
حسناً ..
سأريك من هو أحمد الذي تغيظينه يا.. ربى ..
استيقظت في الصباح ليس لدي رغبة في الذهاب إلى العمل
أريد أن أكون في استقبالها وأريها من هو أحمد ..
جلست في الصالة أقلب التلفاز
فجأة .. طرأت جواهر في مخيلتي ..
يا إلهي .. كيف نسيتها طوال هذه المدة ..
تتساءل يأحمد .. بالتأكيد الآنسة بل القارصة ربى .. من أنستك إياها ..
أخذت هاتفي النقال واتصلت بالرقم الذي خزنته من قبل ..
للأسف .. غير موجود في الخدمة ..
أحمد هيا قم .. ستصل ربى قريباً .. قمت متثاقلا دون أن أتكلم ..
هل من الممكن أن تذهب إلى السوق وتحضر لي طبق حلوى ..
أنت تعرف أني لا أجيد صنعها ..
حسناً .. أخذت مفتاح السيارة .. وفي داخلي بركان يغلي
أريد أن استقبلها وأعطيها درساً لن تنساه ..
اعتقد بأن ما أخطط له سيفشل 100%
لا أريد لسارة أن تتعلق بها كثيراً .. فربما تفقدها كما فقدت جواهر من قبل ..
لا أريد لأختي أن تعيش في شقاء .. فيكفي ما عاشته من قبل ..
عدت إلى المنزل .. دخلت الصالة
كانتا جالستين ..
تراجعت للوراء وأصدرت صوتاً يدل على وجودي..
أقبلت سارة وأخذت مني الطبق ..
أحمد .. ربى تريد الحديث معك ..
تنهدت قليلا ماذا تريد ؟!..
قلت تريد الحديث معك .. هل من الممكن ذلك ؟؟
ومنذ متى وأنت تأخذين رأيي يا آنسة سارة ؟
ضحكت وقد أعطتني ظهرها متجهه إلى حيث كانت ربى ..
انتظرت قليلا .. ثم تشجعت وذهبت إليهما ..
الآن سأضع حداً لكل شيء ..
جلست على كرسي بعيد قليلا عنهما بعد أن سلمت ..
ودون أن انظر ..
فقد كنت موخياً برأسي حتى لا أرى شيئاً يزعجني ..
قلت بجفاء:
ماذا تريدين مني؟
الجزء السادس
جلست على كرسي بعيد قليلا عنهما بعد أن سلمت..
ودون أن انظر..
فقد كنت موخياً برأسي حتى لا أرى شيئاً يزعجني ..
قلت بجفاء:
ماذا تريدين مني؟
قالت بتردد:
أحمد .. أعلم أني قد تعديت حدود الأدب معك ..
وآذيتك بتصرفاتي ..
لا أريد أن تأخذ فكرة سيئة عني ..
فهذه التصرفات ليست من عادتي .. وليست من تربيتي ..
أريدك أن تعلم أنه أنا من ربيت نفسي بنفسي ..
أنا من اهتممت بنفسي ..
أنا من أقوم بواجباتي وواجبات غيري دون مساعدة أحد ..
قاطعتها بسخرية:
ونعم التربية ..!!!
أرجوك أسمعني .. وبعدها لك ماتريد ..
توفي والدي منذ صغري ..
حرمت من أبوته وحنانه ..
فقدت عطفه وصدره الحاني الكبير ..
أمي كانت قاسية علي ّ.. بجفائها وعصبيتها
زرعت في داخلي الخوف من كل شيء ..
كنت أريد من يضمني ..
أريد من يحميني و يسمعني ..
احتاج من يلبي طلبي ويقضي حاجتي ..
بالفعل كنت وحيدة .. وحيدة ...
تهدج صوتها بالبكاء .. وأنا متعجب مما أسمع بناء على رغبتها
لذا لذت بالصمت إلى أن تكمل ..
أضافت:
تزوجت والدتي وأنا في الصف الخامس ..
ظننت زوج والدتي سيكون الأب الحاني ..
لكن للأسف كان الظالم الجاني ..
جنى على طفولتي منذ وقت مبكر ..
فصلني من المدرسة ..
وأبعدني عن زميلاتي اللاتي أحس بقربهن أكثر منه ومن والدتي ..
انتقلنا إلى آخر المدينة .. وبذلك ابتعدت نهائيا عمن أحب ..
أجبرني على أن أعمل في البيوت في تلك السن الصغيرة ..
أخرج من الصباح .. ولا أعود إلا على وقت المغرب .. فأستقبل بالضرب والسب والشتم ..
كان يأخذ ما أحصله من جراء عملي ولا يبقي لي منه شيئا ..
تعبت من وجودي معهم .. قررت الهرب ولكن إلى أين سأذهب ..
وإلى من ألتجئ .. فأنا لا أعرف أحداً في تلك المنطقة ..
ولكن الله يمهل ولا يهمل ..
قُبض عليه في تهمة كبيرة .. وأودع السجن إلى أجل غير معلوم ..
أما والدتي ..
ازداد بكاء ربى وعلا نشيبها ولم تستطع الكلام ..
بقينا برهه ننتظر أن تهدأ حتى تواصل حديثها ..
قالت:
والدتي منذ ثلاث سنوات وهي على السرير الأبيض ..
لايتحرك منها سوى رأسها وأطراف يديها .. لأنها سقطت من أعلى الدرج عندما كانت تضربني ..
لم تستطع أن تكمل حديثها من شدة البكاء ..
آآآآه ياربى .. كيف تحملتي كل هذا من صغرك .. وما زلت صابرة على ذلك ..
كم كنت قاس عليك ..
لا .. لا ..
لا تأخذك بها رأفة أحمد .. فهي لاتعني لك شيئا ..
أردفت: أدخلت أمي المستشفى ..
أما أنا فلم أعد أعرف لي مكان أذهب إليه ..
أخرج من المستشفى لأبحث عن عمل في البيوت كما كنت ..
فأعود أجر أذيال الخيبة ورائي ..
ازداد حالي سوءا .. وتدهورت صحتي ..
يكفي ما فقدت .. لن أفقد نفسي أيضا ..
لن أضعف ..
لن استسلم..
ولكن ماذا أفعل ؟!..
كيف أتصرف ؟!..
من أين أحضر تكاليف العلاج ؟!..
أرشدتني إحدى العاملات في المستشفى بالتوجه إلى مقر الجمعية الخيرية ..
بالفعل توجهت إليها وشرحت لهم الحال ..
قدمت لنا المعونة .. وساعدتني في إكمال دراستي ..
أنهيت الابتدائي وأدرس حاليا في الإعدادي ..
أذهب بين فينة وأخرى بأمي للمستشفى ..
كي تراعى حالتها ..
حتى التقيت ذلك اليوم بسارة ..
هنا بدأن اثنتيهما بالبكاء ..
هناك شيء يخفينه عني ..
أحسست بعاطفة شديدة تجاهها ..
أطفأت كل الغضب الذي تولد منذ عرفناها ..
هي بحاجتنا وتريد المساعدة ..
كيف لي بذلك ..
فكري الآن مشغول بجواهر ..
يبدو أن سارة قد تناستها .. بمجرد دخول ربى في حياتها ..
أرجوك أحمد .. أنا في أشد الحاجة إليك ..
لا تردني كما رددتني من قبل ..
فأنا لم أعد بصغيرة لا يؤخذ كلامها ..
ردت سارة لاتقولي ذلك نحن نبحث عنك منذ زمن ..
لا أصدق بأنني التقيتك مرة أخرى ..
(لا تردني كما رددتني من قبل .. فانا لم أعد بصغيرة لا يؤخذ كلامها )
(نحن نبحث عنك منذ زمن) ..
ترددت هذه الجملتان في رأسي ماذا تقصدان بها ..
أيعقل أن تكوني .......؟
اقتربت مني ونزعت حجابها ..
قالت بصوت مبحوح:
أحمد أنا ..
وضعت يدي على فمها قبل أن تكمل جملتها
وأنا أضمها بكل حنان إلى صدري ..
(أنا الآن بابا يا............... جواهر)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج5.معاني القران للنحاس

ج5.معاني القران للنحاس ج5. الكتاب : معاني القرآن الكريم المؤلف : ابو جعفر احمد بن محمد بن اسماعيل النحاس أي والحافظاتها ونظيره ... ...